للحماقة وجوهٌ كثيرة!
موقع أنصار الله || مقالات || الشيخ عبد المنان السنبلي
واللهِ لقد خَبِرْت الحَمِيرَ وعرفتُ طباعَها وأنواعَها ومدى تحملها وصبرها على الأذى إلا أنني ومع ذلك كله لم أعهدْ في حياتي حميراً أَو أشباهَ حمير كأُولئك الخليجيين الذين يطلون مِن على الشاشات يناقشون ويحللون المِلف اليمني!
بالله عليكم بعد أكثرَ من خمس سنواتٍ من العدوان والقصف والقتل والتدمير يطلُّ علينا بعضُ هؤلاء الحمير في أكثرَ من قناةٍ تلفزيونيةٍ وأكثرَ من حوارٍ متسائلين: أين الشعب اليمني؟ وأين القبائل اليمنية العصية الأصيلة؟! ولماذا لا يثورون وينتفضون ضد الحوثي ولماذا ولماذا…؟!
هل رأيتم أغبى من هكذا حمير أَو أشباه حمير؟!
يعني (يحسسوك) وكأنَّ (أنصار الله) الحوثيين قد جاءوا محتلّين من عالمٍ آخر أَو من فضاءٍ خارجي وكأن مقاتليهم أَيْـضاً يتكاثرون ويتناسلون تلقائياً أَو وفقاً لنظرية التطور الذاتي (لداروين) أَو شيئاً من هذا القبيل!
لا.. وفوق هذا تجدُ من متابعيهم مَن يتساءل مثلهم أَيْـضاً أين الشعب اليمني وأين القبائل وأين وأين…؟!
كل أُولئك كوم طبعاً وذلك (الشليمي) لوحده كوم، فتجده (يحسسك) دائماً في مداخلاته وحواراته كما لو أنه وصيٌ أَو مندوبٌ مفوضٌ سامٍ على اليمن وهو في الأصل بالكاد يملك لنفسه الهُــوِيَّة الكويتية فهو وكما تعلمون لايزال واحداً من جماعة (البدون) الغير معترف بهم رسميًّا هناك في الكويت.
أما ذلك المدعو فيصل القاسم صاحب (الجزيرة) فحكايته حكاية، فهو وقناته يسيرون دائماً بحسب اتّجاه الريح، فتارةً تجده شمالياً شرقياً وتارةً أُخرى تجده جنوبياً غربياً عكسيا، وأما فمه فلا يقطر في كُـلّ الأحوال إلا السخف وتافه القول!
على أية حال..
أعرف أنه من الحماقة أن أشغل نفسي كَثيراً بتتبع نهيق مثل هكذا بهائم أَو أشباهها أَو أن أعطيها أي اهتمام يذكر، إلا أنني في الوقت نفسه أجد نفسي مطالباً دائماً بالتصدي لكل ناعقٍ وناهق ولجم فمه مهما صغر شأنه أَو شأن حديثه خَاصَّة إذَا ما كان الحديث يدور عن اليمن العظيم.
قال أين الشعب اليمني.. قال؟!
إن لم يكن الشعبُ اليمني وقبائلُه الصامدةُ الأبيةُ والعِصيةُ على الغزو والاحتلال هم من يقاتلونكم اليوم، فمن الذي يقاتلكم يا (هوام) الأرض؟!
وهل يستمد الحوثيون صمودَهم وقوتهم بعد الله سبحانه وتعالى إلا من الشعب وقبائله الشجاعة الصامدة ومخزونها البشري الضخم يا (دواب) الأرض؟!
الشعبُ الذي تتحدثون عنه وتريدونه أن ينقلبَ على نفسه يا حثالةَ البشر هو ذاتُ الشعب الذي قصفتموه وقتلتموه جبناً وحقداً، وهو ذاتُ الشعب أَيْـضاً الذي عجزتم عن إقناعِه وتأليبِه على نفسه ووطنه قد أصبح اليوم أكثر وعياً وإدراكاً من ذي قبل لمخطّطاتكم ومؤامراتكم عليه ثم تريدون منه بعد كُـلّ ذلك اليوم أن يزجي لكم خدمةً بأن يقومَ لعينيكم بما عجزتم عن فعله بأسلحتِكم الفتاكة وطائراتكم النفَّاثة الحديثة وقنابلكم العنقودية والفراغية وصواريخكم الذكية!
حقاً.. للحماقة أكثرُ من وجه.