21 سبباً للاحتفال بـ 21 سبتمبر
موقع أنصار الله || مقالات || سند الصيادي
سنحتفي وَنحيي هذا اليومَ الوطني الأغر، ليس بدوافع القِمار والمماحكات وَالحسابات الضيقة، وَليس بدوافع مشاركتنا الشخصية في فعاليات وحشود ثورته الشعبيّة المباركة، وإنما بعقلٍ واعٍ وفكر سليم ينطلق من الأبعاد التالية:
لأَنَّ هذه الثورة رفعت شعارَ التغيير للواقع السياسي والإداري والاقتصادي المعاش، ولم ترفع شعار التغيير للأشخاص وَالكيانات والقوى السياسية.
ولأنها لبّت طموحات العامة، وانطلقت من همومهم وتطلعاتهم بوطن حر ومستقل تسود فيه العدالة وَيُعلى فيه القانون على كُـلِّ نافذ أَو متنمر.
ولأنها تعالت على الطائفية والمناطقية والحسابات الفئوية الضيقة التي تحول دون إرساء دعائم قوية ومتينة لمفهوم الدولة في اليمن.
ولأنها لم تستهدف مكوناتٍ بعينها، ولم تتعاطَ مع قياداتها وجماهيرها بأي نوع من القناعات المسبقة في الإقصاء أَو التهميش أَو الاستهداف الشخصي.
ولأنها ثورة جامعة بمعايير الاحتواء النوعي لجميع مكونات الشعب، حيث شارك فيها رجالُ القبائل وَرجال السياسة ورجال الفكر والاقتصاد وَأصحاب المهن العلمية والوظيفية وَالقطاع النسائي بكلِّ ما سبق وأبناء المدينة والريف.
ولأنها شعبيّة منطلقة من ضمير الشعب اليمني، لم تصنعها السفارات أَو تستأذن منها أَو تنال دعمها وتأييدها بقدر ما رأت فيها سفارات قوى الهيمنة استهدافاً لمخطّطاتها ووكلائها في الداخل من القيادات الحكومية وَالعسكرية والحزبية والقبلية والمدنية.
ولأنها لم تهلّلْ لها القنوات الفضائية العربية المتصهينة ولا وكالات الأنباء الدولية التابعة للغرب الصهيوني والشرق المتصهين، ولم ينل ناشطوها بهرج الإشهار التلفزيوني وَلا غطت وقائعها إلَّا وسائل الإعلام المتمردة عن واقع الهيمنة.
ولأنها انتصرت للقضية الجنوبية بالمعالجات العادلة والمرضية، وَلم تقبل بمؤامرات التقسيم تحت الطاولة ولا فوق الطاولة تحت أية شعارات فضفاضة أَو مشاريع مضللة، بل تنبهت لها وَناهضتها من وعي كامل بأهدافها واجندتها.
ولأن مسارها النظري تناغم مع مسارها العملي، فلم تكن مُجَـرّد شعارات حماسية زائفة، بل سبق الفعلُ القولَ، وعزز التحَرّكُ العملي صدقَ الخطاب.
ولأن أهدافها جامعة تركت التفاصيل ولم تغرق فيها، فلم تتباين مكوناتها في الأجندة والرؤى ولا في البيانات والمواقف.
كما أنها صانت مؤسّسات وممتلكات الدولة وَالمواطنين، ولم تتحَرّك بالأحقاد وَنزعة الـ”أنا” وَشهوة السلطة، بقدر ما هدفت لتصويب المسار وَتلافي الانهيار البنيوي للبلد على كافة المجالات.
ولأنها كانت على وشك تطبيع الأوضاع الداخلية وتهيئة المناخ للعمل الوطني الحر والشريف بعد أن كسرت شوكة الجماعات التي ظل يئن الشعبُ من جور تسلطها وفسادها بعد أن استشعرت أن هذا الواقع الجديد لن يكون ميداناً مناسباً لألعابها الفوضوية وَمراكز نفوذها.
ولأنها قضّت مضاجع الفاسدين ولم تستثنِ أحداً تحت هذه المفردة، أَو تحابيه لموقف يروم من خلاله إعادة إنتاج نفسه وَحماية مستقبل فساده وإفساده.
ولكونها أقلقت قوى الهيمنة ودفعت بها إلى اتِّخاذ مواقف عدائية واضحة ومكشوفة، تجلّت في عدوانها الوحشي على الشعب اليمني واستماتتها في إبقاء الواقع السابق بكل مكوناته وخطاياه.
ولأنها أمام هذا الاستهداف الكبير تماسكت رغم عودها الطري وَقاومت ولا تزال بعد ستة أعوام من العدوان تقاوم بصبر واستبسال وَملاحم قتالية بطولية لم يسبق له مثيل في تاريخ الثورات العالمية.
ولأنها نجحت في صنع جيش وأمن وطني قوي قادر على حماية البلاد والدفاع عن الثورة ومكاسبها، بعقيدة إيمانية غير مبنية على فكر إنساني مرحلي، بل على معطيات قرآنية راسخة لا تزولُ مع التغيرات.
ولأنها رغم ظروف العدوان والحصار وَالانشغال الجمعي للجهود والإمْكَانات في جبهات الذود عن الأرض والسيادة، دشّـنت مشاريع التنمية بفاعلية ملموسة غير مسبوقة حتى في أزمنة السلم والاستقرار.
ولأن مكوناتها خرجت برؤية وطنية شاملة واسعةِ الاحتواء فاعلةِ الأهداف، تؤسس لليمن القوي، مثلت أدوات البناء الكاملة للدولة والمجتمع، على كافة المسارات.
ولأنها أعادت إحياءَ الروح الإيمانية ووثّقت الارتباط اليماني بالإيمان والحكمة والرسالة الإسلامية ورسولها الأعظم، وَانتصرت لقيم المجتمع وأعرافه التقليدية الإيجابية، وَأنقذتها من مشاريع الغزو الفكري والثقافي وَمصطلحات التمدن الزائفة الساعية لتجريف الهُوية وَتدجين الشعوب.
ولأنها حملت على عاتقها بشجاعة غير مسبوقة، قضيةَ فلسطين والمقدسات وانتصرت لقضايا الأُمَّــة ووقفت بوجه المشاريع والمؤامرات الصهيوأمريكية، وَعرّت حقيقة الأنظمة العربية وجامعتها وَمنظماتها الإسلامية المتصهينة.
ولأنها تفردت وَتميزت بقائد ثوري شاب مؤمن وَحكيم ومحنك وشجاع، حمل على عاتقه الانتصارَ لله وَللدين والفضيلة، وَعند مستوى طموحات وَتطلعات شعبه وأمته على طريق نيل السيادة والاستقلال والعزة والكرامة والارتقاء والفوز في الدنيا وَالآخرة.