الغزو الفكري ومسخ الهُـوِيَّة (مسلسلات تركية)
موقع أنصار الله || مقالات ||أنور الشامي
عندما يفشل العدوّ بالجانب العسكري في هزيمة أُمَّـة ثقافتها قرآنية وقائدها رجل قرآني ورجالها مجاهدين.. يتجه أَو يواكب معركته العسكرية بحربٍ أُخرى هي الحرب الناعمة.. التي تقوم بمقام المعركة العسكرية وأحياناً تحقّق للعدو نتائج أكثر من حربه العسكرية.. هذه الحرب هي أقل تكلفة للعدو ولكنها تخدم العدوّ بشكل كبير جِـدًّا.
تهدف هذه الحرب الناعمة لمسخ القيم والمبادئ ونزع هُـوِيَّة الشعوب خُصُوصاً الشباب وتحويله من إنسان يحمل قيماً ومبادئ وثقافة إيمانية قرآنية إلى شخص متجرد من كُـلّ القيم والأخلاق ينقاد ويلهث وراء مسلسلات.. ظاهرُها فيها الرحمة وباطنها مسخ هُـوِيَّة الشباب وتدجينه.
فما نشاهده اليوم في أوساط المجتمع بل في أوساط موظفينا هو انتشار ظاهرة متابعة مسلسلات تركية ظاهرها إسلامية وباطنها تحمل مسخ الهُـوِيَّة وهدم القيم والمعنويات..
أقدم العدوان عبر أجندته بالترويج لهذه المسلسلات في وسائل التواصل وفي أوساط المجتمعات وتلميعها. فالبعض انجذب إليها وفي متابعتها إلى درجة أنه يسهر ليلَه لتنزيلها ومتابعتها.. بل وأصبح العديد من الشباب مدمناً بشكلٍ كبيرٍ على مشاهدتها يوميًّا.
بل أصبح البعض يخسر المال ويخسر الوقت ويخسر أكثر وأكثر لكي يتابعها.. بل البعض وصلوا بهم الحال إلى أنه لا يخزن إلَّا وحدَه ينطوي في زاوية من الغرف أَو مع مجموعة يتابعون مثله؛ مِن أجلِ أن يشاهد هذه المسلسلات.
العدوان عجز عجزاً كَبيراً في تحقيق أي مكسب للنصر عسكريًّا.. فاتجهَ إلى الغزو الفكري لإفساد نفسيات الشباب والموظفين وتثبيطهم وتثقيفهم ثقافةً مغلوطة. وجعلهم يتحَرّكون حيثما يريده العدوّ وينجرُّون وراء ثقافة مغلوطة تخدم العدوّ بما تعنيه الكلمة..
فهل ستستطيعُ الأُمَّــة أن تنتصر وتتغلب على أعدائها اليوم وشبابها بل وكوادرها يتثقفون بهذه الثقافة المغلوطة التي تاهت بالأمة العربية والإسلامية وجعلتها منبطحةً تحت أقدام اليهود والنصارى.. كلا وألف كلا.. لن تنتصر أُمَّـة إلَّا وشبابها وكوادرها يحملون ثقافة القرآن.. ثقافة العزة والكرامة.. ثقافة الوعي..
وهُنا يمكن القول بأن الغزوَ الفكري أشد من الغزو العسكري. فالوعي مهمٌّ جِـدًّا للجميع فإذا لم يكن الإنسان واعياً بالشكل المطلوب لا شك أنه سيسقط ويصبح يخدم العدوان من حَيثُ يشعر أَو لا يشعر، وهنا الخسارة الكبرى..
فالوعي.. الوعي.. الوعي..
هو المعركة المستمرة مع العدوّ.. أما المعركة العسكرية فسيأتي يومٌ وتتوقف.