بيان حزب الإصلاح.. بين توسعة مشاريع التدعيش وتقسيم المقسَّم
موقع أنصار الله || مقالات || فهمي اليوسفي
القارئ الحصيف الذي يتناول بيان حزب الإصلاح بشأن مشروع الزكاة سيتمكن من الغوص بعمق في قراءة ما بين السطور وسيجد مناسبة الزمان والمكان حاضرة في البيان وتزامنه مع بعض القضايا المستجدة على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي ومن ثم يستطيع تصويب أهداف هذا الحزب من خلال هذا البيان العقيم بكيفية اختياره للمناسبة ومعرفة بنك أهدافه الداعشية من خلال بيانه المتصهين والشروع بتصويب دوره المبطن للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي وآلياته في التعتيم والتضليل إزاء قضايا وجرائم العدوان وأجنداته بما فيه هذا الحزب لأن ما ورد في البيان يتوافق مع مشروع أمريكا المسمى “شرق أوسط جديد” لتقسيم المقسم من خلال هندسة قضايا جديدة وإنزالها للسوق الاستهلاكية تكفل التعتيم على مجريات الأحداث في أمريكا منها قضايا العنصرية، بعد أن حاول من خلال بيانه تحقيق النقاط التالية:
أولا: تشويه المضامين القرآنية المتعلقة بمشاريع الزكاة ومصارفها لكي يصنع وعيا مشوها لدى العامة وهذا يعد استهدافا للقرآن كجزء من إيقاف دور الزكاة التي تساهم في تطبيق التكافل الاجتماعي على أن لا يكون ذلك عاملا لكشف مواقفه الاستهدافية واللصوصية لمشاريع الزكاة خلافا لما ورد بالقرآن مع أن تشويه الوعي الجمعي في مثل هذه المسائل يعد جزءاً من العدوان وضلوعا في الجريمة مع أن موقف هذا الحزب بشأن الزكاة وغيرها من المشاريع الوهابية يعد جزءاً من التطبيع غير المباشر مع إسرائيل.
ثانيا: رشق انصار الله باتهامات غير صحيحة كوسيلة لإخفاء جرائم الحزب السابقة واللاحقة المنسوبة له من الماضي الحاضر.
ثالثا: إتقان هندسة البيان بما يتوافق مع التوجهات الصهيونية ومطامعها في المنطقة تحت مسمى مكافحة التمييز والعنصرية، لنشرها كي تصبح المدخل العملي والمبطن لتقسيم المقسم على ضوء القاعدة الصهيونية “فرق تسد” بحيث تصب نحو المشروع الأمريكي المتمثل في ( تقسيم المقسَّم ) أرضا وإنساناً ليشمل الجانب الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وغيره لأن ذلك جزء من المساندة للمشاريع الصهيونية سواء المنفذة أو قيد التنفيذ وتصب في مجملها نحو مزيد من نشر الطائفية والعرقية والمذهبية تحت ذرائع وهمية وواهية باعتبار ذلك إحدى الوسائل لتوسعة مشاريع الكراهية بين شرائح المجتمع.
رابعا: استخدام مصطلحات ملَّت مسامعنا من تكرارها عبر إعلام العدوان وأجنداته الإقليمية والداخلية منها الداعشية كما هو حال هذا الحزب لتكون حجر الأساس في تعميق ثقافة الاغتصاب المتعدد لمجتمعات الشرق الأوسط وتكفل تثبيت الوعي المشوه لدى العامة..
خامسا: استهداف انصار الله باتهامات باطلة خصوصا حين يقول هذا الحزب انهم ضد المساوة والعدل الاجتماعي ولو تمت مطابقة ذلك على ارض الواقع سنجد أن هذا الحزب لا يؤمن بالعدل أو المساواة بل يومن بالظلم واللا مساواة لأن ذلك جزء من ايديولوجيته لأنه يؤمن بشريعة الغاب، فهل من العدل أن يغتصب هذا الحزب ممتلكات عامة وخاصة ويكفي الاستدلال باغتصابه أراضي الدولة لمستشفى العلوم والتكنولوجيا بصنعاء وكم من هذه الجرائم التي اقدم على ارتكابها خصوصا المتعلقة بنهب المال العام بما في ذلك ممتلكات الدولة ولا حصر لما نهبه بيت الأحمر من أراضٍ وغيرها حتى الأراضي السيادية في الحدود وذلك بالتعاون مع الصريع عفاش.
سادسا: استغلال مناسبة هذا المشروع وظرف المكان والزمان لإثارة الثقافة المشوهة والمتوحشة خصوصا التي اعتمد عليها الناتو في تأسيس وبناء مشروع الوهابية منها على سبيل المثال الشوكانية التي تعد وهابية الزيدية والاستمرار في استهداف المذاهب المضادة للوهابية سواء شافعية أو زيدية باعتبار ذلك عاملا لتجذير ثقافة التوحش للوهابية ويصب نحو خدمة المشاريع الصهيونية التوسعية.
سابعا: التعتيم والتضليل على قضايا العنصرية الأمريكية وتعميق الحزب لثقافة الاغتصاب للسلطة ومحاولته زرع وعي مشوه يحوِّل الفاسد نزيهاً والنزيه فاسداً بما في ذلك التعتيم على جرائمه التي يرتكبها أعضاؤه من اغتصابات ومخدرات وغيرها وارتكابه الجريمة وإسقاطها على غيره.
ثامنا: التعتيم والتضليل على جرائم قوى العدوان المتعلقة بحجز دخول المشتقات النفطية أو المتعلقة بالتعتيم على عرقلة دول العدوان من إصلاح السفينة صافر وفي نفس الوقت على الدور الإسرائيلي عبر أريتريا بأرخبيل حنيش ومطاردة الصيادين والتنكيل بهم مع منع مراقبة تحركات الأساطيل العسكرية الغربية في المياه الإقليمية اليمنية.
تاسعا: محاولة عدم لفت الأنظار إلى المشاريع الراهنة لإسرائيل في الجولان والقدس وتركيا في المشهد الليبي، مع أن هذا الحزب متورط بتجنيد مرتزقة يمنيين للقتال في ليبيا وسوريا والعراق لأن ضمن أهداف البيان نقل صورة للمجتمع الدولي مغايرة للواقع تخفي مشاريعه الداعشية وتنقل صورة مشوهة عن الطرف الآخر.
عاشراً: استغلال هذه المناسبة لاستهداف كل الجهود التي تبذل من خبراء المناهج لتصحيح المناهج الدراسية التي اعتمدتها مطابخ داعش والصهيونية في دول الرباعية خلال العقود المنصرمة كحد أدنى لكي تظل المناهج الحالية مطعمة بالوعي المشوه والمتوحش، وتوفير المبرر لسماسرة الأمم المتحدة لضم ما ورد في البيان ضمن الاحاطات القادمة للتستر على نشاط هذا الحزب بمشاريع التدعيش الإرهابي والاغتصاب والقتل والنهب، وفعلا وقائع التاريخ تبرهن أن كافة ألوان الطيف التكفيري هم أعداء الحياة.
لذا حقا يجب إبراز غسيل يجب وجرائم هذا الحزب عبر كافة المنابر على قاعدة الحجة بالحُجَّة وأنصح بالإسراع في تأمييم كافة ممتلكاته الاغتصابية والداعشية منها مستشفى العلوم والتكنولوجيا وعدم الانجرار خلف هذه الفبركات الداعشية التي يسوِّقها التكفيريون.
وطالما نلمس خداع وكذب هذا الحزب، فالاستمرار بإطلاق الصرخة ربما يطرد الجن والشياطين التكفيريين.
* نائب وزير الإعلام