أسباب غيظ المنافقين من احتفال اليمنيين بالمولد النبوي الشريف
موقع أنصار الله || مقالات || منصور البكالي
مما لا شك فيه أن المنافقَ يميلُ إلى الكُفرِ أكثرَ من انتمائه اللفظي للإسلام، ومن قرأ وتمعن وراجع أبرزَ الأحداث والمواقف التي حصلت بعد وفاة رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله وسلم-، ابتداءً من اجتماع السقيفة وما لحق بها من المؤامرات وصلت إلى محاربة وقتل الإمام علي -عليه السلام- وأبنائه من بعده بوحشية لا تقل عن وحشية الوهَّـابية الأمريكية اليوم، سيجدُ الأسبابَ الحقيقية وراءَ غيظِ المنافقين واليهود من ذكر رسول الله وإعادة ربط الأُمَّــة الإسلامية به.
وإذا كان إحياء المولد النبوي الشريف يعني إعادةَ تذكير الناس بالرسالة المحمدية وبأخلاقه وسلوكه وتصرفاته وإنسانيته، وحكمته وشجاعته وعدله، فهذه أول الأسباب التي تغيظ الظلمة والمفسدين والمستكبرين في الأرض.
وإذا كان شعبنا اليمني سبق له أن أحيى حبَّ رسول الله في صدق التولي وعظيم الامتثال لما جاء به من خلال صموده وثباته وصبره وإيمانه الكامل بالله ورسوله، إضافةً إلى ثقته المطلقة بنصره وتوفيقه منذ بدء الحرب الأولى على صعدة، ومروراً ببقية الحروب التي لحقت بها، وصولاً إلى 6 أعوام من العدوان والحصار رافقهما 6 أعوام من التضحية والجهاد والفداء، فهذا شعبٌ جسّد معاني وثمار ارتباطه برسول الله وأعاد إيجاده المعنوي إلى الواقع مجدداً، فهذا يمثّل سبباً ثانياً من الأسباب.
أما إذَا جئنا إلى مصداقية وأخلاق ووفاء وثبات وصبر أبناء شعبنا اليمني، وخُصُوصاً المجاهدين منهم، فسنجدهم بالتأكيد خيرَ من يمثّل رسول الله محمد قولاً وفعلاً وعملاً، فهذا سبب ثالث أيضاً.
ولهذا يعتبر إحياء مولده -صلوات ربي عليه وعلى آله- إفشالاً لكل مخطّطات اليهود والمنافقين الوهَّـابيين الذين عملوا على إخفائه وتشويهه، وتشويه سيرته والأحاديث المروية عنه، في أوساط العالم العربي والإسلامي، وتقديمه بشكل ضعيف؛ بهَدفِ عزل الأُمَّــة وشعوبها عنه منذ اللحظة الأولى للانحراف عن تنفيذ ما جاء في حجّـة الوداع وما لحق بها أثناء حكم بني أمية وإلى اليوم.
ومن خلال هذه الأسباب المختطفة بشكل سريع يمكننا الوصولُ إلى معرفة الدوافع الحقيقية التي تغيظ العدوان ومرتزِقته، واليهود وعملاءَهم، وكل قوى الاستكبار العالمي التي ترى فيه أعظم قائد صنع أقوى وأعزَّ أُمَّـة في الماضي، وصنع شعبنا اليمني المسلم لله ولرسوله من خلال التربية القرآنية أقوى وأشجع جيش في الحاضر، مما دفع باليهود الغاصبين إلى تكليف عملائهم في المنطقة وفي اليمن بالتحديد على أن يستمرُّوا في افتعال الحروبِ والصراعات لضرب كُـلّ مقومات القوة والتمكين.
وفي الأخير يدرك العالم أجمع أن شعبنا اليمني المحمدي صنع المتغيرات في مختلف المجالات على مستوى المنطقة، وتوصل إلى أنَّ الاحتفالَ بالمولد النبوي لا يزعج غيرهم، سواء أكانوا يهودا أَو نصارى أَو منافقين، يخافون ظهور دينه الصافي النقي من تحت ركام اليمن المدمّـر، والوهَّـابية السلفية المرتبطة بأمة الكفر وتنفيذ مشاريعهم ومخطّطاتهم ضد أبناء الإسلام والمسلمين وقضاياهم الجوهرية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
كما أن عودة الأُمَّــة إلى رسولها سيفقد الاستخبارات الأمريكية والصهيونية فرصة غرس العملاء والخونة في وسط الشعوب العربية والإسلامية والتحكم بثرواتها وكرامتها وحريتها عبر حكام كانت توصلهم دوائر الاستخبارات ومكاتب السفارات الغربية إلى سدة الحكم من خلال زيف الديمقراطية، أَو غيرها من الطرق للوصول إلى الحكم والتحكم بقرارات الشعوب، وِفْــقاً للمصالح والأجندة الصهيوأمريكية وقوى الهيمنة والاستكبار العالمي.