موقع أنصار الله | من هدي القرآن |

إذاً يجب أن نكفر بكل تشريع ليس من قبل الله. هذا هو ما يجب على الإنسان أن يؤمن بأن التشريع هو لله وحده، أن الهداية هي لله وحده، من الله وحده {إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى} (الليل:12) كما قال هو، وأن يكفر الإنسان بكل تشريع من عند غير الله، هذا ما لا بد منه، وأن لا نكرر دائما كلمة:.

بعض الشعوب التي اتجهت لصياغة تشريعاتها بشكل قوانين، أصبحت كلمة: هي البديل عن كلمة: ، عن كلمة: .. مثلما يحصل في مصر وبلدان أخرى، ونحن هنا في اليمن بدأنا نتروض، نروض أنفسنا على استخدام كلمة وهكذا.

يجب أن يكون حديث الناس كله بالشكل الذي يوحي بالارتباط بشرع الله وهديه ودينه، كلمة: قانون وقوانين ودستور هي توحي للإنسان بمنهجية أخرى وبمصدر آخر لتنظيم شؤون الحياة غير الشريعة، حتى وإن كانت كما يقال بشكل تقنين لأحكام الشريعة، لكن لماذا لا نستخدم كلمة: أو أن شريعة الله، ودين الله هي قاصرة عن أن تحتوي أو تشتمل على ما تشتمل عليه القوانين. هذا ما يوحي به ترديدنا الكثير لكلمة ونحوها. وهذا هو ما يمهد لإبعاد الناس عن القرآن، لإبعاد الناس عن الإسلام، لإبعاد الناس عن شريعة الله، لإبعاد الناس عن دين الله.

نتروض قليلاً قليلاً في أذهاننا على الارتباط بالقانون والقوانين.. فإذا ما قيل لنا في يوم من الأيام: هذا القرآن إرهابي، نرى أنفسنا لا نحتاج إلى القرآن في أي شيء.. كنا نقرأه فقط على أمواتنا.. كنا نقرأ منه آيات قصار في صلاتنا، لا بأس سنقرأها في صلاتنا، في الأخير نرى أنفسنا لا حاجة بنا إلى هذا القرآن, الدساتير فيها الكفاية، القوانين فيها الكفاية. هذا كله من عملية ترويض الأمة من جانب أعداء الله على إبعادهم عن الدين قليلا قليلا قليلا.

كما يعملون بالحج.. الحج الله قال لنبيه إبراهيم: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} (الحج:27). وعندما يقول: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ} هو يعلم أن تلك المشاعر، ومن يفدوا على تلك المشاعر سيكون فيها لهم سعة.. اتساع.

جاء تنظيم الحج: اليمن: أربعة عشرة ألفا إلى عشرين ألفا، مصر كذا آلاف، قالوا: المشاعر ضيقة! وزحمة شديدة، إيران كذا آلاف.. السعودية كذا، وكل بلد يحدد له عددا معينا.! أليس ذلك ما هو حاصل الآن؟ هذه أول خطوة من خطوات احتلال اليهود للحج؛ لأنهم في الأخير لن يمنعوا الناس من أول يوم عن الحج، عودونا على قبول نسبة محدودة، فإذا ما نزلت النسبة من لليمن إلى ستكون مقبولة.. أليس كذلك؟ ثم في عام معين تنزل من إلى مقبولة، ثم إذا كان الشعب كبيرا كمصر تأتي بالقرعة. الآن الحج عند المصريين بالسهم بالقرعة.. .. نسمعها هكذا في المشاعر بالسهم. يتقدم الكثير ممن يريدون الحج ولكن بالسهم، إذا طلع سهمك تحج تحج، هذه هي بدايات الترويض، الترويض لنتقبل كل شيء يريدون أن يعملوه.

في الأخير إذا ما أبعد القرآن هناك قوانين ودساتير بديلة عنه، الحج إذا ما خفض العدد يكون مقبولاً جداً؛ لأنه روضنا أنفسنا، وروضتنا حكوماتنا المباركة الجاهلة التي لا تعرف عن اليهود شيئاً، التي لا يهمها أمر الدين ولا أمر الأمة.

يكونون قد عودونا قليلا ثم أحيانا يقولون: السنة هذه اتركوها للمصريين، والشعب الفلاني والشعب الفلاني السنة هذه يؤجل، أو السنة هذه احتمال يكون هناك وباء ينتشر يؤجل.. وهكذا حتى يموت الحج في أنفسنا، حتى يضيع من ذاكرتنا.

ثم يأتي مجنون! مجنون ويعتدي على ويفجره، كما يحصل في .. أليس يحصل شبيه بهذا؟ مختل عقلياً يعمل تفجيرات أو يحرق أو يطلق النار على مصلين داخل المسجد وسيظهر مجانين كثيرون.. مجانين كثيرون، وفجروا الكعبة فجروا قبة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، باحثون مجانين ينبشون قبر رسول الله (صلوات الله عليه وآله) ثم نحن نكون قد أبعدنا.

متى ستكون أنت من يصبح العدد المسموح به هو ثلاثة آلاف شخص، متى ستتوقع أنك ستحج هذا حصل مثله في بلدان الإتحاد السوفيتي، حصل أيام حكم الشيوعيين في تلك البلدان.. راجع قوائم البلدان التي تحج، تجد أن تلك البلاد كانت من أقل الحجاج عدداً، بلدان الإتحاد السوفيتي وهي بلدان واسعة جداً.

هكذا يتنكر الإنسان لله الذي أحسن كل شيء خلقه والذي بدأ خلق الإنسان من طين، والذي خلقه ونقله في أطوار خلقه من حالة إلى حالة، ثم يتنكر لله ويكفر بكل تشريعاته، ويبعد نفسه عن كل هدايته.

فالذي خلق الإنسان في هذه الدنيا، وخلق هذه الدنيا، وخلق هذا العالم بكله له غاية، وله نهاية، وللناس جميعا يوم يرجعون فيه إلى الله.

لكن هذا الإنسان الجاهل الذي لم يعلم هذا التدبير الواسع من قبل الله سبحانه وتعالى خلق السماوات والأرض، وتدبير شؤونهما الواسعة التي تدل على قدرته العظيمة، حكمته العظيمة، علمه الواسع.

الله الذي بدأ خلق الإنسان من طين يقول هو فيما بعد: {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ}(السجدة: من الآية10) إذا متنا وأصبحنا ترابا وضعنا في الأرض وتلاشينا أإنا لفي خلق جديد؟ بعيد أن نبعث من جديد.. كيف يمكن؟ ألم يقل لك: ألم تعلم أنت أن الله بدأ خلقك من طين وأنه خلقك وخلق أولادك.. أليس الإنسان يعلم أن أولاده مخلوقون من ماء مهين؟.. هو يعلم.. {وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ}(السجدة:10).

المسألة ليست مسألة غامضة، أو أن الأدلة عليها ليست كافية، فيكون هذا التساؤل وجيها نوعا ما، إنه جحود إنه كفر إنه كلام الذي لا يريد أن يصدق بالقضية، لا يريد أن يؤمن بها، هو رافض لها، لا يريد لا أن يقبل الإيمان بها، وإلا فهي واضحة جدا، أدلتها فوق الكفاية، أدلتها تدمغ، تدمغ كل مدارك الإنسان ومشاعره ووجدانه.

 

 

دروس من هدي القرآن


معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس الثاني عشر


القاها#السيد_حسين_بدر_الدين_الحوثي


بتاريخ 4_2 _2002 م | اليمن - صعدة



الله أكبر


الموت لأمريكا


الموت لإسرائيل


اللعنة على اليهود


النصر للإسلام