ماذا تعني تحذيرات “أنصار الله” اليمنية للكيان الصهيوني؟

|| صحافة ||

لقد حذرت حركة “أنصار الله” اليمنية قبل عدة أيام الكيان الصهيوني من أنه إذا قام هذا الكيان الغاصب بعمل فظ يمس اليمن، فإن مصالح إسرائيل وشركائها في البحر الأحمر ستكون في مرمى أهدافها الصاروخية. لقد دخلت جماعة “أنصار الله” اليمنية في حرب عدوانية شنتها قوات تحالف العدوان السعودي الإماراتي منذ ما يقرب من ست سنوات، وهي حرب شنها “ابن سلمان” ضد الشعب اليمني الأعزل، ولقد قٌتل في هذه الحرب الوحشية الآلاف من السكان اليمنيين في مختلف المدن والمحافظات جراء الهجمات السعودية البربرية.

وعلى الرغم من القوة العسكرية الكبيرة والمتطورة التي تملكها السعودية، إلا أن اليد العليا في هذه الحرب كانت لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله”، لأن مقاومتهم تقوم على المعتقدات الإسلامية والدينية، ولهذا تمكنوا من هزيمة العدو. وخلال أكثر من خمس سنوات من الحرب، تمكن الشعب اليمني من تطوير وتحسين جيشهم وتنظيمه العسكري، والآن أصبحوا أكثر المراكز حساسية بفضل الصواريخ بعيدة المدى والطائرات دون طيار الانتحارية التي صنعها الجيش اليمني و”أنصار الله” داخل البلاد والتي استهدفت العديد من المناطق الحساسة داخل العمق السعودي خلال السنوات الماضية.

 

السعودية الآن عاجزة عن الخروج من الحرب التي بدأتها ضد الشعب اليمني المظلوم

في هذه الحرب غير المتكافئة، كانت العديد من الدول الأوروبية وأمريكا توفر الأسلحة التي تحتاجها السعودية، وبالطبع يجب عدم تجاهل دور الصهاينة. وحول هذا السياق، أفادت العديد من التقارير، بأن الطائرات والطيارين الصهاينة شاركوا في الكثير من الغارات الجوية على الأراضي اليمنية، لكن الآن وبعد أن تمكن الجيش اليمني و”أنصار الله” من صنع أسلحة قادرة على استهداف الأراضي الفلسطينية المحتلة، توقف الصهاينة عن المشاركة بشكل مباشر في الحرب ضد الشعب اليمني. ولكنهم يعملون مع الإمارات على إنشاء قاعدة عسكرية مشتركة في جزيرة سقطرى جنوبي اليمن لمراقبة السفن في مضيق باب المندب والقرن الإفريقي.

وتنتمي جزيرة سقطرى إلى اليمن وتقع في موقع استراتيجي عند مصب خليج عدن. وعلى الرغم من أن عمل الإمارات والكيان الصهيوني غير قانوني بموجب القانون الدولي، إلا أنه لا يمكن توقع قيام الأمم المتحدة والقانون الدولي بمنع إنشاء قاعدة عسكرية مشتركة بين الكيان الصهيوني والإمارات في جزيرة سقطرى اليمنية. والغرض من هذه القاعدة هو السيطرة على السفن المارة عبر خليج عدن، ووجود هذه القاعدة لا يزيد فقط من انعدام الأمن، بل سيشكل تهديداً للسفن التي تعبر خليج عدن، ويزيد أيضاً من معدّل الصراع في المنطقة.

وفي غضون ذلك، سوف يؤدي إنشاء قاعدة عسكرية مشتركة في جزيرة سقطرى إلى تكثيف الحصار على اليمن وزيادة معاناة أبناء الشعب اليمني. وتُظهر التطورات في المنطقة أن الصهاينة خائفون مما سيحدث في المستقبل القريب، ويحاولون تعزيز موطئ قدمهم في المنطقة بسياسة التسوية التي بدأها العرب مع الكيان الصهيوني. وعلى الرغم من أن الكيان الصهيوني تمكن حتى الآن من تطبيع علاقاته مع العديد من الأنظمة العربية في منطقة الخليج الفارسي، إلا أنه لا ينبغي إغفال أن شعوب تلك الأنظمة التي طبعت علاقاتها مع الكيان الصهيوني ليسوا مع حكامهم وإنما يقفون إلى جانب القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.

وإضافة إلى هذا المكون الشعبي، يجب أيضاً مراعاة قوة جبهة المقاومة. ففي اليمن، حركة “أنصار الله” حاضرة، وفي العراق، الحشد الشعبي وقوى شعبية أخرى حاضرة، كما ألقى “حزب الله” اللبناني بظلاله الثقيلة على هذا الكيان بحيث لا يجرؤ الصهاينة على ارتكاب خطأ واحد في المنطقة. وإذا قرر الجيش الصهيوني الوقوف ضد “حزب الله” و”أنصار الله” والحشد الشعبي، فإن ظروف هذا الكيان ستكون صعبة للغاية وقد ينهار ويزول إلى الأبد. وهنا تجدر الاشارة إلى أن التحذير الذي وجهه اليمنيون إلى الكيان الصهيوني خطير للغاية، وذلك لأن المقاومة اليمنية قد أثبتت حتى الآن قدرتها على الرد على أي هجوم ويمكنها تغيير المعادلات على ساحات المعركة.

وفي هذا السياق، حذرت حكومة الانقاذ الوطنية اليمنية في صنعاء يوم الأحد الماضي، دولة الاحتلال الصهيوني من الإقدام على ما وصفته بأي عمل متهور في منطقة الشرق الأوسط، سيودي إلى حرب شاملة، وذلك إثر إعلان الجيش الإسرائيلي أنه يراقب الوضع في اليمن. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية بحكومة الإنقاذ الوطنية، إن على إسرائيل “الكف عن تهديد عدد من دول المنطقة بأن جيشها ينشط في كل أنحاء الشرق الأوسط والتحدث عن حرب خاطفة”. وأضاف المصدر، “لا شأن أو علاقة للكيان الصهيوني بالوضع في اليمن”. وحذر من أن “أي عمل متهور للكيان الصهيوني في المنطقة سيشعل حرباً شاملة وستكون إسرائيل أول من يخسرها”. ورأى المصدر في وزارة الخارجية اليمنية، أن إسرائيل تسعى لاختلاق الذرائع لأعمال وتحركات عدائية وتحاول من خلالها التغطية على عدوانها المستمر على الشعب الفلسطيني واستعراض القوة تشجيعاً لأي فرص تطبيع فاشلة مع مرشحين جدد للتطبيع. واستطرد قائلاً: “في حال إقدام الكيان الصهيوني على أي تحرك أو عمل متهور يمس اليمن فإن أي مصالح لإسرائيل أو شركائها في البحر الأحمر ستكون هدفاً مشروعاً في إطار حق الرد الذي كفلته كل المواثيق والاتفاقيات الدولية”.

وفي وقت سابق كانت مصادر يمنية قد اتهمت الإمارات بالاستعانة بالإسرائيليين لتنفيذ هجماتها ضد اليمنيين، بما في ذلك استهداف بعض قيادات الدولة بالاغتيال، منوهين بتعاون أكبر بين البلدين خلال الآونة الأخيرة لمساعدة الإماراتيين في الاستيلاء على الجزيرة ووضع أيديهم على مقدرات اليمن وثرواته تنفيذاً لأجندات سياسية وعسكرية في مقابل وضع أقدام دولة الاحتلال في هذا البلد الذي كان عصياً لسنوات طويلة على الوجود الإسرائيلي. وفي الختام يمكن القول، إن جميع هذه الخطط والمؤامرات الإسرائيلية الإماراتية سوف يكون مصيرها الفشل وذلك لأن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية لهم بالمرصاد وعقب إزاحة الستار عن الوجه القبيح لأبو ظبي وتسترها خلف المساعدات الإنسانية للقيام بأعمال تجسسية، يجب على أبناء الشعب اليمني في الجنوب والسواحل الغربية التنبة جيداً لمثل هذه المؤامرات والانضمام إلى قوات المقاومة وذلك من أجل طرد المحتل الإماراتي والسعودي من أراضيهم والوقوف بحزم في وجه دولة الاحتلال الصهيوني التي تبذل الكثير من الجهود لاحتلال الممرات المائية القريبة من السواحل اليمنية.

 

وبالتأكيد، فإن أي حماقة من جانب الكيان الصهيوني بمشاركة الإمارات والسعودية في البحر الأحمر ستشعل حرباً كبيرة في المنطقة، حرب لن تنتهي بالنهاية السعيدة لقادة هذا الكيان الإسرائيلي. وذلك لأن حركة “أنصار الله” اليمنية لا تكذب، وقد أثبتت من خلال الهجمات الصاروخية التي شنتها خلال الفترة الماضية داخل العمق السعودي. وهنا تجدر الاشارة إلى بُغض الشعب اليمني للصهاينة أكبر من بُغضهم للسعودية، ويكفي توجيه جزء من هذا الغضب وهذا البُغض اليمني نحو الصهاينة، ثم سيرون ما سيحدث لهم.

 

الوقت التحليلي

 

قد يعجبك ايضا