التطبيع.. وكثرة الكلام عنه في وسائل الإعلام

‏موقع أنصار الله || مقالات || العلامة / سهل إبراهيم بن عقيل

إن هذا الموضوع يشغل – بلا شك – كل وزارات الإعلام وكل إنسان على ظهر هذه المعمورة، بعد أن انفضح – بكل الوسائل الحسية والمعنوية ، التجارية وغير التجارية مما ينمي هذا التضخم، حتى يصبح حقيقة – واسعة على العالم العربي والإسلامي، وهو الآن يتجسد في كل المجالات التي يبصرها الإنسان بعينه، ويسمعها بأذنه.

إن كثرة الكلام عن هذا الموضوع خاصة ممّن تؤلمه هذه الأوضاع المتردية وبالنسبة لليمن خاصة، يراها اليوم تعتصر في نفسه، ولم يدر أن أولئك الإعلاميين هم بأنفسهم يطبّعون ما يريده أعداؤهم في نفوس المجتمع.

إن الإعلام الآن يمضي في سبيل غير السبيل التي كان يمضي بها في الأمس، لأن المرحلة خطيرة والأحداث التي تقع على الواقع، هي في ذاتها أكبر مما يُقال، فالقول يمضي ويذهب ويبقى العمل بأظافره التي تسطر الواقع المعاش الآن في الحرب العالمية الكونية على اليمن، لأنها ستفرض- في هذه الظروف- واقعاً يغير مجرى حياة العالم، ليس في الناحية التجارية والاقتصادية فقط، بل وجميع النواحي.

إننا في أول الطريق، نبحث وبشدة من قبل وقوع الحرب الكونية على اليمن فنجد أن الذي تملكه الأمة العربية والإسلامية من مواقع استراتيجية ومخازن اقتصادية وطاقات هائلة تغير مجرى حياة الإنسان على هذه المعمورة، ولكن الذين بأيديهم ( الحل والعقد بإشارة واحدة) يستطيعون أن يفعلوا ذلك، ولكنهم لا يفعلون، وتجري مجاريهم في طريق غير ذلك تماماً، للإبقاء على مصالح أسيادهم ومصالحهم، إذ هي مربوطة بعضها ببعض، فما علينا إلا أن نتكلم في غير الموضوع الذي يتبعه أعداؤنا في سبيل التطبيع مع إسرائيل، أو مع من يسير مع إسرائيل، فمنذ سنة 1917 إلى الآن لم تزل الأناشيد والقصائد الحماسية تتكرر على مسامعنا كل يوم، ولكننا لم نسمع ولم نعقل أن السلاح هو السلاح، وما أخذ بالقوة يُسترَدّ بالقوة، وإن تكررت الحيل والأسافين في سبيل شفط الأرض الفلسطينية.

وأما التطبيع فإنه حاصل منذ سنة 1948م، ومن تحت الطاولة، ولا حديث عن التطبيع، ولا حديث عمّن يجرنا إلى هذا الموضوع، فليفهم هذا من فهم.. وإن سلاحنا جاهز بأيدينا، ودموعنا جارية، وما يجري الآن إنما هو صورة طبيعية لما سيكون أو لا يكون.

فليفهم هذا من يفهم، وليجهله من جهل، فأجسادنا غارقة في دمائنا، ودموعنا تجري كالسيل، ولا بلاع إلا بإحدى الحسنيين.. وإن من يلعق أصابع المومسات الإسرائيليات جدير أن لا يتكلم عن تحرير فلسطين، هو وأسرته وآله ومن والاه، فإنهم استنبتوا لمثل هذه الأوضاع.

ونؤكد:

إن من يستلذ بلعق أصابع المومسات الإسرائيليات لا يمكن أن يتكلم عن تحرير فلسطين، هو وأتباعه وأشياعه ومن والاه في الطابور.

* مفتي محافظة تعز

قد يعجبك ايضا