وعود بايدن إتكيت مَنْ سبقه لا يراها اليمنيون سوى سراب
موقع أنصار الله || مقالات || منير الشامي
جوزيف روبينيت بايدن الابن، ويُطلق عليه جو بايدن (Joe Biden)، هو سياسي أمريكي كان نائب رئيس الولايات المتحدة السابع والأربعين في الفترة من عام 2009 إلى 2017 أثناء حكم الرئيس باراك أوباما.
أعلن خلال حملته الانتخابية بوعود شتى، داخلية وخارجية، وَشرق أوسطية، والأخيرة هي موضوع حديثنا.
ومن أهمِّ وعوده الشرق أوسطية، ما صرح عنها في مقابلة تلفزيونية عن عزمه بمعاقبة كبار قادة النظام السعودي، وأولهم محمد بن سلمان، حَيثُ أكّـد أنه سيعاقبه عن جريمة الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وقال مخاطبا بن سلمان: يجب أن يفهم أنه قتل وقطع الجسد حقًّا، فهو من وجه بذلك، وَأَضَـافَ قائلا: إننا لن نبيع المزيد من الأسلحة لهم، وسنجعلهم يدفعون الثمن، وسنجعلهم منبوذين كما هم في الواقع، وسوف أنهي المساعدات الأمريكية التي تقدم لهم، وسوف أنهي بيع المعدات للسعوديين لكي لا يستمروا في قتل الأطفال والأبرياء، ويجب أن يخضعوا للمساءلة، وفي مقابلة أُخرى أعلن أنه سيوقف الدعم الأمريكي لنظام الرياض في الحرب على اليمن، وأن هذه الحرب يجب أن تتوقف، وهذه الوعود هي وعود إنسانية لكن هل سيثبت بايدن أنه إنسان حقًّا؟
أم أن هذه الوعود ليست سوى مقدمات تمهيدية لتحفيز البقرة على مضاعفة ضخ الحليب؟
والحقيقة أننا نتمنى أن يفي بوعوده السابقة، ليثبت للعالم أن هناك رئيسا أمريكيا لا زال إنسانا ويحمل الإنسانية، لكن الواقع يؤكّـد أنه لن يفي بتلك الوعود ويستحيل أن يفي في واحد منها لخمسة أسباب رئيسية هي:-
السبب الأول: تناقضه في وعوده الشرق أوسطية، ففي الوقت الذي وعد بتلك الوعود تجاه النظام السعودي والحرب على اليمن، فقد أكّـد دعمه الكامل للصهاينة وإسرائيل، وقال: لو لم تكن إسرائيل موجودة لكن على أمريكا إيجادها، وأنه صهيوني، وبالتأكيد فهو سيفي بوعوده لإسرائيل، وهذا ما يؤكّـد أنه سيدعم النظام السعودي؛ باعتبَاره وسيلة دعم إسرائيل الكبرى وأداتها واليد القذرة التي تخدم مصالحها وتحقّقها في المنطقة، ما يعني أن وعوده بمحاسبة النظام السعودي ليست سوى وسيلة لتحفيزه وتهيئته مقدما لمضاعفة الضخ للحليب والمال.
السبب الثاني: أن وعوده بمحاسبة نظام الرياض يتعارض مع وعوده بدعم إسرائيل، وهذا ما لا يمكن أن يقومَ به، فوفاؤه بتنفيذ تلك الوعود يعتبر محاربة لإسرائيل.
السبب الثالث: أن وعود المرشح المنافس للرئيس الحالي على منصب الرئاسة الأمريكية في كُـلّ دورة انتخابية تكون مخالفة لتوجّـه الرئيس في فترة رئاسته السابقة.
السبب الرابع: بدأ العدوان على اليمن خلال رئاسة أوباما، وحل بعده ترامب، وواصل مشوار أوباما في دعم العدوان.
السبب الخامس: أطماع مملكة الإجرام في ثروات اليمن هي أهم نقاط ضعف نظام الرياض، ويعرفها الأمريكيون جيِّدًا، وهي ما كشف عنها ترامب في حملته الانتخابية أمام أوباما بقوله: من لا يعرف هدف السعودية من حربها على اليمن، فهو غبي ومغفل؛ لأَنَّها تريد الثروة اليمنية التي تقع خلف حدودها الجنوبية الواسعة مع اليمن والتي يتواجد فيها أكبر مخزون نفطي في العالم؛ ولذلك فالأمريكيون وإسرائيل يستغلون هذه النقطة جيِّدًا ويستثمرونها لتحقيق مصالح أمريكا وإسرائيل وأهدافهما التوسعية في المنطقة، وما دام عداءُ الشعب اليمني لإسرائيل وأمريكا يتضاعف فيستحيل أن يخسر بايدن اليد القذرة التي يحاول بها القضاء على أهم خطر يهدّد مصالح أمريكا ويهدّد المشروع الصهيوني بالمنطقة لمُجَـرّد أن يثبت أنه إنسان، فهو يعلم أنه ليس إنساناً ولا يحمل ذرة إنسانية، وقد تجرد عنها منذ نعومة أظافره.
وهذه هي الحقيقة التي يعلمها كُـلُّ أبناء الشعب اليمني الشرفاء، قيادة وجمهورا، بوعيهم القرآني وبرهانهم على الله وتوكلهم عليه؛ ولذلك فأصغر طفل منهم لو سئل عن رأيه بوعود بايدن لرد قائلا: اعتمادنا في مظلوميتنا كان من اليوم الأول على الله عز وَجل، ولا زال وسيظل عليه وحده سبحانه وتعالى، وسيظل اعتمادنا عليه جيلا بعد جيل، فلا عزة إلّا عزته، ولا قوة إلّا قوته، ولا نصر إلّا منه، وكل ما سواه من قوى الاستكبار في الأرض نراها سرابا وهباء منثورا لا وزن لها ولا قيمة أمام القوة التي نعتمد عليها.