الانحيازُ الأممي وخيارُ الصمود الشعبي
موقع أنصار الله || مقالات ||هنادي محمد
اليومَ وبعد أن تمَّ نزعُ الستار عن معرض الشَّهـيد القائد الذي حوى مختلفَ التَّصنيعات العسكرية المحلّية المتنوعة، وبعد أن ظهر للعالمِ عامةً والعدوّ اللئيم خَاصَّة ما تمتلكُهُ قواتُنا المسلّحة في سبيل الدّفاع عن بلدها وشعبها –وما زال في الجعبةِ الكثير-، وبعد أن كثّـفت القوةُ الصّاروخية والطيرانُ المسيّر من الضّربات الموجعة صوبَ مواقع حسَّاسة جِـدًّا اقتصاديًّا وعسكريًّا في العمقِ السُّعودي، ارتفع صوتُ الصُّراخ والعويل والاستنجاد والتّخبط للبحث عن الضمير الإنساني -كما أسموه-؛ باعتبَار أن أية خطوة من الطّرف المدافع المعتدَى عليه تعتبر غيرَ مقبولة وغير جائزة في شرعهم، ومقابل هذا الانزعَـاج الكبير والدموع وجدنا ملبي النّداء سارع للاستجابة باسم الإنسانية الخادعة وكعادته يشعر بالقلق والارتباك إزاء ما أسماه بالتّصعيد والهجوم من قبل الحوثي، داعياً إيّاهُ لإيقاف إطلاق النّار تحت مسمّى ودعوى تحقيق السلام؟!
لكن يا تُرى.. كيف لهذا السّلام أن يتحقّق وحمامتُهُ النّاعمة تفرد جناحَيها متى شاءت وفي الفضاء الذي تريد هي؟!
كيف للسلام أن يتحقّق بوجود وسيطٍ محدود النّظرة، ضيق الأُفق، انحيازي الموقف، متناقض بين الفينة والأُخرى، والأهم أنه متوعك باستمرار؟!، وسيط لا يتحَرّك إلا عندما لا تكون الكرة في ملعب الحليف والصديق ويسدد ضده أهداف عديدة، لا يتحَرّك إلا عندما تنزفُ البقاع التي تطأها أقدام الاحتلال والغزو، وعلى مدار ستة أعوام لم يحركه نزيف الأشلاء وتناثرها، وصراخ الثكالى والأطفال، واستنجاد المرضى والجرحى، كيف لوسيطٍ أعمى لا يرى إلا بعينٍ واحدة، وأصمٌ لا يسمعُ إلا ما يتوافقُ مع هواه، وأبكمُ لا ينطِق إلا بما يناسبُ ما جاء في معجمه ومجلّده الأممي، وأعرجُ لا يمشي إلا بالاتّجاه الذي توجّـهه بوصلتهُ نحوه، ومختلّ التوازن فلا يمل سوى كفّةٌ واحدة في ميزان وساطته وحلوله المجحفة..
وعليه:
إمّا أن نرى انعكاسات جادة على أرض الواقع تجلي نوايا السلام التي تتغنى بها الأمم المتحدة وتأتي بحلول تسعى بالدرجة الأولى لوقف العدوان الظالم ورفع الحصار الجائر عن بلدنا وشعبنا أَو أن تنسحب من المشهد، وبالنسبة للشعب اليمنيّ فكما استطاع تجاوُزَ ستة أعوام من المعاناة بصبره وصموده فَـإنَّه قادرٌ بقوة الله ومعيته أن يمدد من هذا الصمود العظيم إلى يوم القيامة جيلاً بعد جيل -كما أكّـد ذلك السيد القائد عبدالملك الحوثي -يحفظُهُ اللهُ ويرعاهُ- حتى يصير أُسطورة العصر والزمان، فلا يوجدُ شيءٌ على مستوى التضحيات يوفّرها ويدخّرها، ولا يمكن أن يستكينَ في يومٍ من الأيّام مهما استمات العدوّ في إجرامه؛ لأَنَّ الأمر حينما يتعلق بدماء شهداء وقضيّة حقّة عادلة ومسيرة اجتثاث للباطل وأربابه حينها يكون الأمر مختلفاً تماماً وستشهدون ما يميتكم قتلاً ورعباً وخزياً، ولن تكونَ الأرضُ اليمنية إلّا يمنيةً لا يرفرفُ في سمائها إلا العَلَمُ الجمهوري رضي من رضي وغضب من غضب.
والعاقبـةُ للمتّقيـن.