بعد الهزائم في اليمن… الملك “سلمان” يُقيل قائد قوات تحالف العدوان السعودي من منصبه
|| صحافة ||
خلال الأشهر والأسابيع الماضية تمّكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية من تحقيق الكثير من الانتصارات في العديد من جبهات القتال ولا سيما في محافظات البيضاء ومأرب والجوف ضد قوات ومرتزقة تحالف العدوان السعودي وهذه الانتصارات الميدانية تسببت في حدوث الكثير من الخسائر المادية والإنسانية في صفوف قوات ومرتزقة هذا التحالف الغاشم، بل إنه أدى إلى حدوث نقص كبير في الميزانية الحكومية السعودية التي أنفقت المئات من المليارات لشراء الكثير من الأسلحة المتطورة من الولايات المتحدة. وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الاخبارية أن حرب اليمن المستمرة منذ خمس سنوات ونصف أطاحت قبل عدة أيام بقائد قوات تحالف العدوان السعودي في اليمن الأمير “فهد بن تركي”.
ووفقاً لعدد من المراقبون فإن إقالة الملك “سلمان” لهذا القائد العسكري في هذا التوقيت تعتبر هزيمة جديدة لتحالف العدوان في اليمن. ولفت المراقبون إلى أن هذه الاقالة لها علاقة ايضا بصراع الاجنحة في العائلة المالكة في السعودية، إذ أن الامير “فهد بن تركي” متزوج من الاميرة “عبير بنت الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود” واخوتها الامير “متعب” و”عبد العزيز” الذين لديهم تاريخ عداوة مع الملك “سلمان” وابنائه. إلى ذلك عزا اخرون امر الاقالة لهرم القيادة في تحالف العدوان السعودي بانه تخلص وفرار ملكي من الهزيمة في اليمن بتحميل الامير “بن تركي” ورمي نتائج فشلها في وجهه بداعي الفساد بعد عجز هذا التحالف الغاشم طوال خمس سنوات من تحقيق تقدم في الحرب وتساقط الجبهات في الاونة الاخيرة في البيضاء ومأرب والجوف بيد أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله”.
الجدير بالذكر أنه منذ الصعود السريع لولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” في مناصبه من مستشارٍ عادي في مكتب والده إلى ولي للعهد، بعد تولي أبيه الملك “سلمان بن عبد العزيز” مقاليد الحكم في البلاد في يناير 2015، استعان هذه الامير المتهور بعدد من رجاله المخلصين، وأزاح الكثيرين ممن لم يرغب بهم. ومن ضمن المفاجآت السياسية السعودية المستمرة، أعلن الديوان الملكي في ساعات متأخرة من مساء اليوم الأخير من شهر أغسطس 2020، بيانات ملكية حملت تعيينات وإقالات، أبرزها الإطاحة بقائد قوات تحالف العدوان السعودي في اليمن. ولعل إقالة الفريق الركن “فهد بن تركي آل سعود”، قائد قوات تحالف العدوان في اليمن، يطرح تساؤلات عن أسباب تلك الإقالة، وهل لها ارتباط بالحرب الدائرة بالبلد المجاور للمملكة، أم أنها رغبة شخصية من ولي العهد السعودي.
من هو قائد قوات تحالف العدوان السعودي المقال؟
لقد ارتبط اسم الأمير “فهد بن تركي” بالحرب الدائرة في اليمن بعد أن عُيّين، في فبراير 2018، قائداً لقوات تحالف العدوان السعودي في اليمن، التي تخوض منذ بدايات العام 2015، حرباً عبثية ووحشية ضد أبناء الشعب اليمني المظلوم. وقبل ذلك، وتحديداً في 2017، عين قائداً للقوات البرية السعودية، بجانب ترقيته إلى رتبة فريق ركن ليصبح بذلك قائداً للقوات البرية السعودية وقائداً لوحدات المظليين وقوات الأمن الخاصة. والأمير الضابط هو حفيد مؤسس المملكة “عبد العزيز آل سعود”، من ابنه الـ21 “تركي الثاني”، ووالدته هي الأميرة “نورة بنت عبد الله بن عبد الرحمن آل سعود”.
إقالة المهزومين
كشفت العديد من المصادر الإعلامية أن السلطات السعودية اعتقلت سفير المملكة لدى اليمن “محمد آل جابر”، بمعية عدد من القيادات والمسؤولين في حكومة المرتزقة القابعة بفنادق الرياض، عقب قرار إحالة قائد القوات المشتركة لتحالف العدوان في اليمن الأمير “فهد بن تركي” للتحقيق وإنهاء خدمته ووفقاً لتلك المصادر، فإن الملك “سلمان بن عبد العزيز” وجّه الأمن السعودي باعتقال السفير “محمد آل جابر” وعدد من كبار المسؤولين في حكومة مرتزقة الفنادق بينهم قيادات عُليا، وأصدر توجيه بإعفاء “آل جابر” من منصبه كسفير للمملكة لدى اليمن وأحاله للتحقيق. واعتبرت المصادر أن إقالة “فهد بن تركي” من قيادة قوات تحالف العدوان، و”آل جابر” من عمله كسفير للسعودية، وإحالتهما للتحقيق هو دليل واضح على تصدع النظام السعودي واعتراف جديد بسلسلة الهزائم السعودية في اليمن، مؤكدة أن نهاية العدوان تقترب أكثر وأكثر، متسائلة كيف سيكون نهاية المرتزقة والعملاء بعد إنتهاء الحرب العدوانية على اليمن.
من جانبه علق عضو المجلس السياسي الأعلى، “محمد علي الحوثي”، على قرار إقالة قائد القوات المشتركة لتحالف العدوان على اليمن “فهد بن تركي” من منصبه، وإحالته للتحقيق والتقاعد. وقال “الحوثي” في تغريدة له على “تويتر”، إن “القرار السعودي بعزل فهد بن تركي من منصبه جيد، مضيفاً، إن كان ذلك القرار من أجل إيقاف الحرب.” ومن جهته، يقول الباحث اليمني “نجيب السماوي”: “إنه لا يستطيع أحد أن يُنكر وجود فساد داخل منظومة تحالف العدوان السعودي باليمن، والأموال المهدرة في شراء ولاءات، مقابل الوقوف ومواجهة أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية”. وتحدث “السماوي” عن إخفاقات التحالف مؤخراً بقوله: “خلال تولي فهد بن تركي قيادة التحالف باليمن رأينا كيف سيطرت الإمارات بدعم سعودي على عدن وسقطرى، وسقوط محافظة الجوف والبيضاء وعدد كبير من مديريات محافظة مأرب بيد أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية، في ظل غياب الدعم السعودي لجيش الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، وهذا يؤكد وجود فساد في منظومة هذا التحالف الغازي باليمن”. وأضاف: “لم تكن هذه المرة الأولى التي تحدث فيها حملة إقالات وتوقيفات مفاجئة، فقد نجح الملك سلمان وولي عهده، خلال الأشهر الأخيرة، في إقصاء العديد من الوزراء والأمراء الذين مثلوا حلفاء لملوك سابقين أو غير منسجمين مع إدارته”.
ويعتقد المحلل العسكري والاستراتيجي الدكتور “علي الذهب”، أن إقالة القائد السعودي “فهد بن تركي”، تأتي ضمن الصراع داخل مراكز النفوذ في النظام السعودي وبسبب الهزائم التي منيت بها قوات تحالف العدوان السعودي في اليمن. وأضاف معلقاً على القرار: “ما حدث هو إحالته نهائياً إلى التقاعد، وأيضاً إخراجه من الحياة العسكرية، ويجعل من صفحته سوداء، وتظل هذه التهمة ملصقة به حتى يغيب عن المشهد السياسي والعسكري في البلاد”.
وعن ارتباط الإقالة بالعمليات العسكرية باليمن يقول “الذهب”: “إن الهزائم التي مُني بها تحالف العدوان السعودي والجرائم التي ارتكبها هذا التحالف في حق الاطفال والنساء والمدنيين في اليمن، أدت إلى وضع أسم المملكة في القائمة السوداء الخاصة بالأمم المتحدة وهذا الامر تسبب في مطالبة العديد من الدول الغربية بمحاسبة السعودية ومعاقبتها ولكن هذه الاخيرة قدمت الكثير من الأموال لبعض المسؤولين الأمميين وبالفعل تمكنت من حذف إسمها من تلك القائمة السوداء ولكن الهزائم المتتالية التي منيت بها قوات ومرتزقة تحالف العدوان السعودي في اليمن تسببت أيضا بحدوث عجز في الميزانية السعودية وكل هذه الامور هي التي أجبرت الملك سلمان على إقالة هذا القائد العسكري وتحميله كافة المسؤولية والاخفاقات”.
الوقت التحليلي