العيون قد تحمل أدلة مبكرة على الإصابة بالزهايمر وباركنسون
موقع أنصار الله – صحي– 18 رجب ١٤٤٢هـ
كشفت دراسة جديدة أن التغييرات، التي تطرأ على شبكية العين قد تنذر بمرض الزهايمر وباركنسون.
ويقول الباحثون إن صورة عينك يمكن أن تقيِم مخاطر الإصابة بمرض التنكس العصبي في المستقبل، بحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.
وفسر معدو الدراسة أن شبكية العين المنبثقة من الدماغ تحتوي أثناء التطور الجنيني على طبقات من الخلايا العصبية، التي يبدو أنها تعاني من أمراض التنكس العصبي جنبا إلى جنب مع أبناء عمومتها داخل الجمجمة، بحسب قولهم.
وبينوا أن هذه الخلايا العصبية في شبكية العين تعيش وتموت، على عكس الجسم الزجاجي الهلامي لمقلة العين.
وابتكرت مايا كورونيو حموي، وهي عالمة الأعصاب وأستاذة جراحة الأعصاب وتدرس التدخل المبكر لمرض الزهايمر وعلاجه في مستشفى سيدارز سيناء، مع فريقها تقنية لتصوير اللويحات المرتبطة بمرض الزهايمر في الخلايا العصبية الشبكية للمرضى الأحياء الذين يعانون من ضعف إدراكي خفيف، وذلك بتكلفة تبلغ حوالي 285 دولارا للفحص، وهذه التقنية لا تتطلب سوى معدات طب العيون المعدلة والكثير من نكهات الكاري.
ويقوم المرضى الذين يستعدون لفحص شبكيتهم بطريقة كورونيو حموي بوضع مخفوق البروتين مع الكركمين، وهو المركب الطبيعي الذي يعطي الكركم لونه ونكهته وهو أساسي في الكاري.
ويحتوي الكركمين على انجذاب شديد لبروتين “أميلويد بيتا”، الذي يتكون من لويحات مرض الزهايمر، وربط العلماء بروتين “أميلويد بيتا” الشبكي بتقليل الدرجات في الاختبارات المعرفية، وزيادة اللويحات في الدماغ وانخفاض حجم الحُصين وهو مركز ذاكرة الدماغ.
وتعتبر تقنية مايا كورونيو حموي لفحص الشبكية من أجل الكشف عن مرض باركنسون متطورة للغاية بالمقارنة مع تقنية، روجو فانغ، وهي مهندسة طب حيوي تبحث في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الصحة والطب.
وتستخدم فانغ مع وزملائها في جامعة فلوريدا كاميرا لدراسة قاع العين، وهي عبارة عن ملحق لهاتف “آيفون” بحجم الكتاب، تلتقط صورا عالية الدقة للأوعية الدموية المجهرية في مؤخرة العين، وذلك لأن التغيرات التي تطرأ على الأوعية الدموية في الدماغ من سمات مرض باركنسون والزهايمر، إذ يساهم الحرمان من الأكسجين في الموت المبكر للعصبونات، وهناك دليل قوي على أن الأوعية الدموية في شبكية العين تعكس هذه التغيرات.
وتشير النتائج الأولية إلى أن خوارزميات الكمبيوتر قادرة على استخدام صور قاع العين هذه للتمييز بين مرضى باركنسون وعناصر التحكم الصحية بدقة تصل إلى 70%.
لكن لا تشكل تلك الطريقتان في فحص شبكية العين مرشحين مثاليين للكشف عن مرض الزهايمر وباركنسون، إذ أن بروتين “أميلويد بيتا” يتراكم في الدماغ السليم مع تقدم العمر، ويظل العديد من الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع نسبة الأميلويد بيتا طبيعيين من الناحية الإدراكية، كما أقر كورونيو حموي.
كما أشارت فانغ إلى وجود تغيرات في الأوعية الدموية في عدد لا يحصى من الحالات الأخرى، منها اعتلال الشبكية السكري، وهي حالة في الرؤية تحدث عندما يسد ارتفاع السكر في الدم الأوعية الدموية إلى الشبكية، وإصابات الدماغ المؤلمة.
وفيما يعتبر رون بيترسن، مدير مركز أبحاث مرض الزهايمر في “مايو كلينيك” ودراسة “مايو كلينيك” للشيخوخة أن تحديد أي من هذه المؤشرات الحيوية في شبكية العين لا يعني أن المريض سيصاب بمرض الزهايمر أو باركنسون بالكامل خلال حياته، إلا أنه يرى أنه يجب اعتبار ان هذه المعلومات علامة تحذير – مثل ارتفاع مستويات السكر في الدم – التي تحث الطبيب والمريض على توخي الحذر من التغييرات الأخرى.
في حين أن العلماء الذين يطورون اختبارات الدم لمرض الزهايمر وباركنسون يستمرون في الحصول على “نصيب الأسد” من تمويل الأبحاث، فإن فحص الشبكية قد يكون غير منتشر بشكل واسع وغير مكلف.
ويمكن أن يمنح اكتشاف العلامات التحذيرية لمرض التنكس العصبي في وقت مبكر المرضى مزيدا من الوقت للتخطيط للمستقبل، سواء كان ذلك من خلال اتخاذ ترتيبات تقديم الرعاية أو قضاء المزيد من الوقت مع العائلة.
وعلى المدى الطويل، يأمل الباحثون أن تؤدي القدرة على ملاحظة تغيرات الدماغ قبل بدء الأعراض في النهاية إلى نجاح العلاجات المبكرة في إبطاء أو إيقاف تقدم مرض باركنسون ومرض الزهايمر، وذلك نظرا لعدم توفر مثل هذا العلاج حاليا.
المصدر: وكالات