قياداتٌ عسكرية تروي خفايا “البنيان المرصوص”.. تجهيزاتُ ما قبل العملية (1-2)

|| صحافة ||

ستظلُّ عمليةُ “البُنيان المرصوص” واحدةً من أَهَمِّ العمليات العسكرية في تاريخِ الحروبِ المعاصِرة، فعظمةُ الانتصار، وسرعةُ ما تم إنجازُه، جعلت العدوانَ والمرتزِقةَ وكلَّ المتابعين العسكريين في العالم مصدومين وغيرَ مستوعبين لهذه الانتصارات الخارقة.

لقد انقشع غُبارُ المعركة، وتجلت الحقائقُ واضحةً للعيان، ودوَّى الانتصارُ العظيمُ في أرجاءِ مديريةِ نهم ليسمعَه كُـلُّ اليمنيين في الداخل والخارج، مستبشرين بنصرِ الله ونعمتِه، وبعظيمِ ما تحقّق.

قبلَ عمليةِ “البنيان المرصوص” كان المرتزِقةُ في ألويةٍ كثيرةٍ ومتعددةٍ، مزوَّدين بأسلحتهم الحديثة، ومسنودين بطيران غاشم دمّـر الأرضَ والحرثَ والنسلَ، ومصوِّبين مدافعهم وبنادقَهم ونيرانَهم باتّجاه العاصمة صنعاء التي كانت هدفَهم الكبيرَ لغزوها والسيطرة عليها، غير أن العمليةَ المباركةَ قلبت الموازينَ، وجعلت الأعداءَ يولّون الدُّبُرَ صوبَ معقلهم الرئيس في مأرب والجوف، ليتم بعد ذلك تطهيرُ الجوف من دنسهم، وليرتقبَ المؤمنون الانتصارَ الكبيرَ في مأرب.

 

آيةٌ من آيات الله

ويصفُ قائدُ المنطقة العسكرية المركزية اللواء عبدالخالق الحوثي هذه العمليةَ بـ “المعجزة”، ويقول: إنها آيةٌ من آيات الله، وإن العالَمَ لم يسمعْ بعدَ الحربين العالميتين الأولى والثانية بأن 18 إلى 20 لواءً عسكريًّا سقطوا بكاملِ عُدتهم وعتادهم خلالَ خمسة أَيَّـام.

ويضيف اللواء الحوثي قائلاً: “العدوانُ ركّز جهدَه بشكلٍ كبيرٍ حولَ صنعاءَ، والتي كانت بالنسبة للعدوان هدفاً أَسَاسياً ركَّزَ عليه بشكلٍ كبير، وقام العدوانُ بعددٍ من الزحوفات على مواقع الجيش واللجان الشعبيّة في نهم قبل عملية البنيان المرصوص بأيام، وعند إصرارِ العدوان على دخول صنعاء، تم التكاتفُ والتعاونُ بفضل الله وبفضل الشهداء العظماء، والأبطال المجاهدين المرابطين من جميع المناطق وتمت العمليةُ بفضل الله، والحمد لله تكللت بنجاحٍ كبيرٍ”.

 

استعداداتٌ مهولة للأعداء

لقد كانت جبهة نهم تمثل السكين على الرقبة بالنسبة لسكان صنعاء والمديريات المجاورة لها، وكان العدوّ قد تمكّن من السيطرة على الجبال المطلة والتضاريس الوعرة في نهم خلال السنوات التي سبقت عملية “البنيان المرصوص”.

ويقول المجاهد أبو محمد المراني -أحد القادة الميدانيين المرابطين في جبهة نهم-: إن جبهة نهم كانت حساسة جِـدًّا جداً، وكان العدوّ يظهر هذه الجبهة حتى في المفاوضات السياسية ويُمَني نفسه بالدخول إلى صنعاء”، مُشيراً إلى أن الكثير من الإعلاميين الأمريكيين والصهاينة والمرتزِقة وصلوا إلى جبهة نهم وخططوا، وقُتل الكثير من قادة ألوية العدوّ في نهم خلال هذه العملية المباركة.

ويواصل أبو محمد المراني حديثه قائلاً:

“أنا أعتقد أن الجهد المبذول في جبهة نهم، لم يُبذل في أية جبهة أُخرى، كان المجاهدون هناك يعملون في الليل والنهار، وفي الهجوم وَالدفاع وفي التحصينات، وفي استهداف العدوّ؛ لأَنَّ العدوّ لا يمكن أن يبقي لك ثغرة لعدة أمتار في نهم، وَإذَا أبقيت ثغرة لمدة أمتار في نهم دون أن تحصّنها بالخطط الدفاعية، فالعدوّ يتسلل منها، لقد كانت جبهة نهم حساسة واستثنائية”.

ويؤكّـد المجاهد أبو محمد المراني أن المعركة بدأت بتوجيه من قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله ورعاه- ثم كانت الخطوة الثانية من قبل الإخوة المجاهدين من بقية المناطق، الذين رفدوا بقوات إضافية لتعزيز الوضع في نهم، لافتاً إلى أن المجاهدين استعانوا بالله وبتوجيهات القائد (أبو يونس)، حَيثُ تم تجهيز القوة البشرية معنوياً، وإقامة دورات لرفع المعنويات، والزوار، والتجهيز الفردي، إضافة إلى تجهيز المجموعات، والتجهيزات المصاحبة للعمل، وكان لهذا أثر كبير جِـدًّا جِـدًّا في معنويات واستبسال وأداء المجاهدين.

من جانبه، يقول المجاهد أبو عمار الحشحوش -أحد القادة الميدانيين في جبهة نهم-: إن العدوّ استخدم كُـلّ قواته وإمْكَاناته، حتى أنه استعان بخبراءَ أجانبَ من أمريكا والدول الأُورُوبية، في وضع الخطط والدراسة والاستطلاع، وهذا لاحظناه حتى كاميراتهم وتصويرهم، وكان عندهم اهتمام على أَسَاس أن يحدثوا اختراقاً من هنا أَو هناك في جبهة نهم.

ويؤكّـد الحشحوش أن رجال الله المؤمنين الصابرين الصادقين ضربوا أعظم الملاحم وكسروا نفسية العدوّ في أنه يقوم بأي تقدم، أَو أنه يحاول أن يحدث أي اختراق في نهم، وكانت اختراقاته بسيطة جِـدًّا، ولم يمض عليها إلا القليل حتى تتم استعادتها، وكان يحصل له قتلى وجرحى كثيرون، وأكثر قيادات العدوّ قُتلت في نهم، وأصبحت نهم مقبرةً لقيادات العدوّ، وهذه من نِعم الله سبحانه وتعالى.

ويضيف المجاهد أبو عمار الحشحوش:

“تصور أنه كان عندَ العدوّ ضمنَ المحاور والأولية ما يقارب 18 – 20 لواءً، ضمن الانتشار وضمن الجهوزية، مع عشرين كتيبة، معد لهم إعداداً كَبيراً على أَسَاسِ الضغط على أماكن الضعف وفق دراساتهم العسكرية، غير أننا كنا مستعدين، وكانت قواتُنا مهيأةً في الجوانب الإيمانية والتربوية والثقافية والعسكرية والتنظيمية والتشكيلية”.

ويؤكّـد المجاهد الحشحوش أن القيادات العسكرية للجيش واللجان الشعبيّة كانت مسؤوليتها تجهيز وتدريب القيادات، يعني من قائد السرية إلى قائد الفصيل إلى قائد المجموعة، وإعطاءَهم المهامَّ المناسبة، للتحَرّك والقتال في الجبال، وكيف يكون التعايش ضمن الحركة الجهادية وضمن التحَرُّك في الجبال وفي إطار التنسيق، ضمن التأمين الحماية وضمن الإعداد وتقسم القوة إلى مراحل.

ويوضح المجاهد الحشحوش أنه في تلك المراحل كان العدوّ بأعدادٍ كبيرةٍ جِـدًّا ينفّذُ المبادراتِ العملياتية الهجومية، في حين كان المجاهدون في خطورة تضاريس المنطقة يقومون بتحصين خط دفاعي قوي، مُشيراً إلى أن المرتزِق الخائن علي محسن الأحمر كان يقول بأنه سوف يضحي حتى ولو بمِئة آلية؛ مِن أجلِ التقدم من فتح الخط الأسفلتي، كي يستطيعوا الدخولَ إلى مشارفِ الخط الذي يخرج إلى طريق أرحب ويكون ضمن تلك الأماكن التي كان يأملُ أن لديهم حاضنةً فيها، لكن عندما رأوا المجاهدين بإيمانهم وثباتهم وصبرهم رأوا التأييدَ الإلهي، وتدمّـرت مدرعاتُهم وآلياتهم، فعاد يراجعُ أمورَه وينكسر ولم يتمكّن أن يتقدم إلا شيئاً بسيطاً في أرتاب كانت في الحيدرات وأشياء وهي تمثل أشياءَ بسيطةً جِـدًّا مقارنةً بإعداد وتجهيزات العدوّ ومساندة الطيران له.

 

تحصينات كبيرة للعدو

ويؤكّـد المجاهد أبو خليل القطابري -أحد القادة الميدانيين في جبهة نهم- أن إعداد العدوّ كان كَبيراً من حَيثُ العتاد والعُدة، حتى أنه دفع بأغلبِ قواته كاملة إلى هذه الجبهة، موضحًا أن جبهة نهم كانت حساسة للطرفين (المرتزِقة والمجاهدين)، حَيثُ كان العدوّ يستخدم استراتيجيات حين كان يسيطر على المواقع الحساسة في نهم، وكان كُـلّ سنة يعمل على تجديد وتخطيط في وقت معين، من حَيثُ أنه مثلاً إذَا ما استطاع أن يتقدم، ويأخذ مسافات كبيرة، يهتم ويجهز ويصعد في سنة كاملة؛ مِن أجلِ يتقدم ويسيطر على موقع، مثلما حصل في القتب، ومثلما حدث في تبة القناصين، وَمثلما حدث في يام.

ويبين المجاهد القطابري أن العدوّ كان محصناً بتحصينات كبيرة، ومعداً للمواقع حقه، وكان على مستوى (النوافذ) في بعض المتارس كان يستخدم لها زجاجاتٍ ضد الرصاص، يعني كان معداً للخط الدفاعي حقه أعداداً قوياً، مُشيراً إلى أنه بالنسبة للخنادق فقد كان العدوُّ يعدها إذَا جاء عليه مثلاً ضغطٌ في المستوى الأول، معه متارسُ خلفية بعدَها مباشرة، لأجل أنه يتنقل إلى ثلاثة مستويات، على مدى أربع سنوات وهو يقوم بذلك الإعداد والتحصينات، مستفيدا ًمن الخبرة التي استفادها خلال الحرب، يعني كان هناك أعداد قوي وكبير جِـدًّا.

ويوضح المجاهد القطابري أن المجاهدين درسوا الوضعَ العسكري للعدو في نهم، وبعدَ الدراسة أقاموا الناسَ على أَسَاس كيف استراتيجية العدوّ وتخطيطه، واستفادوا من خلالها، فقاموا بإعداد وتجهيز وتحضير لعملية كبيرة، بحيث أنها تشمل كُـلّ مديرية نهم، وكان التحضير والتجهيز على مسارين: الأول، تحضير للقوة البشرية من حَيثُ البناء لها وتأهيلها عسكريًّا وَثقافيًّا وإعدادهم لفترة ومرحلة معينة، ومن حَيثُ جمع المعلومات والرصد بشكل كامل هذه مرحلة التحضير والتجهيز.

من جانبه، يؤكّـد المجاهد ضيف الله المقراني (أبو ثائر) أن العدوّ كان يتمركز في مواقعَ استراتيجيةٍ كُبرى والتي كانت كلها تحت سيطرته، وكان محصَّناً، ولديه العتاد والعدة.

ويتفق معه في هذا الرأي العميد محمد عبد الله (أبو مهدي) والذي يؤكّـد أن العدوّ والمرتزِقة كانوا يسيطرون على أغلب المواقع الاستراتيجية في جبهة نهم، وأن قوات الجيش واللجان الشعبيّة كانوا حينها في وضعية “الدفاع”، لافتاً إلى أنه وبعد أن تمت السيطرة على مواقع العدوّ في عملية “البنيان المرصوص” اكتشفنا أن كُـلّ المواقع حقنا كانت تحت مواقع العدوّ.

ويضيف العميد أبو مهدي أن العدوّ: كان يسيطر على مواقع استراتيجية في (القرن والقتب ويام وفي أغلب المواقع المهمة).

وفي موضوع التجهيزات، يؤكّـد العميد أبو مهدي أنه تم التجهيزُ والإعداد لعملية البنيان المرصوص، حَيثُ دخل المجاهدون ورشاتٍ مسبقةً قبل بدء العملية، والكل كان مستفيداً من إيجابيات الورشة، وخَاصَّةً قوات الحرس الجمهوري وقوات العمليات الخَاصَّة في الجيش فقط، مُشيراً إلى أن الورشةَ شارك فيها الجميعُ من قائد اللواء إلى أصغر جندي، والكل كان في موقع واحد لإعداد خطة واستكمال التشكيل والتجهيز لبدء عملية البنيان المرصوص.

ويواصل العميد محمد عبد الله (أبو مهدي) بقوله:

“تم استكمالُ التشكيل والتدريب والتأهيل ووضعُ خطة للعملية وتحديد الأهداف، وتحديد أقواس الرماية وبعدها تحدّدت المهمة”.

 

تحويلُ مسارات العدو

وفي خضم إعدادات وتجهيزات العدوّ والمرتزِقة للسيطرة بالكامل على جبهة نهم وُصُـولاً إلى العاصمة صنعاء، كان المجاهدون يدرُسون الوضعَ جيِّدًا ويعدُّون الخططَ المناسبةَ للتصدي للعدو.

ويقول أبو ربيع المسعودي -أحد القادة الميدانيين في جبهة نهم-: إنه وبفضل الله وعَونه في هذه الجبهة وفي غيرها حوَّلنا مسار العمليات للعدو من عمليات واسعة المجال إلى عمليات ضيقة المجال، فمثلاً بدلاً عن أن يتقدم العدوّ في مسار يقدر بـ50 كيلو أَو 70 كيلو، حوّل المجاهدون جبهة نهم إلى كابوس بالنسبة للعدو، حتى وصل حالُ العدوّ بأن يحلم بالتقدم في مترس واحد.

ويشير المسعودي إلى أن العدوَّ كان يحشُدُ كُـلَّ قواه ومرتزِقته، ويأتي الطيرانُ ليساندَه لكنهم يفشلون في الوصول إلى المترس، ولهذا حوّل المجاهدون الاستراتيجية للعدو، وجعلته يفقدُ زمامَ الهجوم مهما كانت التضحيات، مؤكّـداً أن العمليةَ كانت مع بدايتها سريةً للغاية، حتى أن بعضَ المجاهدين وبعضَ الأقسام وأغلب الكتائب ما عرفوا أن هناك عمليةً أبداً، حتى أنه كان المسارُ الحقيقي للعملية هو التفافاً ناجحاً حتى نصلَ إلى مفرق الجوف أَو إلى ما خلف سلسلة جبال قرود، فبفضل الله وعونه عندما قرّرت القيادةُ قراراً عملياتياً هجومياً وفي فترة وجيزة، كانت وحدةُ المعلومات والاستطلاع، قد تمت كُـلُّ التجهيزات وكل الدراسات عن منطقة العمليات وقدمتها للإخوة في الأقسام والمحاور على أَسَاس دراسةِ الوضع والعملية الهجومية وما يتخللها من إسنادٍ وقوةٍ بشرية واحتياجات لوجستية.

ويؤكّـد هذا الطرحَ أَيْـضاً المجاهد أبو يحيى الشرفي -أحد القادة الميدانيين في نهم-، حَيثُ يقول: “في نهاية 2018م، أي قبل عملية البنيان المرصوص بما يقارب العام، كان العدوّ يحاول ويبذل كُـلّ ما في وسعه لأن يتقدم شبراً واحداً؛ لأَنَّ الشبر في جبهة نهم مثل كيلو في بقية الجبهات”.

ويشير المجاهد الشرفي، إلى أنه وقبل عملية “البنيان المرصوص” كان هناك تخطيطٌ جيدٌ من ناحية التخطيط، وتحديد المسارات، موضحًا أنه جاءت توجيهاتٌ من القيادة العليا لدراسة منطقة عمليات البنيات المرصوص بشكل عام، وتم تحديدُ المسارات من جهة القيادة، لكن أثناءَ تحديد المسارات إلى مفرق الجوف، تفاجأنا، يعني لنا مدري كم، وكان أملنا أننا نتقدم مدري كم في بعض المناطق وكذا لنا خمس سنوات، فما كنا مستوعبين أننا ندخُلُ إلى تلك المنطقة (مفرق الجوف)، لكن كان بفضل الله كان أول ما تمت دراسة منطقة العمليات وتحديد المسارات، قبل العملية بحوالي شهر، تم دراستُها وكان هناك سريةٌ عالية، من ناحية الدراسات ومن ناحية العمليات بشكل عام، بدأت الدراسةُ وكذا لمدة عشرة أَيَّـام، وكان هناك سرية عالية جِـدًّا.

وقبل عملية البنيان المرصوص، كان العدوانُ والمرتزِقة وفقاً لما تضمّنته الدراساتُ العليا من الأمريكيين والصهاينة والبريطانيين والسعوديين والإماراتيين يعتقدون أن قواتِ الجيش واللجان الشعبيّة لن تستطيعَ أن تهاجمَ إلا بقوة ما بين 13 فرداً إلى 120 فرداً، لكن وفي عملية نصر من الله وعملية النبيان المرصوص، تفاجأ العدوُّ -والكلام للمجاهد طارق الشريف أحد القادة الميدانيين في جبهة نهم-.

وعلى الرغم من أن العدوّ قد أعدَّ بعد عملية “نصر من الله” مباشرةً، وجهّز الألوية، وأراد أن يزحَفَ على المجاهدين في نهم إلا أن أبطالَ الجيش واللجان الشعبيّة كانوا على جاهزيةٍ كبيرة.

ويقول طارق الشريف: بعد عملية “نصر من الله” في وادي آل أبو جُبارة كان المجاهدون على يقينٍ بأن العدوّ سيتجهُ صوب جبهة نهم؛ ولهذا ضغط العدوّ بزحوفاته على تبة “الكعكة”، لكن ألطافَ الله سبحانه وتعالى ورعايته للمجاهدين كانت فوق ما يتخيله الناس.

من جانبه، يؤكّـد المجاهد جبران الداعي -أحد قادة جبهة نهم الميدانيين- أن العدوّ كان يجهِّزُ للزحف الكبير قبل عملية البنيان المرصوص، غير أن المجاهدين كانوا مستعدِّين وتمكّنوا من صدِّ الزحف، لكنه عاد في اليوم الثاني، فجاءت توجيهاتٌ للمجاهدين بالبدء بالعملية في القرن والفرضة ويام وغيرها من الأماكن.

ويشير المجاهد عقيل اللبلوب -أحد القادة الميدانيين في نهم- إلى أن العدوَّ قبل عملية البنيان المرصوص كان على استعدادٍ للهجوم على “الكعكة”، وهجم ليومين، لكن وبفضل الله تم التصدي له، ولم يمضِ سوى يومين حتى بدأت عملية “البنيان المرصوص”.

 

ما قبلَ انطلاق العملية

ويقول المجاهد أبو هدى ذويب: بدأت قبلَ المولد النبوي -على صاحبه وآله أفضل الصلاة والتسليم-، حَيثُ نزل المجاهدون إلى طَوق صنعاء والمديريات للحشد، وَتجاوب المشايخ، من مديرية بني مطر والحيمة الداخلية والحيمة الخارجية، وهمدان وبلاد الروس، وسنحان وغيرها من مديريات طوق صنعاء، وبدأ الناسُ بالتوكل على الله، واستشعار المسؤولية واللجوء إلى الله، والتمسُّك بالقيادة ممثلةً بالسيد القائد عبدالملك الحوثي -حفظه الله ورعاه-.

ويقول المجاهدُ ساجد الغري -أحد القادة الميدانيين في جبهة نهم-: “كنا نعلم بأن هناك عمليةً مقبلة، ولكن وهذه شهادةٌ لله وللتاريخ، بأن السريةَ التامةَ والكبيرة جِـدًّا هي التي طغت على الموقف، وبذلك أعتقد أنها كانت من أَهَمِّ أسبابِ نجاح هذه العملية (السرية الكاملة) التي لم تكن إلا لدى القيادات المعنية”.

ويضيفُ المجاهد الغري قائلاً: “بالنسبة للتجهيزات التي جُهِّزَت لها والاستعدادات فقمنا بتوجيهٍ من قيادة المنطقة، بإدخَال أعدادٍ من الأفراد بدورةِ مسارات تجهيز استعداداً للعملية”.

 

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا