وقفاتٌ على مشارف السابعة

‏موقع أنصار الله || مقالات || الشيخ مصلح علي أبو شعر*

على مشارفِ العامِ السابعِ من الصمود اليمني في وجه العدوان، لا وجهَ للمقارنة بين ما قبلَه وَما بعدَه على كافة المستويات، فالدوافعُ وَالرهاناتُ التي تحَرَّكَ بموجبها المعتدي وَاستند عليها في عدوانه على شعبنا وَوطننا قبل ست سنوات، باتت اليوم تعيشُ أسوأَ نتائجها وَارتداداتها الكارثية عليه، مقابل لا شيء من المكاسب التي أراد تحقيقَها، بحيث أصبح الفشلُ وَالهزيمةُ والخيبةُ وَالندمُ عناوينَ عريضةً على جبين كُـلِّ أنظمته وَأدواته الداخلية والخارجية.

بالمقابل، فَـإنَّ الدوافعَ وَالرهاناتِ التي انطلق منها شعبُنا اليمني العظيم في مواجهة هذا العدوان، أثبتت جدوائيتها وَكفاءتَها وَصوابيةَ الرهان عليها والتسلح بها في مضمارِ المعركة، وَلمسنا بأُمِّ أعيننا بأسَها وَشدتَها وَفتكَها، رغم بساطة الإمْكَانات وَطبيعة الظروف وَحجم المنغصات التي تعترضها.

وأهمُّ هذه الدوافع هي عدالةُ القضية التي ندافعُ عنها، وَالمظلوميةُ التي نتعرض لها، وَلأجلها تحَرّكنا متسلحين بهُــوِيَّتنا الايمانية الخالصة تحفنا العزيمةُ وَالإرادَةُ وَصدقُ وَشجاعةُ وَحنكةُ وَحكمةُ القيادة الثورية اليمانية.

لقد أثبت الشعبُ اليمني أن المستحيلَ يصبح ممكناً إذَا ما توافرت هذه المبادئُ وَسعت وَتحَرّكت الأمم المستضعفة وفقَها فَـإنَّ لا شيءَ يمكن أن يكسرَها أَو يكبحَ جماحَ تطلعاتها، وَالشواهد واضحة، فاليمنيون اليوم رغم تعرضهم لكافة أنواع القتل وَالإجرام وَالوحشية وَالحصار، يستقبلون العامَ الجديد بتباشير الانتصار، وَبالرهان على ذات المبادئ اختزلوا وَلا يزالون يجارون فوارقَ القوة العسكرية وَيوازنون مفاعيلَها، بعد أن أحكموا التصنيعَ وَالإعدادَ، وَاختبروا القدرات في مكامن ومفاصل شرايين العدوّ وَاوردته.

وَبفضل هذا العزم اليماني تغيّرت المعادلات، وَتقزّمت أماني المعتدي وَتلاشت أوهامُه، فأصبح يتخبط في أفعاله وَأقواله، وَيتحَرّك بلا بُوصلة، وَلا أفق.

وَلا ننسى وَنحنُ أمام هذه المتغيرات أن نحمَدَ اللهَ ونشكُرَه قبلاً وَبعداً، وأن نعزِّزَ وحدتَنا وَتماسُكَنا المجتمعي حول هُــوِيَّتنا الإيمانية وَقيادتنا الربانية، كشرطٍ وَضمانٍ لصناعة النصر الكبير وَالذي بات قريباً وَوشيكاً.

* عضو مجلس الشورى

قد يعجبك ايضا