الجهود الدبلوماسية وأثرها في كشف جرائم العدوان بحق الشعب اليمني
بعد ست سنوات من العدوان على اليمن، وفشل التحالف الكبير الذي تقوده السعودية والامارات بدعم ومساندة دول الاستكبار أمريكا واسرائيل في احتلال اليمن وفرض الوصاية عليه.. شرعت العديد من الدول العربية والإسلامية الى مراجعة حساباتها بعد تورطها في العدوان على الشعب اليمني، لتعلن ماليزيا والمغرب وقطر ودول عدة انسحابها من هذا التحالف وإن كان ذلك بصورة غير علنية في بعض الاحيان.
أما الدول التي ظلت متمسكة بمبادئها واحترامها للدول الشقيقة والصديقة فكانت وما زالت تندد بالعدوان على اليمن وتدعو الى احلال السلام في المنطقة وعدم الانصياع وراء مخطط القوى الاستعمارية الساعي الى تدمير البلدان وتقسيمها بما يخدم اهدافها ويضمن للكيان الاسرائيلي التوسع وتطبيع العلاقات مع الانظمة العميلة.
وتعد إيران واحدة من الدول الإسلامية التي اعلنت رفضها للعدوان الأمريكي السعودي على اليمن منذ بدايته، وبسبب موقفها هذا فقد سعت الادارة الأمريكية الى تشديد العقوبات عليها ومضايقتها .
ومؤخرا شرعت العديد من الدول الى فتح قنوات للتواصل مع المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني سيما بعد استقبال صنعاء لعدة سفراء ووصول وفود دولية منها وفد من الاتحاد الاوروبي العام الماضي، فيما رأت الجمهورية الإسلامية بأن الوقت قد حال لإعادة فتح سفارتها في صنعاء.
وقد مثلت هذه الخطوة بمثابة انطلاقة لمسار دبلوماسي جديد من شأنه أن يدفع باتجاه احلال السلام في اليمن، باعتبار العلاقات الدبلوماسية بين صنعاء وباقي العواصم الاخرى سيسحب البساط من تحت اقدام دول الاستعمار وسيجعل من السهل على باقي الدول أن تكون على مقربة من الأحداث لتدرك حقيقة ما يجري من حرب ظالمه على اليمن واليمنيين.
ومن شأن عودة العمل الدبلوماسي بين صنعاء وطهران ودمشق وعودة السفراء الى صنعاء وطهران أن يشجع الكثير من الدول لاتخاذ نفس الخطوة باعتبار إيران عضوا في الأمم المتحدة ودولة مؤثرة في المنطقة، وهو ما أكد عليه السفير اليمني في إيران ابراهيم الديلمي الذي اوضح ان عودة السفير الايراني الى صنعاء، من شأنه أن يكسر حواجز كثيرة وسيشجع العديد من الدول التي تتواصل مع صنعاء بشكل أو بآخر في إعادة افتتاح سفاراتها في صنعاء .
وكان الرئيس مهدي المشاط قد التقى مطلع الشهر الجاري بالسفير الإيراني لدى الجمهورية اليمنية “حسن ايرلو” الذي سلمه اوراق اعتماده كسفير للجمهورية الاسلامية الايرانية لدى اليمن، كما اصدر عدة قرارات بتعيين سفراء في طهران ودمشق.
ردود فعل العدوان
وقد اثار عودة السفراء لمزاولة مهامهم ردود فعل، كان من ابرزها حالة الامتعاض التي بدت واضحة على تحالف العدوان ومرتزقته الذين رفضوا هذه الخطوة باعتبارها تأتي ضد الإرادة السعودية الأمريكية .
وعن أهمية هذه الخطوة يؤكد السفير اليمني لدى طهران ابراهيم الديلمي أن هذا المسار هو تأكيد وتعزيز لنجاح ثورة 21 سبتمبر في انتزاع القرار اليمني واستقلاليته، مؤكدا في لقاءه مع قناة العالم أن القرار اليمني قبل ذلك مستلب، ولا تستطيع الجمهورية اليمنية كدولة وكحكومة إقامة أية علاقات مع الجمهورية الإسلامية أو بعض الدول الغير مرضي عنها من قبل الإدارة الأميركية والسعودية، وجاءت ثورة 21 سبتمبر لتنتزع القرار اليمني وتؤكد استقلاليته، فنحن اليمنيون من يتحكم بمسار هذه العلاقات، ونحن بمحض إرادتنا الوطنية من نقرر مع من نقيم العلاقات ومع من لا نقيم أي علاقات
وأشار إلى أنها أيضا تأتي في سياق مفاهيم باتت مغلوطة ومقلوبة، حيث يسارع العالم المتصهين من العرب وحكامهم وحكوماتهم ودولهم لإقامة علاقات مشبوهة ومرفوضة مع الكيان الصهيوني فيما يتم الاستكثار على صنعاء بإقامة العلاقات مع بلد إسلامي عريق مثل الجمهورية الإسلامية.
من جانبه أكد الدبلوماسي الإيراني السابق هادي أفقهي أن وصول السفير الإيراني إلى صنعاء مع وجود مخاطر القصف والتهديدات والحصار يدل على التلاحم الإيراني مع اليمن وصمود الشعب الإيراني وقيادته إلى جانب الشعب اليمني وثورته.
وأشار أفقهي إلى أنه كان من المفترض لهذه الخطوة أن تنفذ منذ فترة، لكن التهديدات والعراقيل والتي وضعها الأمريكي ومن وراءه تحالف العدوان السعودي الإماراتي حال دون وصول السفير الإيراني إلى صنعاء قبل هذه الفترة.
وأشار إلى أنه سيكون لهذا الحضور فاعلية على المستوى السياسي والاستشاري وتوسعة وتوطيد العلاقات بين الشعبين والبلدين.
ولفت إلى أن إيران بخبرتها العريقة واستشرافها على الوضع في اليمن والمنطقة عموما يمكن أن يقوم سفيرها بصنعاء بدور إيجابي في التنسيق أولا مع سفراء محور المقاومة المتواجدين في صنعاء، وأضاف: إيران لها خبرة في موضوع الحوار والتفاوض والعقلانية والحكمة، وتستطيع من خلال ذلك أن تبذل كل جهودها وتجاربها التراكمية لحل مثل هذه الأزمة.
وبشأن الضجة التي احدثها العدوان ومرتزقته عبر وسائل اعلامهم عقب تعيين السفير ابراهيم الديلمي لدى طهران فرد السفير الإيراني لدى صنعاء حسن إيرلو على ذلك بالقول “يحاولون عبر وسائل إعلامهم تجريد السفير من صفته الدبلوماسية، ومن خلال المتابعة والإطلاع فإن عودة السفير شكّلت لهم تحدياً قوياً لم يتمكنوا من تبريره ،بل فشلوا في ذلك.
واضاف ”عقدوا آمالهم وصرفوا الكثير من الأموال خدمة لمشاريع التطرف “.
وقال ايضا السفير الإيراني “لايروق لهم الحديث عن حقيقة العلاقة بين اليمن وإيران ،بأنها علاقة مبنية على الإحترام والندية والمصالح المشتركة،بل يصورونها وفق أجنداتهم وبأنها علاقة سيّد وعبد”.
سفير فوق العادة
اما عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، فعلق على التبادل الدبلوماسي بتأكيده إن عودة سفير إيران الى صنعاء ليس امرا جديدا.
وقال ان إيران لديها سفارة في صنعاء من قبل، مشيرة في الوقت ذاته الى ان ايران لها علاقات دبلوماسية مع جميع دول العالم بما فيهم دول العدوان على اليمن.
ويرى مراقبون بأن عودة السفير الإيراني قد تمهد للحل الشامل ، حيث اعتبر المحلل السياسي الجنوبي عبدالعزيز الهداشي وصول ايرلوا إلى صنعاء بداية الحل، وهو كما يرى بأنه ما كان ليتم إعادة السفير الإيراني إلى صنعاء لولا موافقة تحالف العدوان الذي يفرض حصار دبلوماسي منذ 6 سنوات.