منظومات جديدة من الصواريخ والمُسيّرات: صنعاء ترسم معالم المواجهة
|| صحافة ||
أماطت صنعاء، الخميس، اللثام عن منظومات جديدة من الصواريخ الباليستية والطائرات المُسيّرة، أكثر تطوُّراً من سابقاتها. إعلانٌ قُرئ على أنه تدشين لمرحلة «الوجع الكبير»، التي ستكون تلك الأسلحة عنوانها الأبرز، إن لم يتوقّف العدوان والحصار
صنعاء | أزاحت وزارة الدفاع في حكومة صنعاء، الخميس الماضي، الستار عن منظومات عسكرية جديدة من الصواريخ الباليستية والطائرات المُسيّرة، أكثر تطوُّراً من سابقاتها التي أثبتت فاعليتها في المعركة. المنظومات الجديدة التي تمّ الكشف عنها خلال تدشين «معرض الشهيد حسين الحوثي (مؤسِّس حركة أنصار الله) للصناعات العسكرية» بحضور رئيس «المجلس السياسي الأعلى» مهدي المشاط، مكوَّنة من طرازات صاروخية باليستية حديثة هي «سعير» و»قاصم 2» و»قدس 2» المُطوَّر من صاروخ «كروز» المُجنّح، فضلاً عن طرازات جديدة من سبعة أنواع من الطيران المُسيّر المحلي الصنع هي «وعيد» و»رجوم» و»شهاب» و»خاطف» و»نبأ». ولأوّل مرّة منذ عامين، يتمّ الإعلان عن نسخة جديدة من منظومة الطيران المُسيّر «صماد 4» طويل المدى. كذلك، كشفت قوات صنعاء، التي أعلنت مطلع العام الجاري استعدادها الكامل لأيّ معركة بحرية وصدّ أيّ مخاطر تتهدّد البحر الأحمر وباب المندب، عن منظومات هجومية جديدة من الألغام البحرية، من طرازات “كرار 1” و»كرار 2» و»كرار 3»، إلى جانب «عاصف 2» و»عاصف 3» و»عاصف 4»، فضلاً عن «شواظ» و»ثاقب» و»أويس» و»مجاهد» و»النازعات».
إعلان صنعاء عن منظومات متعدّدة من الصواريخ الباليستية يصل مدى بعضها إلى أكثر من 1500 كيلومتر، وكذلك طيران مُسيّر مزوّد بصواريخ هجومية وأنظمة تحكُّم دقيقة، بالتزامن مع مشارفة العدوان والحصار على دخول عامهما السابع، عَدّه مراقبون تدشيناً لمرحلة «الوجع الكبير» التي توعّدت بها حركة «أنصار الله»، التحالف السعودي ــــ الإماراتي، أواخر العام الماضي، وتثبيتاً لحقيقة أن القوات الجوية اليمنية صارت اليوم قادرة، أكثر من أيّ وقت مضى، على استهداف أيّ مواقع عسكرية أو اقتصادية في عمق دول العدوان. وفي هذا الإطار، يلفت اللواء في القوات الجوية، خالد الغراب، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن هذه الخطوة «تُعدّ تدشيناً للعام التدريبي والقتالي السابع، الذي إذا دخل قبل أن يتوقّف العدوان السعودي ــــ الإماراتي ويُرفَع الحصار، فستُحدّد تلك الأسلحة ملامح المواجهة المقبلة».
يصل مدى بعض الصواريخ الباليستية إلى أكثر من 1500 كيلومتر
وأكد وزير الدفاع في حكومة الإنقاذ، اللواء محمد ناصر العاطفي، أن الكشف عن النماذج الجديدة يأتي بعدما أثبتت كفاءتها وفاعليتها العالية في الميدان، بدءاً من الصواريخ الباليستية والمُجنّحة والطائرات المُسيّرة بمختلف المديات والمهام، مروراً بالأسلحة البحرية وأسلحة ضدّ الدروع، وصولاً إلى أسلحة المشاة والمدفعية والقناصة وغيرها. كما أكد العاطفي أن كلّ الأسلحة التي أزيح الستار عنها أمس صُنعت بأيادٍ وخبرات يمنية. وفيما بيّنت وزارة الدفاع أن الصناعات الجديدة ذات قدرات تدميرية كبيرة، وتقنية تتيح تحقيق الأهداف بدقة عالية، نشرت وحدة «الإعلام الحربي» التابعة للوزارة مواصفات بعضها، كطائرة «وعيد» التي يبلغ طولها 4 أمتار، وعرض جناحها 3 أمتار، وتحمل عدداً من الرؤوس المتفجّرة، بمدى يصل إلى أكثر من 2000 كلم، وتقوم بمهام هجومية دقيقة. أمّا طائرة «رجوم» فشكلها دائري، بقُطر يبلغ 150سم، ولها سبع أذرع طول كلّ منها 40 سم، ومداها أكثر من 10 كلم، وتحمل عبوات متفجّرة يصل حجمها إلى 40 كلغ، وتُعدّ من الطائرات الهجومية والاستطلاعية. وبالنسبة إلى طائرة «شهاب»، فهي تُعدّ إحدى الطائرات الهجومية الذكية الاستهداف للأهداف الثابتة والمتحرّكة، يصل طولها إلى 300 سم، ويبلغ عرض جناحها خمسة أمتار، بمدى يفوق 1000 كلم، وبعدد من الرؤوس الشديدة الانفجار. وفي ما يتعلّق بطائرة «خاطف»، فطولها 1.6 متر، وعرض جناحها متر، وقطرها 11 سم، ومداها يصل إلى أكثر من 25 كلم، وهي مزوّدة بجهاز استشعار الأهداف الثابتة والمتحرّكة. وعلى مستوى الصواريخ، يبرز «نكال» قصير المدى، الذي يعمل بالوقود الصلب، ويحمل رأساً متشظّياً شديد الانفجار، فيما «ذو الفقار»، الذي دخل الخدمة قبل أشهر، يعمل بالسائل، ويُعدّ بعيد المدى، ويتميّز بدقة في تنفيذ الأهداف.
وأثبت الطيران المُسيّر اليمني فاعليته العسكرية خلال الفترة الماضية، سواء في الجبهات الداخلية أو في ضرب أهداف في العمق السعودي، آخرها منطقة رأس تنورة الاستراتيجية شرق المملكة. كما نجحت القوات الجوية التابعة لصنعاء في تطوير منظومات صاروخية متعدّدة، كان أوّلها «قاهر 1» الذي أُعلن عنه مطلع عام 2016، وتلاه ــــ من المنظومة نفسها ــــ «قاهر m2» عام 2018، فضلاً عن أنواع متعدّدة من الصواريخ المتوسّطة والبعيدة المدى. وخلال السنوات الفائتة، أعلنت صنعاء عن أكثر من 15 نموذجاً من الصواريخ والطائرات المُسيّرة، منها صواريخ «قدس 1» التي يبلع مداها 1200 كلم، و»ذو الفقار» الباليستي بعيد المدى وشديد التدمير، ليُكشف أمس عن «قدس 2» الذي يصل مداه إلى أكثر من 1500 كلم.
يشار إلى أن قوات صنعاء كشفت، مطلع العام الماضي، عن منظومة دفاع جوي (ثاقب 1، ثاقب 2، ثاقب 3، وفاطر 1) جرى تطويرها بخبرات يمنية بحتة. وخلال مواجهات مأرب التي لا تزال محتدمة في محيط المدينة، أعلن الجيش اليمني و»اللجان الشعبية» إسقاط عدد من الطائرات الهجومية المُسيّرة التابعة لـ»التحالف»، ومطاردة طائرات حربية بصواريخ من نوع «سام 6».
الأخبار اللبنانية