انتصارُ الأُمَّـــة بتعظيم نبيها

موقع أنصار الله || مقالات || توفيق الشرعبي

احتفالُ الشعب اليمني بميلاد الرسول الأعظم -عليه وعلى آله أفضلُ الصلاة والسلام- هو تجسيدٌ لهُــوِيَّته الإيمانية التي عمل أعداء الأُمَّــة على تغييبها بصورة مخطّطة وممنهجة ليتمكّنوا من النيل منها والانحرافِ بمسارها في اتّجاهات تخدُمُ أهدافَهم وأجندتهم، وهذا ما رأيناه في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا وغيرها من البلدان الإسلامية؛ لتدمير المسلمين بأيديهم وإعطاء صورة بشعة عن دين الرحمة والحق والعدل والخير، والذي بهذه القيم والمبادئ الإلهية التي حملها وبلّغها رسولُه محمدٌ إلى الإنسانية كلِّها؛ لتسقط إمبراطوريات ظالمة استعبدت الأممَ والشعوبَ لقرون طويلة من الزمن.. وبهذا المعنى فَـإنَّ قيمَ الإسلام هي قيمٌ عالمية لمواجهة الظلم والجور والطغيان.

وفي هذا السياق، يأتي احتفالُ اليمنيين بميلاد الرسول الذي جاء بهذا الدين السماوي العظيم.. مُعْطين الصورةَ الحقيقية للإسلام من خلال الاحتفال بميلاد أعظم خلق الله.. وهي مناسبة تعد جزءاً من المعركة في مواجهةِ الانحراف بالرسالة المحمدية عن المسار الصحيح..

لهذا تشن الحرب العدوانية على هذا الشعب العظيم الذي نصر رسولَ الله ووقف طوالَ تاريخه في مواجهة كُـلّ الانحرافات ومحاولة ِالتشويه لهذا الدين.

إنَّ من أوجد الانحرافَ التكفيري ووجّهه لتنفيذ مخطّطات الاستعمار، وعلى رأسه أمريكا والصهيونية، وعمل على إضعاف الأُمَّــة عبر الفتن الطائفية والمذهبية هو اليوم من نراه يعلنُ ارتماءَه في أحضان كيان العدوّ الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين ولمقدسات الأُمَّــة فيها.. وهي ذاتُ الأنظمة الوظيفية ومعها دولُ الاستعمار القديم، المتمثلة في بريطانيا وفرنسا والجديد، المتمثلة بحلف هؤلاء مع أمريكا؛ لتمكين الكيان اليهودي من السيطرة على هذه الأُمَّــة، والتي تعلن بوقاحة عِداءَها للشعبين المظلومين الفلسطيني واليمني وكل شعوب الأُمَّــة العربية والإسلامية.

اليوم لا نحتاجُ إلى دليل أننا في مواجهتنا لمن شنوا الحربَ العدوانية على شعبنا إنما نواجهُ أمريكا واليهودَ الصهاينة الذين يسعون بمؤامراتهم لتمزيقنا حتى تسهُلَ السيطرةُ علينا، ولا يمكن مواجهة كُـلّ هذا إلَّا بإعلاء راية الإسلام الحقة التي رفعها رسولُ الله، وتحت لوائها انتصر المسلمون على الكفار والمشركين واليهود والمنافقين في بداية هذه الدعوة الربانية بقيادة حبيب الله ورسوله للعالمين..

وهكذا فَـإنَّ احتفالَ الشعب اليمني بهذه المناسبة إنَّما يُرَسِّخُ المعانيَ السامية لدين الإسلام.. وَتأتي مناسبةُ ميلاد سيد المرسلين في ظل استمرار العدوان للعام السادس، كما يعد الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة رداً على كُـلّ الإساءَات التي يتعرض لها أعظمُ وأشرف الخَلْقِ والتي لا يمكن فصلُها عن الحرب الشاملة ضد الإسلام المحمدي الحق، وَلم يعد هذا العداء يقتصر على جماعات كما يقولون متطرفة بل صار يتصدر مشهدَه رؤساءُ دول لطالما ادّعت كذباً وزوراً وبُهتاناً الحريةَ والديمقراطية واحترامَ حقوق الإنسان وحرية الأديان والمعتقدات، والتي هي في الأصل جوهرُ الإسلام المحمدي والتي بها بُنيت واحدة من أعظم وأعدل الحَضارات الإنسانية في تاريخ البشرية..

لقد انتصر الإسلامُ بقوة ما حملته الرسالةُ السماوية التي بلّغها هذا النبيُّ العظيمُ، وهي اليوم ستنتصرُ بمواصلة السير على هذا الصراط القويم الذي كان وما زال وسيظلُّ الدينَ الذي ينتصرُ به المستضعَفون على الظالمين والمستكبرين..

وما يقوم به اليمنيون من تعظيمٍ لنبيهم من خلال الاحتفال بميلاده يؤكّـدُ أنهم يحيون مناسبةً يتوجبُ على كُـلّ المسلمين إحيَاؤها.. بل يُفترَضُ أن تكونَ مناسبةً للإنسانية جمعاءَ على اختلافِ أديانها ومعتقداتها، فقد جاء هذا النبي الكريم رحمةً للعالمين.

 

قد يعجبك ايضا