ترامب واليمنُ العظيم
موقع أنصار الله || مقالات ||عبدالخالق القاسمي
غادر البيت الأبيض بعد فشل ذريع.. وعندما نؤكّـد الفشل فاعلموا أنه فعلاً كان فشلاً ذريعاً، فالهدف الترامبي الجمهوري بعد أن أقيمت الرئاسة في 20 يناير 2017م، مراسم تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية ليصبح الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة والذي حضر التنصيب كُـلٌّ من جورج بوش الأب والوزيرة هيلاري كلينتون وجورج بوش الابن وبيل كلينتون وأوباما.
الهدف منذ البداية فيما يتعلق ببلادنا كان حصد ما تم بذره في عهد أوباما.. ليأكل الإنجاز الديمقراطي بسهولة.. فبعد فشل أوباما في تركيع اليمن حسب المخطّط في يومين إلى ثلاثة أَيَّـام، وطبعاً ما يؤكّـد استنتاجي تصريح ابن سلمان قدرتهم على احتلال اليمن في أسبوع، فمن المؤكّـد أنه سيتكلم عن عدد ضعف التوقيت الموعود به أمريكيا، وذلك تجنباً للإحراج في حال تعذر للأمريكي تنفيذ وعده في الوقت المحدّد.. بعد فشل أوباما أدرك ترامب صعوبة حسم المعركة لالتهام اليمن في قضمة واحدة كبيرة، فانطلق لنهب السعودية بدواعي تأمين المملكة وبالابتزاز من جانب آخر، فالجرائم السعودية قد بلغت ما يشيب له الولدان.. وربما هذا هو الإنجاز الوحيد.. ومن يقول بأن صفقة القرن إنجاز أمريكي يحسب لترامب أقول له: تأنَّ يا صديقي.. فهكذا نسف ترامب كُـلّ الجهود الأمريكية السابقة في أمل إطالة الأزمة الفلسطينية حتى نسيانها.. هكذا ساهم ترامب في كشف الأنظمة العربية لشعوبها وللشعب الفلسطيني ومحور المقاومة.. بعد أن كان الدعم وارتهان بعض الدول العربية يتم تحت الطاولة وخلف الستار.. عُمُـومًا ذلك ما وصل له ترامب.
ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان.. هبطت قيمة السلاح الأمريكي بعد أن احترق في اليمن، وعجز عن التصدي لما تسبب بالحرائق في منشآت النفط والمواقع العسكرية السعودية.. وهذا كشف سوء السلاح الأمريكي للعالم بأكمله ولبقية مستوردي السلاح الأمريكي، الأمر الذي دفع حتى الإمارات إلى تقليل استيراد الأسلحة الأمريكية واستعاضة ذلك بالسلاح الإسباني والفرنسي.. إضافة إلى ذلك سقطت سُمعةُ ملوك السعودية إلى الحضيض؛ نتيجة للإساءَات المتكرّرة التي لم تفده شيئاً هذه المرة في حملته الانتخابية، فالمواطن الأمريكي بات يدرك هذه الخديعة.. ولم تقدم له الإساءَات للسعودية ربما سوى بعض الأموال التي ذهبت إلى الخزانة الأمريكية.. ولكنها أسقطت السمعة السعودية وجعلت المواطن اليمني يحدّد مصيره ويتحَرّك للجهاد بعد أن حسب حساب الإهانة التي سيتلقاها من قبل السعودي الذي تحمل الإهانة في سبيل سيطرته على اليمن، فحركت الشارع اليمني وغيره عكس الرغبة الأمريكية وهذا فشل كبير لترامب.. أَيْـضاً ومن جملة إخفاقات ترامب على مستوى بلادنا -وكم هي على مستوى بقية البلدان- تحول وقع واستراتيجية الميدان، فبعد أن كان المواطن اليمني يستقبل الزحوف ويتصدى لها.. أصبح يتقدم في الميدان ويحرّر المحافظات رغم الغطاء الجوي الكثيف ورغم الدعم اللوجستي الأمريكي الكبير.. والكثير الكثير من الفشل الأمريكي الترامبي الذي يحتاج إلى كتب ومؤلفات ليتم حصره.. الأمر الذي دفع الصهيونية العالمية لتجاهله رغم تقديمه ولاءَ الطاعة في رحيل غير مؤسف عليه..
فإذا كان كُـلّ هذا الفشل في رصيد ترامب فكم هو يا ترى في سجل الذي بذل جهده ووقته وراهن على ترامب؟.