الرئيس الحمدي .. النجم الذي أفل
موقع أنصار الله || مقالات || عبدالفتاح علي البنوس
يمثل الـ11من أكتوبر يوما أسود في تاريخ اليمن واليمنيين ، كونه مرتبط بذكرى أليمة ومصاب جلل ، وفاجعة كبرى ، شهدها اليمن في العام 1977والتي شكلت منعطفا خطيرا في مسار الدولة اليمنية ، التي كان العمل جاريا على قدم وساق لوضع لبناتها ومداميكها الأساسية ، من خلال مشروع الخطة الخمسية التنموية النهضوية التي رسم ملامحها الرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي طيب الله ثراه .
ففي 11أكتوبر 1977 أقدمت جارة السوء السعودية عبر أجهزتها الاستخباراتية وملحقها العسكري في صنعاء وأدواتها وأذنابها ومرتزقتها في الداخل على تنفيذ مؤامرتهم الإجرامية القذرة التي استهدفت حياة الرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي وشقيقه عبدالله محمد الحمدي قائد قوات العمالقة والتي نجحت في اغتيالهما بعد عملية مدبرة كشف تفاصيلها التقرير الصادر عن دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة اليمنية ، التقرير الذي وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بهوية وأدوار القتلة الذين شاركوا في الإعداد والتخطيط والتنفيذ لهذه الجريمة التاريخية التي لم تستهدف الرئيس الحمدي وشقيقه فحسب ، وإنما استهدفت اليمن ( مشروع بناء الدولة اليمنية ) ومثلت اغتيالا لأبناء الشعب اليمني قاطبة ، الذين كان الرئيس الحمدي يمثل بالنسبة لهم الزعيم الملهم والربان الماهر والقائد الفذ الذي يمتلك كافة المؤهلات القيادية التي تؤهلهم للوصول إلى المستوى الاقتصادي والمعيشي المنشود ، وتحقيق التطور والنهوض الشامل في مختلف مناحي الحياة ، وهو من استطاع خلال فترة رئاسته التي استمرت ثلاث سنوات ونيف أن يقدم للوطن والشعب الكثير من الخدمات ويصنع العديد من التحولات وفق خطة شاملة كانت تحمل في طياتها بناء الدولة اليمنية التي يفاخر بها كل اليمنيين .
الحقد السعودي الدفين ، والخيانة والعمالة والارتزاق التي كانت تجري في نفوس خونة الداخل وفي مقدمتهم الغشمي وعفاش وبقية القتلة من المشائخ والوجاهات والقيادات العسكرية والمخابرات الأجنبية ضد اليمن واليمنيين ، وعدم تقبلهم لبناء دولة يمنية حديثة ومتطورة ، دولة مستقلة القرار والإرادة لا وصاية عليها من السعودية ولا من غيرها من الدول ، دولة النظام والقانون والعدالة والمساواة ، دولة تنافس دول الجوار النفطية وفي مقدمتها ( مملكة آل سعود ) العدو اللدود لليمن واليمنيين ( سابقا ولاحقا ) كل ذلك دفعهم للتآمر على وأد هذا المشروع والقضاء عليه ، باغتيال مهندسه الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي الذي كان بالنسبة لليمنيين بمثابة الحلم الجميل الذي منحهم المكانة والإحترام داخل اليمن وخارجه ، فكان الجميع يحلفون بحياته ، ويستقوون بهيبة وحزم إدارته التي كانت وما تزال حتى اليوم مضرب المثل .
كان في طريقه في اليوم الثاني لجريمة اغتياله للتوجه للضالع للتوقيع على اتفاقية الوحدة ، وقبلها خطا خطوات ملموسة في جانب تعزيز هيبة الدولة ، وتعزيز روح الإخوة والمساواة ، ومحاربة الفساد والعبث والإسراف ، ووصل به الحال إلى تحديد المهور ومنع الذبائح في المناسبات ، ومنع استيراد الفواكه والخضروات ، ويحسب له تأسيس مجالس التعاونيات التي شكلت ثورة في جانب التنمية المستدامة وتمكنت خلال فترة وجيزة من تحقيق العديد من الإنجازات وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بالمشاريع الخدمية ، ذات الصلة بحياة المواطن ومعيشته ، وقف بنفسه على أوضاع المواطنين في المدن والقرى من خلال زياراته السرية الغير معلنة وزياراته التفقدية التي جعلته قريبا من أبناء الشعب ، وهو ما منحه حبهم واحترامهم وتقديرهم .
بالمختصر المفيد: من تآمروا على اغتيال الرئيس الحمدي ، وتدثروا بعد ذلك بعباءة الوطنية ونصبوا أنفسهم زعامات وقيادات وطنية ونضالية ، هم في الحقيقة أعداء للوطن والشعب اليمني قاطبة ، ومهما حاولوا عبر مساحيق التجميل والتلميع تجميل وتحسين صورهم القبيحة ، فلن يجدي ذلك نفعا ، فدماء الرئيس الحمدي ستظل تلاحق من تبقى منهم على قيد الحياة ، بعد أن عجلت بزوال بعضهم وكتبوا لأنفسهم نظير أعمالهم المخزية وجرائمهم البشعة نهاية مخزية ومذلة ومهينة .
رحم الله الرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي وكل الشهداء العظماء الأبرار ، والخزي والذل والعار والشنار لآل سعود وآل نهيان ولكل الخونة المرتزقة العملاء ، من باعوا أنفسهم ووطنهم للسعودي والإماراتي وتحولوا إلى أدوات رخيصة تعمل لحسابهم وخدمة لمصالحهم وتنفيذا لأجندتهم .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .