تجار الحروب يدفعون نحو التصعيد ووفد الرياض بلا صلاحيات
موقع أنصار الله || صحافة محلية _صدى المسيرة || ابراهيم السراجي
لا شيء واضح لدى وفد الرياض في الكويت حتى على مستوى الأسرى لا يملك أعضاء الوفد أي اتصال مع المرتزقة في الميدان للحصول على كشوفات كما هو متفق من أجل تنفيذ الخطوة الأولى المتمثلة بإطلاق ألف أسير من الطرفين قبيل شهر رمضان المبارك. الشيء الواضح لدى مرتزقة الرياض هو رغبتهم باستمرار الحرب التي يتعقدون أنها أصبحت مصدر لجني الأموال إضافة إلى ان الحرب لا تكلفهم شيئاً ووجودهم في الرياض يبقيهم بعيداً عن معاناة الشعب اليمني.
عجز مرتزقة الرياض عن الاتصال بالمرتزقة في الميدان إلى جانب أنه يثبت ارتباط المليشيات بالعدوان في مهمة ارتزاق تجعل ارتباطهم بالعدوان أكبر من ارتباطهم من المرتزقة في فنادق الرياض أو المتواجدين بالكويت فهو يثبت أيضا الحقيقة الماثلة للجميع منذ انطلاق المفاوضات أن وكلاء الرياض في الكويت ليسوا سوى ديكور فاقد للقرار والصلاحيات وإمكانية احداث تقدم حقيقي نحو السلام.
أمام العرقلة المستمرة للمفاوضات من قبل وفد الرياض سواء بتعليق مشاركتهم أو بتغيبهم أعضاءهم عن الجلسات المباشرة، تشهد الجبهات تصعيداً كبيراً من قبل المرتزقة لم يعد خافياً حتى في وسائلهم الإعلامية التي باتت تتجاهل اتفاق وقف إطلاق النار وتنشر أخبار الزحوفات التي ينفذها المرتزقة أو التعزيزات التي يقومون بها في مأرب والجوف ورغم ان ذلك يدينهم صراحة بمخالفة الاتفاق إلا أن رغبتهم باستمرار الحرب تبدو أكبر من الحل السياسي لذلك لم يجد رئيس حزب الإصلاح محمد اليدومي حرجاً من المجاهرة العلنية بالدعوة إلى الحرب والتقليل من أهمية الحل السياسي.
في الكويت تتواجد لجنة الاتصال والتهدئة ورغم أنها جزء من المفاوضات إلا أنها بسبب تنصل أعضاء وفد الرياض لم تقدم تقريراً مشتركاً واحداً عن الحالة الميدانية رغم ان ذلك أساس وصميم عملها. وطرح وفد القوى الوطنية هذه القضية أكثر من مرة على المبعوث الاممي إسماعيل ولد الشيخ الذي لم يحرك ساكناً وما يزال يدفع نحو فصل المسار السياسي عن المسار العسكري مع ان المسار الأول لا يمكنه أن يحقق تقدماً إذا لم يتقدم المسار الثاني كون اتفاق وقف إطلاق النار كان الخطوة الأساسية للمفاوضات السياسية ولذلك كان موعد تنفيذه سابقاً للمفاوضات السياسية بعشرة أيام.
وفيما يجاهر قادة الإصلاح وإعلام العدوان بإقدام المرتزقة على شن هجمات في عدة جبهات بمأرب والجوف ونهم والبيضاء يأتي طيران العدوان السعودي الأمريكي ليثبت عدم جديتهم في التوصل لحل سياسي حيث وبعيداً عن مناطق التماس العسكرية يشن طيران العدوان خلال ساعات من يوم الجمعة نحو 50 غارة جوية على لواء العمالقة بمحافظة عمران حيث لا أطراف متصارعة. غارات العدوان لم تثبت فقط عدم الجدية في الحل السياسي والالتزام بوقف إطلاق النار بل يتعداه إلى كشف زيف ادعاءات مرتزقة الرياض في مفاوضات الكويت عندما علق مشاركته في المفاوضات احتجاجاً على ما وصفه باقتحام لواء العمالقة الذي قال إنه اتخذ موقف محايداً في الحرب واليوم يعجز وفد الرياض كعادته في المفاوضات عن تفسير استهداف مقر اللواء بخمسين غارة!
وفد القوى الوطنية يتعامل مع مفاوضات الكويت على أنها مهمة وطنية وعبر رئيس وفد انصارالله محمد عبدالسلام مراراً وتكراراً وفي حوار صحفي لجريدة الأخبار اللبنانية أجاب على سؤال حول فشل المفاوضات في احداث تقدم بالقول: “نحن نعدّ أنفسنا الآن في مهمة وطنية وفي جزء من المعركة الشاملة لمواجهة التحدي الأكبر ضد الشعب اليمني. ولهذا، طالما هناك من يستمع لوجهة نظرنا ويتلمّس حقيقة ما يجري، فإن من واجبنا التوضيح وتفنيد الأكاذيب والشائعات”.
وأضاف أنه “طالما أن الأمم المتحدة تطلب بقاء الجميع للنقاش وللاستماع إلى وجهات النظر وتقارب الأفكار، مثلما هو حاصل حالياً، فهذا من صلب مهمتنا ولا مشكلة لدينا في الوقت طالما هناك تقدم في الأفكار والمقترحات، والنقاش يدخل في صلب القضايا الرئيسية”.
وإذا كان الاستمرار في المفاوضات ينطلق بالنسبة للوفد الوطني من الشعور بالمسؤولية تجاه الشعب اليمني إلا أن التصعيد العسكري للعدوان ومرتزقته لم يقابل بالصمت من قبل الوفد الذي اعترض بشدة على ذلك كون التصعيد العسكري يجعل المفاوضات بلا قيمة.
وفي هذا السياق قدم الوفد الوطني احتجاجه إلى المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ إزاء ما تعرض له لواء العمالقة بعمران أمس من قصف مكثف من قبل طيران العدوان والذي وصل إلى ما يقارب 50 غارة.
واعتبر الوفد الوطني خلال الجلسة التي عقدت اليوم بقصر بيان في الكويت وضمت رؤساء الوفود والمبعوث الأممي، قصف لواء العمالقة واستهدافه بهذا الشكل وكذا أعمال التحشيد تمثل تهديداً لاستمرار التهدئة ومسار المشاورات.
وأكد الوفد أن استمرار الغارات وعدم التزام طيران تحالف العدوان السعودي الأمريكي بتثبيت وقف إطلاق النار يبين عدم وجود مساعي جادة ولا رغبة صادقة في التوصل إلى حلول سياسية.
ويكشف الميدان أن استمرار الوفد الوطني في المفاوضات واستمرار العدوان ومرتزقتهم في التصعيد العسكري لا يعنيان بأي شكل من الأشكال أن هناك عجز أو تردد من قبل الجيش واللجان الشعبية عن مواجهة العدوان والتصدي لمرتزقته حيث تشير الأنباء أن مرتزقة العدوان تلقوا ضربات موجهة في نهم والجوف ومأرب وتعز عندما تصدى أبطال الجيش واللجان لهجماتهم موقعين في صفوفهم عشرات القتلى والجرحى في مختلف الجبهات بينهم قيادات في مأرب وتعز وتمثل مأرب أبرز الجبهات التي تعرض فيها المرتزقة لمحرقة محققة سقط من خلالها أكثر من 100 مرتزق خلال الأيام الماضية.