مرتزِقةُ البترودولار.. جارٍ البحثُ عن بلاط جديد

‏موقع أنصار الله || مقالات ||حلمي الكمالي

تواجِهُ أدواتُ التحالف الأمريكي السعودي اليوم، عقب الانتكاسات العسكرية المتوالية التي تلقتها مؤخّراً، مصيرَ الانقراض وخطر الوجود من واجهة المشهد، خُصُوصاً بعد بدء قوى التحالف بالتخلص منها بشكلٍ رسميٍّ هذه المرة.

إن الصراعَ الدائرَ بين مرتزِقة الإصلاح وما تسمى قوات الانتقالي المدعومة إماراتياً، داخل مستنقع العمالة في المناطق المحتلّة، والذي اشتدت وتيرته خلال الأيّام القليلة الماضية، في محافظة أبين، ينذر بأن تحالف العدوان قد بدأ بالفعل سيناريو التخلص من أدواته العقيمة، وعلى رأسها حزب الإصلاح.

هذا السيناريو لطالما كان متوقعا، وتحدثنا عنه مرارا منذ الوهلة الأولى للعدوان على اليمن، ولكنَّ قوى التحالف لم تتوقف للتخلص من أدوات ارتزاقها عند تغذية وتقوية أدوات مضادة لها، بل أصدرت بياناتٍ رسمية لنفيها من المشهد برمته؛ كان آخرَها قيامُ أبو ظبي بإصدار فتوى رسمية بتصنيف جماعة الإخوان – حزب الإصلاح في اليمن منظّمة إرهابية.

علاوة على ذلك، يجب الإشارةُ إلى أمر مهمّ للغاية، ولنتساءل لماذا تعرقل السعودية إعلان تشكيل حكومة المرتزِقة المنتظرة منذ عدة شهور؟!

الجواب واضح، وهو أن السعودية كانت ترى أن أقلَّ استحقاق لضمان بقاء أدواتها تحت رعايتها لفترة قادمة، هو أن تحافظ الأخيرة عن آخر معقل لوجودها في مأرب.

وها قد أصبحت قوات الجيش واللجان البواسل على أبواب مدينة مأرب، التي صارت على مرمى حجر من تحريرها بالكامل، فلم يعد هناك أية أهميّة لتشكيل حكومة لشرعية واهية لا وجود لها على الأرض.

هذه الحقيقة تدركها أدوات الارتزاق بلا شك، لكنها تشيح بصيرتها عنها؛ لأَنَّها لا تملك قرارَها مطلقاً، بل ولا تزال هذه الأدوات تدفع بالمغرر بهم إلى محارقِ موتٍ جماعية في معركة تدرك مسبقًا أنها لن تخرج منها إلا وهي تجرُّ أذيالَ الهزيمة والانكسار.

هذا المأزق الذي يتهدّد كيانها، جعل أدوات العمالة أن تقوم بمحاولة إعادة تدوير نفسها بشكل جديد وبعنوان مختلف حتى تضمنَ حضورَها على الساحة اليمنية في المستقبل ولو بنسبة ضئيلة، رغم أن هذا الاحتمال يبدو غير وارد بحسب المعطيات الواضحة على الساحة.

بالتالي، لا نستبعد أن نراها تقدّم وجهها الجديد دون أي خجل تحت يافطة جديدة، والذي بالطبع سيكون تحت مظلة تحالف خارجي جديد؛ فهي لا تراهن مطلقا على الداخل؛ لأَنَّها لا تمتلك ببساطة أيّةَ صلة أَو هُوية ديموغرافية أَو وطنية مع أفرادها في الداخل، على العكس تماماً، فهي قائمة منذ عقود على هذا النقيض، كأدوات مأجورة لا تنتمي لكيان معين ولا حدود جغرافية لها سوى حدود المصارف البنكية والشيكات البيضاء، ودائماً ما تقدم اليمن وحياة اليمنيين كعربون ارتزاق لقوى الخارج.

وهذا ما نراه في المغازلة الغرامية التي تطلقها أبواق الارتزاق باتّجاه دول إقليمية أُخرى، وهي تدنو لها رأسها، أبرزُها تركيا؛ باعتبَارها الأحقَّ بسيادتها وكذا استعارها وعويلها الغير مباشر والمحفوف بالخجل من أسيادها في التحالف السعودي الإماراتي، فهي على الرغم من ذلك لا تجرؤ أن تتفوه بكلمة واحدة علنا لمن يتآمرون عليها اليوم.

لا تستطيع قاذورات العمالة والارتزاق أن تعيشَ إلا في أحضان العدوّ الخارجي، فهي تستثقل الحرية والسيادة على ذاتها وأرضها.

فهي بعد 6 سنوات من الخيانة والإذلال تحت أقدام التحالف السعودي الإماراتي، وبعد أن تخلّى عنها الأخير؛ تبحث هذه العاهات اليوم وتدعو صغارها وبكل بجاحة بالارتماء تحت أقدام عدو جديد.

وأخيرًا، لا يجب أن نتفاجأ خلال هذه الفترة -مرحلة سقوط الأدوات- بتوالي الاعترافات المختلفة من أفواه الأبواق التي سيسمع عويلُها وتخوينها لبعض، إلا أنها رغم ذلك لن تعترف بقبحها، بل إنها ستحاول أن تتبرأ من جرائمها وخيانتها للبلد وتوجّـهها لطرف مجهول.

كُلُّ هذا ستفعله هذه الأبواق المأجورة بعد كُـلّ هذه الدماء التي أزهقتها، وكل هذا الخراب الذي خلفته لتبحثَ وتتشبث بعدو جديد.

على أية حال، فَـإنَّ محاولةَ أدوات الارتزاق إعادة تدوير ذاتها، إلا أنها ستظلُّ تدور داخل حلقة مفرغة وستخسر كُـلّ الرهانات، وهذا نتاج طبيعي لأي كيان مأجور صنعته أيادي الاستعمار بشكل مؤقت ليندثر..

 

 

قد يعجبك ايضا