ثورة سبتمبر.. وغُلب هنالك المبطلون
موقع أنصار الله || مقالات || مرتضى الجرموزي
21 سبتمبر ثورة حقيقية، وأية ثورة تضاهي ثورتنا المجيدة الخالدة في ثنايا التاريخ العربي والعالمي؟!
اليمن ومنذُ عقود غابرة كان يعيش الفساد والإضلال في ظل أنظمة العمالة السابقة التي كانت تدين بالولاء والطاعة للسياسة والخبث الأمريكي والموساد الإسرائيلي، الذي جعل اليمنَ حديقة خلفية للمرح ونهب الثروات وتمييع المجتمع اليمني وتضييع الهُوية الإيمانية والوطنية.
ومع استمرار السقوط السياسي اليمني والأخلاقي وانصياعه التام لقوى الاستكبار العالمي والاستحمام الخليجي وارتهان القرار اليمني للوصاية السعودية ذات التبعية الأمريكية، كان لرجالات اليمن توجّـه مخالف لهذا السقوط والارتماء بالحضن الخارجي على حساب الشعب اليمني وسيادته، فسارع الأخيار لإعادة التنظيم الوطني والشعبي لأبناء اليمن في دعوة الخروج في تظاهرات شعبيّة ثورية في العاصمة صنعاء ومحافظات أُخرى.
ومع بطلانِ نظام المبادرة الخليجية وشركائه السياسيين وتفشي إرهاب وغُلو العصابات الإجرامية التكفيرية، شهدت اليمن أحداثاً متسارعة وتفجيرات مؤسفة استهدفت تجمّعاتٍ لعوام الشعب اليمني في محافظة صنعاء العاصمة ومعظم المحافظات، ولم تستثنِ أحداً وهي تطال منتسبي الأمن والجيش أكاديميين ووزراء وتربويين، حيث كانت اليمن تعيش وكأنها فوهة بركان، تفجيرات وجرائم بشعة استهدفت كُـلّ أبناء اليمن شماله وجنوبه، فمناطق اليمن عانت الجريمة الداعشية والتكفيرية ذات الصناعة الأمريكية.
اغتيالات شبه يومية وتفجيرات مدارية في المساجد وفي الصالات وفي مؤسّسات الدولة المدنية والعسكرية ومراكز القيادة والثقافة، وفي الأسواق والمستشفيات حصدت الكثير والكثير من الضحايا.
ومع تصعيد السلطة وأجهزتها الأمنية عسكريًّا ضد المعتصمين السلميين في شارع المطار ورئاسة الوزراء، كان على قيادة الثورة إعلانُ التصعيد الثوري الذي كان كفيلاً بتغيير الموازين وترجيح كفة الحقِّ والثوار على حساب الظلمة والعلماء، فكانت الثورة الوحيدة تعيش الواقع اليمني وتحاكي مظلومية وتطلعات الشعب اليمني المغلوب على أمره.
فكان أن أُخرجت اليمن من الوصاية السعودية ذات الوصاية الأمريكية، وليست كبقية الثورات التي أدخلت اليمن في وصاية جديدة، وهَـا هي ثورة 21 سبتمبر تحقّق أهدافها وتسعى في تحقيق الأهداف الأخرى التي خرج لأجلها الثوار، وقدّموا التضحيات الجسيمة في سبيل إنجاح ثورتهم المعطاءة والسيادية.
في ظل هروب النظام العميل وعناصر الفساد ومنظمات الإفساد وأحزاب النفاق والعميلة لأجندة خارجية، نجحت الثورةُ وباتت على قدم وساق في تحقيق أهدافها، وغُلب هنالك المبطلون، وكلُّ من له علاقة بالخيانة الوطنية فرّ هارباً نحو المجهول ومستنقع الرذيلة الخليجية الأمريكية التي كانت بمثابة الآمر والناهي والمتحكم بقرارات اليمن الخارجية والداخلية في كُـلِّ مفاصل الحياة.
وفي خضم الثورة ومسيرتها نواجه للعام السادس توالياً حرباً سعودية أمريكية وحصاراً غاشماً؛ بهَدفِ إركاع الشعب اليمني وثوار سبتمبر الخالد وثورته الفتية التي أطاحت بعتاولة الفساد والإجرام والخيانة الدينية والوطنية، نعيش سادس عام ثوريٍّ، جهاداً وعطاءً ونحو الأفق الجميل ليمن الواحد والعشرين من سبتمبر نعيش الذكرى المجيدة معتمدين على الله متوكلين عليه ناصراً ومعيناً ومتمًّا لمسيرتنا الجهادية بالنور والانتصار العظيم على حروف من نور يماني، وغلب أهل الباطل والفساد حزب الإخوان ومنافقو الأحزاب والتنظيمات السياسية والجماعات التكفيرية التي هرول جميعهم إلى الحضن السعودي الأمريكي؛ بهَدفِ إعاقة الثورة وسلب إرادَة الثوار وتبديد أهدافها التي كان منها وأهمُّها تحريرَ القرار اليمني وإخراجَ اليمن من الوصاية السعودية الأمريكية.
وهو ما سيتحقّق بإذن الله جل في علاه ثم بفضل قيادة الثورة ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، والقيادة السياسية والعسكرية والأمنية ومجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة، وأحرار القبائل المناهضة للاحتلال والغزو السعودي الأمريكي وأحذية نفاقهم المرتزِقة.