(الكرة).. في أي ملعبٍ الآن؟!
موقع أنصار الله || مقالات || عبد المنان السنبلي
ليس جديدًا طبعاً أن تعلنَ السعوديةُ جماعةَ (الإخوان المسلمين) جماعةً إرهابيًة، فقد أعلنت في الحقيقة ذلك من قبل في 2014 والذي على إثر ذلك الإعلان قامت السلطات هناك باعتقال عددٍ من رموز هذه الحركة أَو الجماعة على رأسهم الشيخ (سلمان العودة) كما هو معلوم.
الجديدُ في الأمر وهو الأخطر طبعاً هو أن يأتيَ هذا الإعلان اليوم من هيئة ما يسمى (بكبار العلماء) هناك في السعودية والذي يعد بحد ذاته مؤشراً خطيراً ينبئ عن نية النظام الحاكم السعودي القيام بعملٍ وتحَرّك ما ضد عناصر ومنتسبي هذه الجماعة وتحت غطاء دينيٍ مفتوحٍ وصريح!
لكن يبقى السؤال:
لماذا جاء هذا الإعلان اليوم وفي هذا التوقيت بالذات خَاصَّة في ظل عدم وجود ما يوجب ذلك الأمر وفي ظل الهدوء الذي يشوب علاقة الإخوان مع النظام السعودي هذه الأيّام أَيْـضاً وكذلك في ظل تحالف هذا النظام مع أجنحةٍ إقليميةٍ تصنف أيديولوجياً ضمن قائمة ودائرة (الإخوان المسلمون)؟
الإجَابَة بكل بساطة هي أن النظام السعودي على ما يبدو قد أراد بهذا الإعلان الإطاحة بكل ما يمت لحركة (الإخوان المسلمون) بصلة وتقديم الكثير من قياداتها وعناصرها (ككبش فداء) بصورة توحي أنهم – وليس أحد من أركان وأقطاب هذا النظام – هم من كانوا يقفون وراء العمليات (الإرهابية) التي طالت مصالح ومنشآت أمريكية طيلة العقدين الماضيين وذلك طبعاً في خطوة استباقيةٍ منه تأتي تحسباً لمواجهة قانون (جاستا) والذي وعد الرئيس الأمريكي المنتخب (جو بايدن) خلال حملته الانتخابية بالعمل على تفعيله وتطبيقه.
عُمُـومًا، أيَّاً تكون نية النظام السعودي وحلفاءه من هذا الإعلان فهذا شأنه وهذا ديدنه دائماً أن يستخدم الدين غطاءً ووسيلةً لتمرير سياساته وأجنداته المشبوهة المختلفة طيلة عمر هذا النظام لدرجة أنه لا يتوانى في أن يكيِّفَ هذا الدينَ ويطوعه بحسب سياساته وأهدافه الرعناء.
الدورُ والباقي طبعاً على إخواننا في حزب الإصلاح وخُصُوصاً القيادات القابعة هناك في السعودية الذين أصبحوا اليوم في موقفٍ لا يحسد عليه جراء هذا السيناريو الجاهز والمعلن، هل يا ترى قد أدركوا حقيقة فصوله وأجزائه؟!
هل أدركوا أنهم وبموجب هذا الإعلان طبعاً قد أصبحوا لا محالة هدفاً قادماً محقّقاً وصيداً ثميناً جاهزاً لآلة البطش والغدر السعودية؟
أم أنهم لا يزالون يعتقدون وهماً أنهم مستثنون من قائمة الاستهداف المرتقبة هذه؟!
أم ماذا يا تُرى؟
على أية حال..
أعتقد أن الرسالة قد وصلت بصورة واضحة وصريحة ولم تعد تحتمل أي لبس أَو غموضٍ فيها، فإما أن يسارع إخواننا الإصلاحيون بتدارك هذا الخطر وفك الارتباط نهائياً بقوى العدوان السعودي الإماراتي الغاشم والعودة إلى حاضنة الوطن قبل فوات الأوان وإما أن ينتظروا قدراً ووعداً محتوماً لا مفرَّ منه!
أعتقدُ أن الكرةَ في ملعبهم الآن.