شرعية الفنادق.. الأكذوبة الكبرى في التاريخ اليمني المعاصر
موقع أنصار الله || مقالات ||عبدالسلام البكالي
ماذا لو أعلن في الغد تحالف العدوان إيقاف عملياته العسكرية في اليمن؟
حينها هل ستصدر حكومة الفنادق بيانا تعلن فيه فك ارتباطها بالتحالف الحالي ودخولها في تحالف جديد مع دول أخرى؟
أم هل ستصدر بياناً تعلن فيه هي الأخرى رفضها للبيان ومواصلتها وبمفردها مواجهة من تسميهم بالحوثيين؟
وقبل الإجَابَة عن ما طرح أعلاه من أسئلة، وَإذَا ما أردنا إجَابَة شافية لذَلك، دعونا أولاً نسترجع مواقف تلك الحكومة الوضيعة مع ما قد صدر من بيانات لذَلك التحالف منذ بدء انطلاق عملياته العسكرية الإرهابية على اليمن وحتى اللحظة،
ألم تعلن حينها في بداية الأمر تأييدها للتدخل العسكري والذي لم تكن حتى عنه هو الآخر تعلم شيئاً؟!
وألم تعلن أَيْـضاً بعدها تأييدها للحل الدبلوماسي عندما عجز ذَلك العدوان عن حسم المعركة عسكريًّا وظهرت مساعيه لإنهائها دبلوماسياً وأعلن هو عن ذَلك للهرب من فشله؟!
أوليست تلك الوضيعة التي أعلنت اليوم ترحيبها بقرار وقف الدعم الأمريكي للسعودية في حربها على اليمن هي نفسها من أعلنت ترحيبها بالتدخل الدولي ومنه الأمريكي في بلدها حينها بالأمس؟!
بل وحتى في الغد أَيْـضاً عندما يعلن أَيْـضاً ذلك التحالف الإرهابي وبدواع إنسانية والتحجج بها ركوعه تحت أقدام اليمنيين مقرا بسياديتهم على تراب وطنهم، هي الأُخرى أَيْـضاً تلك الوضيعة ستعلن حينها ركوعها وترحيبها بالقرار ولكن في هذه المرة سيعلن ذلك عنها من السجون التي ستكون قد زجت بها وليس من الفنادق.
ما سبق هو ما نؤمن به عن مصير تلك الوضيعة.
ولَكن ماذا عن مناصريها والذي من قد صرع منهم في سبيل عودتها فاق الثمانين ألفا وفق إحصاءاتهم في ذَلك؛ ومثلها من المفقودين والجرحى والأسرى، بل وحتى من ما زال ينتظر قدومها من أُولئك المنافقين القاطنين في أوساطنا كيف سيكون عليه حال جميعهم عندما يصحوا في الغد على حقيقة استحالة العودة لتلك الحكومة؟
أين سيدسون رؤوسهم حينها؟
وكيف ستتمكّن بعدها أقدام أُولئك الفارون النجسة من العودة إلى وطن صارت أنوف كُـلّ أبنائه حينها تعانق السحب عزة وكرامة وشموخاً وكبرياء بنصرهم؟
صدقوني.. حتى لعن تلك الحكومة وإضافته إلى شعار الصرخة التي سيصرخ به حينها ممن ما زال متواجداً منها هنا (المنافقون)، هو الآخر لن يجديَ لها نفعاً من إخراجها لا أقول من دائرة الحرج التي ستلتف بها وجوههم المسودة، بل ومن عذاب الله الذي ينتظرها وينتظر جميعهم هنا في الدنيا قبل الآخرة.
لتخرجوا كذبة تلك الحكومة من عقولكم يا سذج، والذي لا وجود له هو الآخر سوى بها، أخرجوه لتروا بأم أعينكم أن لا شرعية في اليمن إلَّا شرعية من يذود بدمه وماله عن حياض السيادة الوطنية من دنس أمريكا وعملائها، وليس لأُولئك الفارين الخونة.
ولكم أنتم يا أحرار الوطن، خبروا كُـلّ من ما زال غائراً في غيابة جب تلك الوضيعة ممن تربطكم به صلة أَو علاقة أن يمسك بيد الأنصار الممدودة إليه لإخراجه منه، خبروهم بأن الإقصاء لا وجود له سوى في قواميس الوهَّـابية، ولينظروا إلى من كان لديها بالأمس عبداً في معسكراتها ضد وطنه كيف صار يفيئ الحرية اليوم من بعد عودته منها.
عودوا، قبل أن يأتي يوم (حَتَّى إذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 99، 100].