الأمم المتحدة والشعور بالقلق
موقع أنصار الله || مقالات ||عبدالفتاح علي البنوس
عندما يتحرَّك المبعوث الأممي ويجري اتصالاته مع الرئيس المشاط أو مع رئيس الوفد الوطني الأستاذ محمد عبدالسلام تحت يافطة مناقشة سبل تحريك ملف الأزمة اليمنية وفرص تحقيق السلام في اليمن ، ثقوا بأن تحركه هذا ليس عفويا ولم يأت من حرصه على حلحلة المياه الراكدة في الملف اليمني ، وهو في الغالب تحرك مدفوع الثمن ، الهدف منه هو ابتزاز البقرة الحلوب والحصول على المزيد من العطايا والمكرمات الملكية والأميرية السعودية التي يحصل عليها مقابل ما يشعر به من قلق تجاه الجرائم والمذابح البشعة التي يرتكبها آل سعود وآل نهيان وتحالفهم الإجرامي في حق اليمنيين رجالاً ونساءً وأطفالا .
ست سنوات من العدوان والحصار ولم تقدم الأمم المتحدة لليمن واليمنيين غير الشعور بالقلق ، ولم نلمس أي فاعلية للجهود والتحركات التي تقول الأمم المتحدة إنها تبذلها وتقوم بها ، من جمال بنعمر إلى مارتن غريفيث لم يتحقق أي تقدم في مسار المفاوضات والمشاورات التي جمعت بين وفدنا الوطني ووفد الرياض ، باستثناء التقدم الذي حصل في ملف الأسرى بعد طول انتظار ، وبعد عراقيل وعقبات وتعقيدات قوى العدوان والمرتزقة التي أفشلت كافة الجهود المبذولة لإنجاز اتفاق السويد ذات الصلة بملف تبادل الأسرى ، وما دون ذلك فلم تقدم لنا الأمم المتحدة سوى التعبير عن القلق والانحياز الفاضح لصف العدوان والمرتزقة والتي تتعامل معهم على أنهم الشرعية والحكومة الوطنية المعترف بها دوليا ، متجاهلة الواقع اليمني على الأرض والذي يمثل الشرعية الحقيقية المجسدة للإرادة الشعبية اليمنية لا الإرادة السعودية الإماراتية .
بعدما يقارب 6سنوات من العدوان والحصار على بلادنا وشعبنا غريفيث لا يزال يدعي حرصه على السلام في اليمن وانهاء الأزمة اليمنية ، في الوقت الذي لا نلمس أي جدية في هذا الجانب ، الخروقات اليومية لاتفاق السويد الخاص بالحديدة متواصلة يوميا ، والانتهاكات الصارخة لكافة القوانين والأعراف والمواثيق الدولية مستمرة ، المرتبات مقطوعة ومعاناة الموظفين تزداد سوءا يوماً بعد آخر ، رغم تعهدات الأمم المتحدة بصرفها ، ورغم الآلية التي تم الاتفاق عليها في السويد بهذا الخصوص ، ولم يصدر أي موقف مسؤول من قبلها يكشف للرأي العام هوية الطرف المعرقل والمعيق لصرف المرتبات ، ومطار صنعاء ما يزال مغلقا الأمر الذي يضاعف من معاناة مئات الآلاف من المرضى ممن يحتاجون السفر للعلاج في الخارج ، بالإضافة إلى العالقين من الجرحى والمغتربين والدارسين ورجال المال والأعمال ، على الرغم من تعهدات الأمم المتحدة بفتحه وعودة حركة الملاحة الجوية عبره من باب تخفيف المعاناة على أبناء الشعب اليمني ، وما يزال ميناء الحديدة تحت الحصار وما يزال تدفق المشتقات النفطية والسلع الرئيسية ضئيلا جدا، وهو ما يزيد من معاناة المواطنين ، علاوة على تفاقم الوضع الإنساني جراء عدم وصول المساعدات الإغاثية والإنسانية للمتضررين جراء العدوان والحصار ، وتحويل نسبة كبيرة من المساعدات إلى المناطق الواقعة تحت سلطة قوى العدوان والمرتزقة ، رغم استحواذهم على ثروات وموارد الدولة .
بالمختصر المفيد: الشعور بالقلق الذي يبديه غريفيث تجاه ما يقوم به تحالف العدوان ومرتزقته ، لن يوقفهم عن الإيغال في الدم اليمني ، والتلذِّذ باستمرار الحصار المفروض على شعبنا برا وبحرا وجوا ، القصف المتواصل والجرائم المستمرة والخروقات والانتهاكات المتواصلة لاتفاق السويد تحتم على غريفيث والأمم المتحدة التحرك من أجل وضع حد لها ، لتهيئة الأرضية أمام أي جهود قد تقود إلى إيقاف العدوان ورفع الحصار والذهاب بالأطراف اليمنية نحو حوار يمني – يمني ، يضع النقاط على الحروف ويعالج كافة القضايا والملفات محل الخلاف ، بغية الوصول إلى تسوية سياسية توافقية تطوي سنوات العدوان والحصار وتفتح صفحة جديدة من تاريخ اليمن الحديث ، وبدون إيقاف العدوان ورفع الحصار عن ميناء الحديدة ومطار صنعاء وصرف المرتبات تظل تحركاته مجرد مضيعة للوقت ، الهدف منها إطالة أمد العدوان والحصار ، والذي يترتب عليه تمديد مهمته وضمان استمرارية المزايا المالية التي يحصل عليها وأفراد البعثة الأممية العاملة في اليمن .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.