“انتفضوا”.. دعوة أطاحت بصاحبها
موقع أنصار الله || مقالات || مرتضى الجرموزي
عميلٌ من الدرجة الأولى وخائن حازها بجدارة زعيمُ منافقي العصر، استرخص الدماء، امتهن الكرامات، كان دوماً يرتدي ثوبَ الوطنية، يُظهر حرصه على وحدة اليمن واستقراره، وهو الذي ينخر الجسد اليمني كالسوس، يفتعل الأزمات، يُشعل الثارات، يزرع الأحقاد والضغائن بين أبناء المجتمع الواحد ليبقى هو لا شريك له في الرئاسة والتحكّم بقدرات وقرارات ونهب الثروات واقتسامها مع حاشيته التي كانت تعمل لصورته مساحيق تجميل، وأنه لولا الزعيم لكانت اليمن في خبر كان واحتلته أمريكا وإسرائيل، ما لنا غير علي، ولولاه لسقطت السماء على أرض اليمن.
ثلاثة عقود وثلاث سنوات عاث الهالك الفسادَ والإفسادَ وتمييع الشعب وتضييع قضاياه وحقوقه ورهن إرادته لغيره في سوق العمالة، وفي ثلاث سنوات من الحرب السعودية الأمريكية على اليمن تظاهر الخائن عفاش بوطنيته وحرصه على مواجهة العدوان، في الوقت الذي أرسل عائلته إلى دولة الإمارات والتي تُعتبر العدوّ اللدود لليمن والشريك والممول الأَسَاس للحرب على اليمن، ولم نره أن أرسل مقاتلاً أَو قدّم شهيداً أَو زار جبهة أَو سيّر قافلة غذاء ومدد للمجاهدين.
وفي ليلة وضحاها أراد اللهُ أن يكشفَ حقيقته لعامّة البشرية، حَيثُ كان طيلة ثلاث سنوات يُعِدُّ الخطط ويرسم تفاصيل وأحداث إسقاط صنعاء وتسليمها لتحالف العدوان الذي ظل لثلاث سنوات غارقاً في شعاب ووديان نهم، وهو الذي راهن على ورقة عفاش التي كادت أن تقصم ظهر اليمنيين والمجاهدين لولا عناية الله ولطفه وتوفيقه وحكمة قائد الثورة الذي تنبأ بخطورة الخائن رجل السعودية الأول.
قالها عفاش انتفضوا، فقال السيد نحتكم للعقل والحق والمنطق، فتقبلها عفاش بكبر وعنجهية وكرّرها انتفضوا واقتتلوا فيما بينكم ونحن أُخوة نحن والسعودية، فكانت إرادَة الله وحكمته مخالفة لهواجس عفاش الخبيثة.
ودعوة عفاش بالثورة والانتفاضة ليست وليدة الثاني من ديسمبر 2017، بل هي نتاج وموروث خيانته لثلاثة وثلاثين سنة قضاها في كرسي الرئاسة، تسلّط تجبّر طغى بغى قاتل دمّـر أمات في الشعب الحمية والدين وأحيا الخيانة واللصوصية والفساد وشرور النفس العفاشية اللئيمة.
انتفضوا دعوة قالها الهالك عفاش، دعا فيها الشعبَ للانتفاضة ضد بعضه ليقتتل فيما بينه بدعوة الحفاظ على الجمهورية والثورة وطرد الإماميين حَــدّ زعمه، فانقلب السحرُ على الساحر وانقلبت عليه تلك الدعوة رصاصاً لا ترحم عربيداً باع دينه وعرضه وشرفه مقابل فُتات دراهم إماراتية وريالات سعودية نجسة.
كلمة أودت به إلى الجحيم وهوت به مرتزِقاً خسيساً يجر أذيال الخزي والعار في بطانية كانت هي اتسعت جثته النتنة بعد أن لقي مصرعه على أيادي مرافقيه كما تقول بعضُ الروايات ويقولها بعض المقربين منه قبلياً وحزبياً.
كان على تواصل مستمر مع تحالف العدوان وعلى معرفة تامة بنواياه وإحداثياته للاستهداف المباشر والمتعمّد لتدمير البنية العسكرية والدفاعية لليمن، وهو الذي فجرّ معظمها في فترة رئاسته وخيانته المخفاة في جلباب زعامته للعروبة كذباً ونفاقاً.
ادّعى مقاومته للعدوان وتحت الطاولة يعمل مخبراً للعدو ومرسلاً للإحداثيات التي من خلالها تم استهدافُ الشعب اليمني ومقوّماته.
انتفضوا قالها واثقاً من نفسه وغروه وشعبيته المزيّفة، وهو لا يدرك أن الشعب فاق من غيبوبته لثلاثة وثلاثين سنة وهو يمجّد ويغني ويرقص في حبه، لكنه اليوم وعى المسألة وتفهّم الخطر المحدق به، وما لبث عفاش غير يومين وإذا بدعوته (انتفضوا) تقتله وترسله إلى جحيم النار وهوت به سبعين خريفاً، وستظل لعنات الأجيال تلاحقه حتى قيام الساعة، وهي كذلك لحاشيته وأزلامه في الداخل والخارج.
فقد جعل اللهُ كلمة الذين آمنوا وجاهدوا العليا، وكلمة الذين تعفششوا وخانوا وارتزقوا واعتدوا هي السفلى، ولن يصلح اللهُ عملَ المفسدين، فقد قُتل الفرعون وهرب جمعٌ من أتباعه بالملابس النسائية، وها هم اليوم يدّعون رجولتهم وها قد سُلبت رجولتهم وانتهك عرضهم وشرفهم بثمن بخس هو الارتزاق والعمالة، وليتذكر أُولئك الأقزام والأحذية تلك الدعوة جيِّدًا وهي التي قتلت صاحبها.