جرائم التوحش في اليمن والبحرين.. أمريكا رأسُ العدوان
|| صحافة ||
يعاني الشعبان اليمني والبحريني منذُ سنوات كثيرةٍ ويلاتِ العدوان والتدخل السافر في شؤونهما الداخلية من قبل أمريكا التي تحَرّك أدواتِها في المنطقة -النظامين السعودي والإماراتي- لتنفيذ هذه المهمة.
وعلى مدى عشر سنوات مضت، لا يزال الأحرار في البحرين يحملون مشاعل الثورة على أكفهم، وهو يصارعون النظام القمعي وقوات الاحتلال السعودي والإماراتي لنيل الحرية، مُصرين على أن يسلكوا طريق الحرية وإن كانت محفوفةً بالمخاطر والآلام، وأن ينهجوا طريقَ الثورة وإن كانت قانية اللون، وأن يفكوا قيودَ العبودية وإن كانت السجون بانتظارهم.
أما اليمنيون فقصةُ كفاحهم وصمودهم في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي فاقت كُـلَّ التوقعات، وأصبحت ثورتهم ملهماً لكل أحرار العالم، يستمدون من اليمنيين العزم والإرادَة الصلبة، والإصرار على الحرية، والانتصار للمبادئ والقيم الفضيلة.
عدوانٌ مشتركٌ واستهدافٌ مباشرٌ
ويؤكّـد القائم بأعمال وزارة حقوق الإنسان، علي الديلمي، أن جرائم النظامين السعودي والإماراتي لا يمكن حصرها، فهي كثيرة ومتعددة، لافتاً إلى أنهما يستندان على أمريكا وينفّذان كُـلَّ مخطّطاتها ليس في المنطقة فحسب، وإنما في دول عدة، حتى وصل إجرامُهما إلى الأسر الفقيرة في غابات إفريقيا، حَيثُ تعملان على تمزيق النسيج الاجتماعي هناك.
ويصحّح الديلمي بعضَ المفاهيم الخاطئة، فيؤكّـد أن السعودية والإمارات ليستا دولتين استعماريتين كما يعتقد البعض، وإنما هما أدوات لأمريكا والدول الاستعمارية الكبرى، مُشيراً إلى أن الدول الكبرى كانت في الماضي هي من تقوم بالغزو والاحتلال للشعوب العربية والإسلامية وهذا كان يسبب لها خسائر كبرى، ولهذا تستعين الدول الكبرى بالسعودية والإمارات لتنفيذ كُـلّ مخطّطاتها في المنطقة.
ويؤكّـد الديلمي أن الشهيد جار الله عمر كان يعتبر البحرين واحدة من أهم المراكز العربية، ولهذا تم استهدافها مباشرة أرضا وشعبا، مواصلا حديثه بالقول: “هناك ثورة وحراك كبير في البحرين تمكّن من أن ينتزع دستور وانتخابات حرة، ولهذا انقلبت عليه السلطة الحاكمة وتكالبت علية التدخلات الخارجية، مؤكّـداً أن غالبية الذين تتم محاكمتهم من أحرار البحرين عن طريق النظام القمعي هم أطفال ونساء وكبار في السن، ومن بينهم الناشط نبيل رجب وعبدالهادي الخواجة والذي لايزال في السجن بعد أن حكم عليه بالسجن ٢٠ سنة؛ بسَببِ أنه خرج في مظاهرة يطالب بالتغيير في البحرين وبتغيير المراجع وبرامج الانتخابات وخروج القوات الأجنبية المحتلّة (درع الجزيرة) التي هي مرتبطة بالسعودية والإمارات وهذا الدرع خليط من الباكستانيين والسعوديين والإماراتيين وعلى أَسَاس أنه الجيش الوطني للسعودية الذي دمّـر البحرين.
ويشير الديلمي إلى أن معاناة البحرين واليمن واحدة، فالسعودية والإمارات تشتركان في عدوان غاشم للعام السادس على التوالي، وهم ينتهكون حقوق الإنسان ويعتدون على المدنيين الأبرياء، موضحًا أن هناك تقارير دولية وأممية كثيرة تحدثت عن الجرائم في اليمن وكذلك الجهات الخَاصَّة بالأمم المتحدة، حَيثُ حصلوا وبجهود كبيرة على التقارير الأممية، إضافة إلى أننا نسمع تنديدا بالجرائم سواء في اليمن أَو البحرين ونسمع تنديدات دولية وأصوات غامضة وبيانات كثيرة ونسمع بتشكيل لجان لكن عندما نأتي إلى موضوع الإجراءات نجد أن الموضع غائب كليًّا وهنا تكمن المشكلة.
ويضيف الديلمي أن ما يحدث من تدخل سافر في البحرين وَاليمن وَليبيا وَسوريا وتونس والعراق وفي الكثير من العالم العربي والإسلامي دليل كاف على الجرائم، حَيثُ يجمعون المرتزِقة ويدفعون المال ويتحَرّكون بكل طاقاتهم لانتهاك الإنسانية وارتكاب أكبر الجرائم وهذا؛ بسَببِ التواطؤ الدولي والغياب الكلي عن الإجراءات والذي بحد ذاته يعتبر جريمة ولا بُـدَّ من فضحها بشكل كامل ومستمر، لافتاً إلى أن المنظمات التي لا تزال الصوت الإنساني لحقوق الإنسان يجب أن تركز على هذه النقطة نقطة التواطؤ الدولي.
ويرى الديلمي أن التواطؤَ الدولي هو أخطر الحلقات في الجرائم التي ترتكب ومنها جريمة الرقَّاص التي ارتكبها العدوان بحق رئيس اتّحاد الإعلاميين عبد الله علي صبري وأسرته، داعياً إلى التركيز على هذه الجريمة وعلى جريمة التواطؤ الدولي وعلى قضايا معينة منها عدم الإفلات من العقاب مشدّدًا على ضرورة إعداد الملفات بالألية الدولية وإيجاد كتلة للمناصرة وللتضامن المشترك، وأن يكون العمل والأنشطة والتنسيقات مشتركة وهذه الكتلة يمكن أن يكون لها أثر كبير.
ويعلن الديلمي تضامنه الكامل الإنساني والحقوقي لرفع المظالم والجرائم التي تحدث للشعب البحريني يوميًّا وأسبوعيا وشهريا، مطالبا الدول العظمى للقيام بواجبها وتنفيذ الاتّفاقيات والمواثيق التي وقعت عليها.
قفازات قذرة
ويؤكّـد الكثير من أحرار العالم على أهميّة التضامن مع مظلومية الشعبين اليمني والبحريني، والتحَرّك لإنقاذهما من التوحش الأمريكي والصهيوني والسعودي والإماراتي.
ويقول المدير التنفيذي بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية اليمني الأُستاذ عبدالعزيز أبو طالب، أن هذا التضامن مهم جِـدًّا؛ لأَنَّه يساند الشعوب الحرة للتطلع إلى نيل الحرية والكرامة والمساواة، مُضيفاً أنه عندما تثور الشعوب فَـإنَّ مطالبها تكون محقة ومشروعة، رغم أن هذه المطالب تنصدم مع مواقف الأنظمة التي لا تقبل بها وتعتبر أنها مهدّدة لبقائها ووجودها.
ويستذكر أبو طالب في الذكرى العاشرة لثورة الرابع عشر من فبراير 2011م البحرينية اللحظات التي قرّر فيها الشعب البحريني أن يرفع فيها صوت الحق في مواجهة الباطل ويرفع سوط الجلاد عن ظهره المثقل بالجراح، وأن يأخذ على يد الظالم ليتوقف عن بغيه وظلمه، وأن ينعم بالحرية والمساواة والكرامة التي كفلتها جميع الشرائع السماوية والسنن التاريخية والمعاهدات الدولية.
ويزيد أبو طالب قائلاً: نشاهد أن النظام البحريني العميل للصهاينة قد مارس بحق الشعب البحريني أبشع أنواع القمع الذي مورس بحق أيٍّ من الشعوب من القتل والمحاكمات الظالمة والأحكام الجائرة وقتل المتظاهرين حتى القاصرين من الأطفال لم يسلموا من أحكام الإعدام والسجن المؤبَّد، لافتاً إلى أنه وخلال الأسبوع هذا تم اختطافُ أطفالٍ كانوا يحرقون النفايات من قبل النظام البحريني بتهمة أن هذه العملية تهدّد أمن النظام، كما تم إسقاط الجنسيات عن كثير من أبناء الشعب البحريني فيما يتم منح الجنسيةُ لبلاطجة ومرتزِقة قادمين من الشرق والغرب لتغيير الموازين الديموغرافية للشعب البحريني الأصيل ومقاومته التي تمثل معظم أبنائه وأغلبيته الساحقة.
ويؤكّـد أبو طالب أنه وبمُجَـرّد انطلاق ثورة الشعب البحريني سارع النظامان السعودي والإماراتي إلى قمع تلك الثورة، حَيثُ أرسل النظام السعودي قواته بعد شهر من انطلاق الثورة لمحاصرة الثوار في دوار اللؤلؤة وفك الاعتصام بالقوة واقتياد الأحرار إلى السجون والحكم عليهم بالإعدام والأحكام المؤبدة المخالفة لكل قوانين العالم، موضحًا أنه لم يكن وقوف النظامين السعودي والإماراتي من باب نُصرة الحق والمظلومين بل مناصرة للظالم والطاغية ومناصرة للقمع والديكتاتورية، ووأد أيةِ محاولة لإيقاظ الشعوب المخدرة في نجد والحجاز وإمارات الخليج الأُخرى، مؤكّـداً أن سيدهم الأمريكي والصهيوني عَهِدَ إليهم بقمع الثورة والزج بأبناء البحرين الأحرار في السجون ونفي البعض منهم وإسقاط الجنسيات عن الآخرين في ممارسات لم يشهدها بلد آخر، حَيثُ استخدم الأمريكي والصهيوني قفازات قذرة (السعودي والإماراتي) بتنفيذ هذه المهمة ابتداء من الشعب البحريني وبعدها بسنوات بحق الشعب اليمني الذي يعاني من عدوان غاشم وحصار خانق يدخل عامه السابع.
ويشير أبو طالب إلى أن واحديةِ المظلومية بين الشعبين اليمني والبحريني تقابلها واحديةُ المصدر في الظلم والسبب في المعاناة وهما النظامان السعودي والإماراتي اللذان أعلنا عن وقوفهما الصريح ضد تطلعات شعوب المنطقة التواقة للحرية والحقوق والمساواة ضد الأنظمة الاستبدادية المتشابهة معها في طبيعة الحكم وأُسلُـوبه ليس حباً في آل خليفة ولا في زمرة الفنادق، بل خوفاً على أنظمتهم الهشة التي لا تحتمل أية صدمة داخلية وتعيش على الحماية الخارجية؛ لأَنَّها لا تستند إلى تأييد شعبي مطلقا وهذا ما يفسر لجوء تلك الأنظمة للقمع والممارسات المخالفة للقوانين والشرائع والمعاهدات وترتكب أية جريمة في سبيل الحفاظ على أنظمتها العميلة والقائمة على حساب أرواح الملايين من المواطنين في الشعوب، مؤكّـداً الالتزام بما قرّره قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظة الله- من أن المعركة ضد الاستكبار واحدة ولا يجب تجزئتها، داعياً إلى وقوف كُـلّ أحرار العالم إلى جانب ثورة الشعب البحريني حتى ينال حريته وحقوقه ويُرفع عنه الظلم ويتم إطلاق جميع الأسرى والمعتقلين وإعادة الجنسيات لأهلها ووقف كُـلّ ممارسات بحق الشعب البحريني المظلوم.
جرائمُ يندى لها الجبين
وخلال السنوات الماضية، ارتكبت أمريكا عبر أدواتها في المنطقة (السعودية والإمارات) جرائمَ كثيرة ومروَّعة بحق الشعبين اليمني والبحريني.
ويؤكّـد الناطق باسم الحركة الحقوقية والحريات (حق) البحرينية، عبدالغني الخنجر، أن الجرائمَ التي تُرتكب بحق الشعبين اليمني والبحريني من قبل الجيش السعودي سواء عبر دخول ما يسمى درع الجزيرة إلى البحرين أَو ما يسمى تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن فَـإنَّها جرائم يندى لها الجبين.
ويشير الخنجر إلى أن النهج السعودي الوهَّـابي ما هو إلَّا النهج الذي يصدر الانحرافات إلى دول العالم، والنهج الذي يرعى المنظمات الإرهابية والتكفيريين في العالم، مؤكّـداً أن هذا الجيش عبارةٌ عن أدَاة تتبع القوى التكفيرية الإرهابية المجرمة التي تقتل بشكل منظم مدعومة وبالوكالة عن أمريكا.
ويستغرب الخنجر من الصمت الأممي إزاء جرائم أمريكا المتوحشة في اليمن والبحرين، مشيراً إلى أن مجلس الأمن قد سقط سقوطا أخلاقيا مدويا حين لم يتمكّن من إيقاف العدوان على الشعب اليمني الشعب العربي المسلم الأصيل، الشعب الذي يريد أن يحكم بلاده بنفسه، الشعب الذي يريد أن يقطع اليد الصهيونية الأمريكية من التدخل في شؤونه الداخلية؛ ولأجل أن يحقّق هذا هدف الاستقلال اضطر إلى أن يصمد في وجه عدوان دمّـر وقتل الآلاف من المدنيين، ودمّـر البنية التحتية، لافتاً إلى أن كل هذه الجرائم التي ارتكبت في اليمن هي جرائمُ برسم المجتمع الدولي الذي يصرخ اليوم والولايات المتحدة تتنصل من جرائمها وتقول إنها تتوقف عن دعم العدوان على اليمن بعد أن قتلت الشعب اليمني ودمّـرت اليمن.
ويشير عبدالغني الخنجر إلى أن جيشَي النظام السعودي والإماراتي المرتزِق اللذين استدعاهما النظامُ الخليفي وجعلهما يتدخلان في شؤون البحرين قد قتلا أبناء البحرين العزل في الشوارع وهاجما المناطق والقرى وأحرقا البيوت وهدما المساجد واعتقلا النساء الحسينيات، وهذه الجرائم تعتبر جرائم حرب بحق الإنسانية ولا بُـدَّ أن يعاقب عليها النظام سواءٌ أكانوا الصهاينة الأمريكان أَو أية دولة وقفت مع هذا العدوان على اليمن ومن ملاحقة الجناة والتذكير بجرائمهم الوحشية.
ويتساءل الخنجر: هل حقّق النظام البحريني الاستقرار بجلب قوات «طائفيّة أجنبيّة» إلى البلاد لسحق ثورة الشعب البحرينيّ؟ وهل قضى على مطالبات الشعب، خَاصَّة وأنّه بعد عشر سنوات من القمع والسجون والانتهاكات، بات الشعب متمسّكًا أكثر من ذي قبْل بالنضالِ والمقاومة المشروعة لكلّ مشاريع النظام التدميريّة في البحرين، وأصبح أكثر إصراراً على رفض الظلم والاستبداد.
وإزاء هذه المعاناة للشعبين البحريني واليمني، فَـإنَّ المعوَّلَ على أحرار العالم هو المساندة والدعم الكبير حتى لا تذهب نضالات الثوار سدى.
ويقول مسؤولُ مِلف اليمن بمعهد الخليج للديموقراطية وحقوق الإنسان، صدام القفيلي: إن المعهدَ لم يتوقف يوماً عن تبني جرائم العدوان الأمريكي السعودي تحديداً من مارس 2015 م في كُـلّ المحافل الدولية، مُشيراً إلى أن المعهد عمل على مواكبة الأحداث ورصد كافة الانتهاكات والجرائم التي ارتكبها العدوان في اليمن، كما نفذ المعهد عدداً كبيراً من الأنشطة لمناصرة تلك الجرائم والانتهاكات، وعرضها على الرأي العام الدولي والمتمثلة في إصدار التقارير الحقوقية ومراسَلة الحكومات الأُورُوبية لرفع شهادات لبيع الأسلحة لدول العدوان وتنفيذ عدد من الوقفات الاحتجاجية ونشرها على أوسع نطاق خُصُوصاً أمام لمجتمع الدولي بتنسيق مع المنظمات الدولية الحقوقية غير الحكومية.
ويؤكّـد القفيلي أننا وفي الذكرى العاشرة لثورة الشعب البحريني لن ننسى مختلف الجرائم والانتهاكات التي مارسها النظام القمعي بمختلف أشكالها على الشعب البحريني إبان ثورته التي انطلقت في 14 فبراير 2011م تحت غطاء ما يسمى (درع الجزيرة)، وامتداداً من تلك الأساليب في قمع الشعوب انطلقت شرور ذلك العدوان باتّجاه اليمن في مارس 2015م ليمارس كافة أشكال الجرائم والانتهاكات، بدءاً بالغارات الجوية باتّجاه المدنيين ومقدراتهم العامة والخَاصَّة وفرض الحصار الشامل على كافة منافذ اليمن البرية والبحرية والجوية التي ارتكبت فيها خلال ست سنوات مختلف الجرائم، بما فيها تلك الجرائم الأشد خطراً، وفق مواثيق الجانب الإنساني.
ويطالب القفيلي كُـلَّ الشعوب الحرة الباحثة عن الاستقلال والساعية إلى تحقيق العيش الكريم وتواجه عدواً واحدا لقمع آماله وتطلعاته إلى عدم الاستسلام، بالعمل بجدية لمناهضة هذه المشاريع حتى يتحقّق لها الانتصار.
جيوشٌ أجنبيةٌ تقتل الشعوب
لقد بلغت الوقاحةُ الأمريكية إلى مستويات فجة، حَيثُ أوعزت إلى أدواتها بالجوء إلى الخيار العسكري، ضد ثورات الشعوب التواقة إلى الحرية، لا سِـيَّـما في اليمن والبحرين.
ويقول رئيسُ مؤسّسة الشرق الأوسط للتنمية وحقوق الإنسان، عبدالله علاو: إن هناك خصائصَ ميَّزت ثورة الشعب اليمني 21 سبتمبر بشكل عام وكذلك ثورة الشعب البحريني بشكل خاص في الذكرى العاشرة عن باقي ثورات الشعوب ومن هذه الخصائص مظلوميتها، حَيثُ أتهمت بأبشع التهم من قبل جهات كان من المنتظر أن تكون نصيراً للثورة، ولكنها انساقت وراء دوافع طائفية وكذلك سلميتها وحضارتها.
ويؤكّـد علاو أنه وعلى الرغم من كُـلّ محاولات النظام الخليفي الطائفي المستبد دفع الثورة والثوار البحرينيين لانتهاج العنف بعد أن أغلق جميع النوافذ عن الرأي العام حتى في حدوده الدنيا إلَّا أن هناك خصائص إضافية انفردت بها ثورة الشعب البحريني عن باقي الثورات، حَيثُ تم ولأول مرة الاستعانةُ بجيوش مرتزِقة من دول أُخرى لقمع المسيرات والتجمعات السلمية لأبناء الشعب البحريني، ما اضطر النظامُ الخليفي إلى استدعاء الجيشين السعودي والإماراتي والصهيو أمريكي لاحتلال البحرين ليرتكبا أكبر الجرائم بحق الشعب البحريني أمام مرأى ومسمع العالم.
ويواصل علاو قائلاً: ولهذا انهارت الأنظمة في أغلب الدول العربية برغم القمع المفتوح على كُـلّ أنماط القتل والتعذيب والاستباحة للشعوب، حتى التي لم تسقط مباشرةً ظلت مترنحةً ولم ينقذها سوى التدخل الخارجي الاستئصالي الذي استهدف كتلا اجتماعية وسياسية بدون مراعاة للقوانين الدولية والأعراف والقيم الإنسانية.
ويوجه علاو -وهو كذلك ناشط حقوقي- رسالةً من صنعاء للشعب البحريني قائلاً: نحن من العاصمة صنعاء نثمن شجاعة وعزم وصبر الشعب البحريني الذي لم يَحِدْ عن الخطة السلمية ولم يستسلم ويتراجع عن مطالبه، ونعلن تضامننا معهم، ونحث السلطات البحرينية على سحب القوات السعودية الإماراتية من البحرين، ووضع حَــدٍّ للانتهاكات التي ترتكب بحق الشعب البحريني، والإفراج عن جميع سجناء الرأي والمحكومين على خلفيات وتهم سياسية، وندعو إلى حوار وطني مع القوى المعارضة لبحث حلول للخروج من الأزمة، وإسقاط جميع التهم بحق زعماء المعارضة وإطلاق سراحهم فورًا دون قيد أَو شرط.
صحيفة المسيرة