تحالف العدوان يستنجد بالغرب لمنع سقوط مأرب..هل أصبح الصياد هو الفريسة؟
|| صحافة ||
– قبل خمس سنوات ونيف قام تحالف العدوان السعودي المدعوم من القوى الغربية وخاصة من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني بشن حرب عبثية على أبناء الشعب اليمني المظلوم وكان قادة هذا التحالف الغاشم يظنون بأنهم سوف يستطيعون أن يحتلوا هذا البلد الفقير خلال أسابيع معدودة ولكن أبناء الشعب اليمني الذين ذاقوا ويلات هذه الحرب العبثية وقفوا وقفة رجل واحد إلى جانب أبطال الجيش وتمكنوا خلال السنوات الماضية من توجيه الكثير من الضربات الموجعة لقوات تحالف العدوان السعودي وتمكنوا أيضا من تطوير العديد من الصواريخ والطائرات المسيرة التي نفذت العديد من الهجمات داخل العمق السعودي والإماراتي.
وخلال الاسابيع القليلة الماضية تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية من تحقيق الكثير من الانتصارات على مختلف جبهات القتال ولقد كشفت العديد من التقارير الميدانية أن المقاتلين اليمنيين بعدما تمكنوا من تحرير العديد من مديريات محافظات الجوف والبيضاء، توجهوا نحو تحرير العديد من مديريات محافظة مأرب النفطية والاستراتيجية، وبالفعل تمكنوا من تطهير عدة آلاف من الكيلومترات المربعة من الأراضي التي كانت قابعة تحت سيطرة قوات تحالف العدوان السعودي ومرتزقته.
إن كل هذه الهزائم التي مُني بها مرتزقة تحالف العدوان السعودي، أجبرت الرياض مؤخراً التكثيف من تحركاتها الدبلوماسية بحثا عن مخرج دولي يخفف عنها الضغوط العسكرية في اليمن والتي ستكون بمثابة المسمار الأخير في نعش حربها العبثية، وذلك بعد التقدم التي أحرزه أبطال الجيش واللجان الشعبية خلال الايام الماضية للسيطرة على محافظة مأرب النفطية. وحول هذا السياق، كشفت العديد من التقارير الاخبارية، أن وزير الخارجية السعودي “فيصل بن فرحان” بحث مع نظيره الروسي “سيرجي لافروف”، مستجدات الوضع على الساحة اليمنية، وذلك غداة التصعيد الكبير الذي قام به أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمن والانتصارات التي حققوها في العديد من مديريات مدينة مأرب الغنية بمصادر الطاقة والخدمات الاساسية الحيوية.
و تاتي محادثة الوزير السعودي مع نظيرة الروسي، ضمن اتصالات واسعة اجرتها الرياض خلال الايام الاخيرة، تناولت إمكانية قيام موسكو بوساطة لدى حركة “أنصار الله” لوقف تقدّم الأخيرة نحو مدينة مأرب. وحول هذا السياق، كشفت بعض التقارير الروسية أن الطرفين بحثا الأوضاع العسكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية في اليمن، وضرورة دعم الجهود الأممية من اجل التوصل إلى اتفاقات بوقف إطلاق نار شامل، وإطلاق تسوية شاملة لفترة ما بعد النزاع وتوّسط موسكو لوقف تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية في مدينة مأرب. وعلى صعيد متصل، قالت الخارجية الروسية، ان الوزير “لافروف” شدد على انه لا يمكن المضي قدما في إحلال السلام والاستقرار المنشودين في اليمن، إلا من خلال مراعاة مصالح ودواعي قلق جميع القوى الرئيسية في البلاد، وتوحيد مساعي اللاعبين الخارجيين.
ويرى العديد من الخبراء أن توّجه الرياض نحو موسكو قد يكون محاولة لقرع جرس الإنذار لدى واشنطن التي على ما يبدو أنها أغلقت أذناها لمناشدات السعودية إيّاها إنقاذ الوضع في مأرب. وهنا تجدر الاشارة الي أن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، بَرّر في السنوات الماضية إبرامه صفقات تسلّح مع السعودية، على رغم مخالفة تلك الصفقات للقوانين الأمريكية، بالتخويف من أن الصين وروسيا حاضرتان لملء الفراغ.
وعلى صعيد متصل، كشفت العديد من التقارير الاخبارية أن التواصل السعودي مع موسكو جاء بعد سلسلة اتصالات أجرتها قيادة المملكة، خلال الأيام الماضية، بالدول الأعضاء في تحالف العدوان على اليمن، وبدول أخرى مثل باكستان والسنغال، تمحورت جميعها حول ما يمكن فعله لتفادي سيناريو سقوط مدينة مأرب وجميع هذه الاتصالات تكشف عن فشل الرياض في المواجهة الميدانية مع أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله”، وبالتالي قلّة حيلتها وعجزها عن وضع حدّ لاندفاعة قوات صنعاء نحو المدينة، واستعدادها للإجهاز على ما تَبقى من مرتزقتها، بعدما فَرّت القوات السعودية من مركز المحافظة، تاركة اولئك المرتزقة لمصيرهم.
ولفتت تلك التقارير الاخبارية أنه في موازاة هذه الجهود السعودية، تحاول بريطانيا إثارة قضية مأرب داخل مجلس الأمن بهدف عرقلة استكمال تحريرها. وهي تتّخذ، في هذا السبيل، سلاحاً، الادّعاء بأن استمرار الجيش اليمني واللجان الشعبية في الهجوم سيُعرّض السكان والنازحين هناك لخطر جسيم، علماً أنه حتى اللحظة لم يُسجَّل سقوط ضحايا مدنيين في المدينة أو المديريات التي تشهد تصعيداً عسكرياً، باستثناء الضحايا الذين خلّفتهم غارات طيران العدوان، كما حصل في مديرية “ماهلية”، حيث استشهد مدنيان وأصيب آخران منتصف الأسبوع الماضي. ولقد استغلّ وزير خارجية بريطانيا، “دومينيك راب”، الجلسة المشتركة في نيويورك، لذرف دموع التماسيح على الوضع الإنساني في اليمن، وخصوصاً في الشمال، حيث حذّر من خطر الانزلاق إلى المجاعة الجماعية، مُعلناً تقديم بلاده مساعدات للبلاد، علماً أن المتسبّب بمنع وصول المساعدات إلى المحافظات الشمالية هو حليفة بلاده الولايات المتحدة التي فرضت حظراً على المنظّمات الإنسانية والدول المانحة لوقف مساعداتها لتلك المحافظات.
الجدير بالذكر أن حكومة الرئيس المستقيل “عبد ربه منصور هادي” القابعة في فنادق الرياض، دعت هي الاخرى مجلس الأمن، للتدخل لإيقاف هجوم قوات أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية باتّجاه مدينة مأرب. إن استنجاد حكومة هادي بمجلس الأمن جاء في كلمة القاها “محمد الحضرمي” وزير الخارجية في حكومة الرئيس المستقيل “هادي”، يوم الأربعاء الماضي، في اجتماع افتراضي لوزراء الخارجية العرب. وعكست تصريحات “الحضرمي”، الحالة المزرية التي وصلت إليها القوات الموالية لحكومة “هادي” في عدم قدرتها على مواجهة الهجمات التي تشنها قوات صنعاء باتّجاه مركز المحافظة النفطية الاستراتيجية.
وفي ذات الاجتماع كان وزير الخارجية السعودي قد شكا من الهجمات التي تشنها الطائرات المسيّرة التابعة لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية على أهداف في العمق السعودي. وناشد وزير الخارجية “فيصل بن فرحان” خلال الدورة العادية لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، المجتمع الدولي بالتدخل لإيقاف هذه الهجمات المتكرّرة بالصواريخ والطائرات المسيرة وهذا الأمر أثار الكثير من السخرية في مواقع التواصل الاجتماعي على مناشدة السعودية التي كانت تتباها بقواتها العسكرية بالمجتمع الدولي لمنع قوات صنعاء التي لا تملك الكثير من المعدات العسكرية المتطورة من التقدم وتحرير محافظة مأرب.
الجدير بالذكر أن حكومة صنعاء قد اعلنت رفضها الخضوع لأي ضغوط دولية، لايقاف سيطرة قواتها على مدينة مأرب مركز المحافظة النفطية والاستراتيجية شمال شرقي اليمن .وقال نائب رئيس حكومة صنعاء لشئون الدفاع والامن “جلال الرويشان”، أن قواتهم ماضية في السيطرة على مأرب وتحرير جميع الأراضي اليمنية والمياه الإقليمية أيًّا كان حجم الضغوط السياسية والدبلوماسية .وحذر “الرويشان” في تصريح صحفي يوم الأربعاء الماضي، من أي استهداف للمصالح الحيوية في مأرب، وقال ان ذلك سيقابل بالمثل، في إشارة الى الى صنعاء سترد على أي قصف يستهدف المنشآت النفطية في مأرب، بقصف منشآت نفطية في العمق السعودي .واشار “الرويشان” الى التحالف يعرف ان لدى قوات صنعاء القدرة الكاملة على الوصول إلى منشآته الحيوية والاقتصادية.
الوقت التحليلي