من وحي الثقافة القرآنية.. سلاحُ النفط
موقع أنصار الله || مقالات || إسماعيل الغشم
اللهُ المستعانُ سنواتٌ طويلة وملوكُ العرب وحكامُهم يلوحون باستخدام سلاح النفط لنصرة القضية الفلسطينية قضية الأُمَّــة بأجمعها كسلاح فعّال يخشاه اليهود وَكانت الشعوب تضغط على الحكام لاستخدام هذا السلاح لنزع حقوق الشعب الفلسطيني المظلوم ولكن حكام العرب لم يكن لديهم الجرأة أبداً لاستخدامه خوفاً على مصالحهم ولم نكن نسمع من حكام العرب إلَّا التنديدات والتهديدات وكأنهم يخدرون المسلمين وكأنهم كما قال الله (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ) حتى جاء العدوان على اليمن وجدنا حكام العرب مجمعون بل ويتهافتون لاستخدام سلاح النفط ضد شعب الإيمان والحكمة ظنا منهم أنهم سيركعون الشعب العظيم شعب اليمن شعب الإيمان والحكمة تقربا وتزلفا للكيان الصهيوني وخادمته أمريكا كما يقول الله (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ).
لكن يبدو أن هذا الكرت خاسر أَيْـضاً لعدة أسباب وهي كالتالي:
1- الشعب اليمني شعب الإيمان والحكمة لن يركع إلا لله يقول الله (وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا باللهِ العزيزِ الحكيم).
2- لن يتخلى الشعب اليمني وهو شعب الإيمان والحكمة عن مبادئه وأخلاقه ودينه وأرضه وعرضه وقضيته العادلة القضية الفلسطينية مقابل القليل من النفط فقضيته ومبادئه وأخلاقه ودينه وأرضه وعرضه أثمن وأهم لديه من كنوز الأرض ونفطها ولن يكونوا كما يقول الله (أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ).
3- بالنسبة للشعب اليمني شعب الإيمان والحكمة يعتبر النفط من مكملات الحياة وليس مادة أَسَاسية كالماء والمأكل والمسكن والملبس.
4- الشعب اليمني شعب الإيمان والحكمة على ثقة كاملة بالله ووعده الصادق بالنصر وأن صبر الشعب اليمني وصموده سيجعله يرث الأرض ومن عليها وأن النتيجة الحتمية أن ينعم هذا الشعب بكل خيرات هذه الأرض ويتحكم بها في سبيل الله كما يقول تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شيئاً ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).
5- يظن بعض الجهلة أن هذا الشعب العظيم بحصاره وتجويعه أنه سيركع ويطلب الرحمة من غير الله من ابن سلمان أَو الأمم المتحدة أَو بايدن وغيره لجهلهم أنه شعب الإيمان والحكمة الذي يؤمن بمن يسمع السر وأخفى وهو الله يقول تعالى (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ).
6- الشعب اليمني مؤمن أن هؤلاء الطغاة لا يسمعون ولا يرون ولا حتى يستطيعون أن يتحكموا بدقات قلوبهم وأن المتحكم هو الله وأن القوة لله ولن يلجئوا إلا لله وأن أعدائهم ليسوا سوى قشة أمام ملك الله وقوته يقول الله (قُلْ أَرَأَيْتُم مَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا).
7- الشعب اليمني شعب الإيمان والحكمة على استعداد كامل لاستخدام البدائل كالدراجات الهوائية والحمير والخيول وغيرها مقابل أن يكون ذلك ثمنه النصر بل ويعتبر ذلك ثمناً زهيداً.
8- دماء الشهداء الأحرار الذين هم فلذات أكبادنا ونعرف إخلاصهم ورقيهم وصدقهم تمنعنا حتى من مُجَـرّد التغاضي عن قضيتهم التي قدموا أرواحهم مِن أجلِها.
9- شعب الحكمة يعي جيِّدًا أن الركوع والاستسلام ثمنه سيكون باهظا جِـدًّا أكثر بكثير من الصمود والاستبسال يقول تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ، فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخرة، ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ).
10 – الشعب اليمني جلد وصعب متعود على الجوع والتعب فلن تؤثر فيه مسألة أن يظل بلا نفط بعكس من تعودوا على المكيفات والكبسة.
11- ما دام وأعداء الشعب اليمني عبارة عن خونة ومنافقين ومن لعنهم الله من اليهود والنصارى فالشعب اليمني واثق بأن النصر حليفه وأن المسألة مسألة وقت وصبر يقول الله (الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ، أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ).
12- وضوح الصورة للعالم بأكمله وللشعب اليمني خَاصَّة من هو عدوه ومن هم خونته ومن هم أنصاره وأنصار دينه وَأن من كان يتشدقون في المنابر بالوطنية والجهاد دفاعاً عن الأوطان كيف ذابوا كالملح حين احتاجهم دينهم ووطنهم وتركوا أمر الدفاع عن الدين والعرض والأرض للمستضعفين بل ويحرضون عليهم ويقفون بجانب أعدائهم؛ خوفاً على مصالحهم.
13- يؤمن اليمنيون بلقاء الله وأن الآخرة خير وأبقى، وأن نلقى الله أعزاء كرماء شرفاء أفضل من أن نلقاه وقد فرطنا في دينه فنخسر الدنيا والآخرة.