الأمم المتحدة دائماً تُعرب عن قلقها.. فمتى لا تقلق؟!

‏موقع أنصار الله || مقالات ||محمد عبدالله اللساني

منذ عقود والعالَمُ يسمعُ أشهرَ الكلمات التي يردّدها الأمينُ العام للأمم المتحدة العام وهي “الأمم المتحدة تعرب عن قلقها أَو أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه!”، هذا التعبير هو ذاته أَو نفسُه منذ عقود في أغلب أَو كُـلّ تصريحات وبيانات الأمم المتحدة عندما لا تتوافقُ المواقفُ الدولية لبعض الدول مع المواقف (السياسات) الأمريكية أَو البريطانية أَو الأُورُوبية عُمُـومًا.

وخُصُوصاً تجاه الدول المناهضة للسياسات الاستكبارية لما يسمى بالدول الكبرى وحلفائها ولكن السؤال الذي يطرح نفسه:

متى لا تقلق الأمم المتحدة؟!

ويمكن الإجابةُ عن هذا السؤال باختصار شديد من خلال واقع العدوان على اليمن أرضا وإنسانا.

الأُمَمُ المُتَّحِـدَةُ لَا تَقْـلَـقُ عندما تحاصر دولُ تحالف العدوان الشعبَ اليمني بأكمله أَو تشدّد الخِناقَ عليه!

الأممُ المتحدةُ لا تقلِقُ عندما ارتكبت دول تحالف العدوان أبشعَ الجرائم بحق الشعب اليمني وقتله وتشريده بشتى الطرق والوسائل التي تتخذها دول العدوان استراتيجية ممنهجة للإمعان في ديمومة واستمرار معاناة الشعب اليمني!

الأممُ المتحدةُ لا تقلقُ عندما تستخدم دول العدوان وعلى رأسها أمريكا الأسلحة التقليدية والمحرمة دوليًّا على الشعب اليمني والتي تقتل الأطفال والنساء وكبار السن والشباب!

الأُمَمُ المُتَّحِـدَةُ لَا تَقْـلَـقُ عندما تمنع دول العدوان دخول المشتقات النفطية إلى اليمن!

الأُمَمُ المُتَّحِـدَةُ لَا تَقْـلَـقُ عندما يعاني المواطن في طوابير محطات المشتقات النفطية لأيام وأيام؛ بسَببِ شُح وقل الكميات التي لا تغطي أدنى الاحتياجات المطلوبة لسد رمق شريان وعصب الحياة للشعب!

الأُمَمُ المُتَّحِـدَةُ لَا تَقْـلَـقُ عندما يعاني المزارع وتموت مزروعاته ومحاصيله الزراعية؛ بسَببِ انعدام مادة الديزل!

الأُمَمُ المُتَّحِـدَةُ لَا تَقْـلَـقُ عندما تنقطع مياه الشرب عن المنازل؛ بسَببِ انعدام المشتقات النفطية!

الأُمَمُ المُتَّحِـدَةُ لَا تَقْـلَـقُ عندما تتوقف مراكز غسيل الكلى ويموت آلاف المرضى ممن يقومون بغسيل الكلى!

الأُمَمُ المُتَّحِـدَةُ لَا تَقْـلَـقُ عندما يموت آلافٌ من مرضى السرطان؛ بسَببِ شُح وانعدام الأدوية، بالإضافة إلى أمراض الكبد والقلب والكلى وَ… إلخ!

الأُمَمُ المُتَّحِـدَةُ لَا تَقْـلَـقُ عندما يحاصِرُ العدوان الموانئ ومنها المطارات ويمنع آلاف المرضى من السفر ممن يحتاجون إلى العلاج في الخارج!

الأُمَمُ المُتَّحِـدَةُ لَا تَقْـلَـقُ من حصار وإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية عندما تنتشر الأوبئة (كورونا أَو الكوليرا) ويموت آلاف المواطنين؛ بسَببِ عدم وصول الأدوية والقيام بالإجراءات الطارئة والمناسبة في هكذا حالات!

الأُمَمُ المُتَّحِـدَةُ لَا تَقْـلَـقُ عندما تتوقف المستشفيات والمدارس والمنشآت الحكومية والخدمية عن العمل ولا تقلق من نقلِ البنك المركزي وانقطاع الرواتب!

الأُمَمُ المُتَّحِـدَةُ لَا تَقْـلَـقُ عندَما تُهرب دول العدوان وشرعيتهم المزعومة النفط اليمني عبر الموانئ القابعة تحت سيطرتهم وسرقة عائداتها!

الأُمَمُ المُتَّحِـدَةُ لَا تَقْـلَـقُ من الإحصائيات التي تصدر من وزاره الصحة بخصوص نسب الوفيات؛ بسَببِ المعاناة المرضية لمختلف الأمراض وانعكاس آثار العدوان في تفاقهما ومنها الحصار.

الأُمَمُ المُتَّحِـدَةُ لَا تَقْـلَـقُ ولا تدين صلف وتعنت دول العدوان الطرف الوحيد في إفشال كُـلّ الحوارات التي تفضي إلى حَـلٍّ شامل وعادل لمظلومية الشعب اليمني مع أنها تتبناها!

الأُمَمُ المُتَّحِـدَةُ لَا تَقْـلَـقُ عندما تتماهى إدارتها وتصريحاتها لملف العدوان مع الطرف المُعتدي ضد الطرف المُعتدى عليه!

الأُمَمُ المُتَّحِـدَةُ لَا تَقْـلَـقُ عندما تعاني أنت كإنسان.. كمجتمع.. كشعبٍ من سياسات وأطماع وحروب الدول المهيمنة على القرار الدولي ومنها أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني وحلفائهم!

الأُمَمُ المُتَّحِـدَةُ لَا تَقْـلَـقُ عندما يتوسّع ويسيطر الاحتلالُ على بعض المحافظات اليمنية، وفي المقابل تقلق عندما يحرّر الجيش واللجان الشعبيّة المناطق والمحافظات المحتلّة!

باختصار شديد، الأُمَمُ المُتَّحِـدَةُ لَا تَقْـلَـقُ على مصير الشعوب الساعية للحرية والسيادة والتنمية كحقٍّ إنساني كفلته الشرائع والأديان السماوية والقوانين الدولية ولن يتحقّقَ إلَّا بمناهضة السياسات الامبريالية للدول الكبرى الساعية للتحكم بمصائر الشعوب بالقوة.

ومن خلال قراءة بسيطة يدركُها القاصي وَالداني ومنذ عقود وَالأمم المتحدة دائماً “تقلقُ” عندما تتضررُ مصالحُ الدول الكبرى وحلفائها؛ كونهم المسيطرين على أروقتها بل وممولي البرامج التابعة لمنظماتها؟.

 

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com