يومٌ من الدهر

‏موقع أنصار الله || مقالات || الشيخ مصلح علي أبو شعر

بحمدِ الله وَبنجاحٍ باهرٍ فاق المتوقَّعَ جاءت مسيراتُ الخامس والعشرين من يناير التي خرجت رفضاً لاستمرار الجرائم الأمريكية الإرهابية في مختلف محافظات ومدن اليمن، وَكان الحضور الشعبي مبهراً رغمَ الحالة الاقتصادية وَانقطاع المشتقات النفطية؛ نتيجةَ استمرار العدوان والحصار.

لقد أثبت الشعبُ اليمنيُّ من جديدٍ معدنَه الأصيلَ وَالذي لا تزيدُه الظروفُ والضرباتُ إلَّا صلابةً..

شعبٌ رؤوفُ الفؤاد وليِّنُ القلب، غير أنه إذَا ما أراد أحدٌ النيلَ من عِزته وكرامته والمَسَاس بسيادته واستقلاله يشتدُّ بأسُه وَقوتُه وَيصبح عنيداً يفوقُ بعنادِه حجرَ الصوان، فلا تفلحُ معه كُـلُّ وسائل الترهيب والترغيب وَلا تزيدُه إلَّا شكيمةً وَرباطة جأش.

شعبٌ مثلُ هذا يستحقُّ العلياء في أعلى مراتبها، يفاخرُ المرءُ منا في أن يكونَ جزءاً من نسيجِه الاجتماعي والوطني والإيماني، وَالذي يتجلّى اليوم في أنصع صوره بعد أن نفضَ غُبارَ الوصاية والعمالة التي كانت تقودُ دَفَّتَه عقوداً طويلةً من الزمن، قبل أن يعودَ التاريخُ إلى مساره، وَيشاء اللهُ لهذا الشعبِ أن يتولى قيادتَه خِيرةُ رجاله وأكثرُهم صدقاً وَشجاعة وَإيماناً، والحديثُ هنا عن قائد الثورة، السيد عبدالملك الحوثي، الذي ألهَمَ هذا الشعبَ دروبَ الحُرية، وَظروفَ السلامِ الذي ننشُدُه، وَنعمةَ الخَلاصِ من الوصاية والارتهان.

وبعدَ ذلك اليوم الأغر.. وجب على قائمةِ الأعداء أَو العقلاء منهم أن يخضعوا لإرادَة هذا الشعب، بعد أن يعيدوا مراجعةَ خسائرِهم وَمكاسبِهم، انتكاساتهم وَانتصاراته، وَفي تلك المراجعة الضرورية شيءٌ من نواميس البقاء لهم.. أما نحنُ فلنا البقاءُ المعمد بعظيم التضحيات وَقدسية القضية.

* عضو مجلس الشورى

قد يعجبك ايضا