بسقوط عفاش سقط تحالف العدوان إلى الأبد
موقع أنصار الله || مقالات || منير الشامي
من الواضح أن أعداءَ اليمن وفي مقدمتهم السعودية والدول العشر كانت قد تخلت نهائياً عن عفاش، واستغنت عن عمالته وأقصته عن الساحة بالمؤامرة الخليجية التي أرادت من خلالها أن تصنع من اليمن حديقة خلفية بالمواصفات التي تريدها عبر تحويله إلى ساحة حصرية لقوى الإرهاب، وكذلك بتقسيمه وتمزيقه بالأقلمة، وهذا ما أكّـده المجرم عفاش بعد تنفيذ المبادرة الخليجية وتمكين الدنبوع والإخوان من السلطة كعملاء بدلاء لهم عن عفاش، وهو ما جعله يجهر بالعداء للسعودية عبر تصريحاته المعلنة التي كشف بها بعضَ أطماعها في اليمن وللعديد من جرائمها بحق الشعب اليمني في ترسيم الحدود، ودورها الرئيسي في اغتيال الشهيد الحمدي إلى غير ذلك.
غير أنَّ الأحداثَ المتتاليةَ على الساحة والتي كان أبرزها فشل أعداء اليمن بمبادرتهم الخليجية احتواء أنصار الله تحت مِظلتها التآمرية ورفضهم لها واستمرارهم بالحراك الثوري السلمي، ومع مرور الأيّام تبين لهم أن الزخمَ الشعبيَّ في الساحات يتضاعف، وأدركوا أن مكوّن أنصار الله يتحول شيئاً فشيئاً إلى حراك شعبي لكل اليمنيين الشرفاء من مختلف مكوناته، وهذا ما دفع أعداء الوطن في الداخل والخارج إلى أن يتحَرّكوا بمؤامرات كثيرة للقضاء عليه، وبسبب فشل مؤامراتهم الهادفة للقضاء على الأنصار أَو على الأقل إضعافهم، فاستشعروا حجم قوة مكون أنصار الله وتناميها المستمر وأجبرتهم هذه الحقائق إلى إعادة علاقاتهم بعميلهم عفاش الذي خلعوه ورموه واستغنوا عن عمالته وخيانته، خُصُوصاً من بعد فشل مؤامرتهم في دماج، فاتفقوا معه على مؤامرة جديدة يكون المجرم عفاش ركنا من أركانها، وبدأ إعلامُهم يعود إلى تلميع عفاش بوسائله كحليف نفاق ظاهره مع الأنصار وباطنه مع العدوان قلبا وقالبا وأدَاة، فادّعى رفضَه ومناهضته للعدوان وعمل بكلِّ جهده لمصلحته وتحقيق أهدافه.
بدأوا بعدها ببثِّ الشائعات في الساحة الوطنية التي تؤيد ما يروجه إعلامُهم عن عفاش، ومن أهمِّها بثُّ الشائعات بعد كُـلِّ تقدم يحقّقه الأنصار بداية من مواجهات كتاف وحتى وصولهم إلى الفرقة وأنه كان يتواصل مع المشايخ في تلك المناطق بدعم أنصار الله ومساندتهم ضد الإخوان، وأنه فتح لهم مخازن أسلحة سرية، ولولاه لهُزم الأنصار في كتاف وما تجاوزوها، وهذه شائعات كاذبة وغير صحيحة، جملة وتفصيلا، فقد ظل عفاش يعمل علنا مع العدوان، ولعلَّ موقفه مع الشهيد أبو حرب الملصي أكبرُ دليل على ذلك.
وكان هدف قوى العدوان منها محاولة إعادة نفوذ المجرم عفاش وتقوية شوكته، ليصبح كرت رهانهم الرابح في المستقبل القريب.
ومع إعلانهم للعدوان وشنهم لعاصفة الحزم وانكسارهم في المواجهات، وبسبب فشل كُـلِّ مؤامراتهم في استهداف الجبهة الداخلية، زادت أهميّة المجرم عفاش وتعاظمت قيمته عندهم لدرجة أن يعلقوا عليه كُـلَّ أحلامهم وآمالهم في تحقيق أهدافهم نهاية العام الأول لعدوانهم.
ولذلك دفعوا به إلى فتح قنوات اتصال علنية مع أنصار الله، ففعل ذلك مُكْرَهاً، وبدأت محاورات بين الطرفين انتهت بإعلان المجلس السياسي الأعلى والتوافق على الشراكة من جهة، وبدأوا معه في الترتيب والاستعداد والتجهيز لأعظم وأخطر وأكبر مؤامرة ضد الشعب اليمني، ووفقا لأعلى المستويات تخطيطا وتكتيكا وتجهيزا وتمويلا، تلك المؤامرة الكارثية هي الفتنة العفاشية التي اقتنع عفاش بها واستغلها ليضع الشروط التي يريد على دول تحالف العدوان.
اقتنع المجرمُ عفاش بتلك المؤامرة، واندفع فيها غير مبالٍ بمعاناته جراء الكبت والكتمة وضيق الصدر وتزايد آلام التقمص ووخز التمثيل، وعذابه من نوبات الخداع وأرق التضليل وغثيان تصنعه الوطنيةُ وصرع ارتدائه الشرف، لقد تحمّل كُـلَّ ذلك العذاب والوجع والألم؛ لأَنَّه أدرك أن هذه المؤامرة فرصة ثمينة لن تعوّض، وسيحقّق بها كُـلَّ أهدافه، فسيروي نهم نفسه بالدماء بعد ظمأه الإجرامي، وسيقضي على الأنصار وسيستعيد سلطته التي خلع منها.
لقد عول عليها مثلما عول العدوان عليها، وكانت هذه المؤامرة لدقة مخطّطاتها وتكتيكها وضخامة تمويلها وإعدادها وعظمة إمْكَانياتها ودقة نتائجها وكارثية آثارها وسهولة تنفيذها، في ظل انقسام الموقف الشعبي تجاه العدوان، ولو نجحوا في مؤامرة الفتنة هذه لتحولت كُـلُّ الشوارع والأحياء في كُـلّ محافظة ومدينة وعزلة وقرية في اليمن إلى سيول دماء ومحارق موت وقطع ملتهبة بنار جهنم في غضون شهرين أَو ثلاثة لا أكثر.
وهذا إن دل على شيء فَـإنَّما يدلُّ على أن إخمادَ هذه الفتنة في أربعة أَيَّـام يعد عملا أُسطوريا بحتا بكل ما تعنيه الكلمة، وأن العدوان سقط فعلا بسقوط عفاش، وهُزم عسكريًّا بمصرعه، فلم ترفع له راية بعدها حتى اليوم، ولن ترفع له راية أبدا بفضل الله سبحانه وتعالى، ويكفينا دلالةً على ذلك أننا نرى اليوم أن من لم يسكتوا يوماً عن ترديد عبارة “قادمون يا صنعاء”، باتوا يصيحون اليوم “خارجون يا مأرب”.