قائد حكيم هزم جبروت أمريكا وأذل كبريائها
تقرير ||
في الحقيقة إن أي محاولة لتقييم دور القيادة خلال السنوات الست الماضية في مواجهة العدوان الإجرامي ستحتاج إلى عشرات المجلدات ولن تفي بضع كلمات بأقل القليل من تفاصيل الدور الجوهري والرئيسي الذي لعبته القيادة الربانية المتمثلة في السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله) في مواجهة عدوان إجرامي بكل هذه الصلافة، لأن قيادة أوصلت الشعب اليمني من لا شيء ليصدر هذه الملاحم والمعجزات بعد ست سنوات حرب لهي بحد ذاتها معجزة لوحدها.
لقد نزل السيد القائد ميدان معركة غير متكافئة فعدوان تقوده أمريكا وتسنده أكثر من 17 دولة وتوظف له عوائد أكثر من نصف الإنتاج العالمي من النفط عن طريق النظام السعودي وبقية أغلب أنظمة الخليج التي مثلت دور المنفذ للعدوان إضافة إلى أمهر الخبراء العسكريين وأحدث الأسلحة وفي واقع داخلي مليء بالتحديات تاركاً له النظام السابق تركة ثقيلة من تراكمات فشله السياسي والاقتصادي وتفشي لظواهر اجتماعية سيئة كالثارات كما كان هناك تحديا خطيرا يتمثل في الجانب الأمني فقد كانت القوى الأمنية الموجودة آنذاك عاجزة أمام انتشار الجماعات التكفيرية التي استهدفت الأسواق والساحات والمساجد وكانت تحظى بتسهيلات ودعم قوي من أقطاب النظام السابق.
أما في الجانب العسكري فالجيش اليمني كان مفككاً واسلحته تم تدميرها وشعب غير متوقع لعدوان إجرامي بهذا المستوى ولا يمتلك وعي وبصيرة تجاه العدو وذهب الكثير ضحية التضليل الإعلامي للعدو وعمليات الاستقطاب والاغراءات المادية وأصبح الوطن مرشح للانهيار بشكل كبير لمستوى أن العدو قيَّم الوضع في اليمن بأن بإمكانه السيطرة على اليمن عسكرياً خلال أقل من أسبوعين.. فكيف استطاع القائد اليماني (السيد عبد الملك) أن يحول الأسبوعين إلى ست سنوات؟ لحد الآن.
يقال بأن القائد الجيد يلهم الناس ليثقوا به، أما القائد العظيم، فإنه يلهم الناس ليثقوا بأنفسهم، وهذا ما سعى إليه قائد الثورة السيد عبد الملك (حفظه الله) منذ بداية العدوان الى تعزيز عوامل الصمود والثقة لدى الشعب اليمني وحفز لديهم كل القيم والمبادئ وغرس في أنفسهم الثقة بالله والتوكل على الله ورفض العبودية لغير الله، وأطل أمام العالم من على شاشة قناة المسيرة الفضائية بعد 24 ساعة من بداية العدوان ليقول بكل شجاعة: (شعبنا لن يستسلم أبداً، ولن يخنع ولن يخضع أبداً، وهو معتمد على الله)، وكان دائماً ما يخاطب الشعب اليمني بالشعب العزيز والشعب العظيم والشعب الوفي والشعب الصامد فأنطلق الشعب اليمني تحت لوائه بكل ما يملكون بالمال والرجال متحدين كل الصعوبات ومقدمين كل التضحيات.
لقد قاد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) جهود التصدي للعدوان بكل كفاءة وحمل على عاتقة مسؤولية تأبى جبال اليمن أن يحملنها فواجه عدوان عالمي رصد له إمكانيات هائلة على كافة المستويات في مقابل تحديات جمة واجهها اليمن بدءاً من انعدام الأسلحة الدفاعية ومروراً بشحة الموارد والإمكانيات المادية، يضاف إلى ذلك تبعات الحصار الخانق الذي فرضته قوى العدوان الإجرامي على اليمن، كما كانت حالة الانقسامات تهدد الجبهة الداخلية.. وقد ألقى السيد القائد (حفظه الله) قرابة 300 خطاب، توزع ما بين خطابات سياسية وثقافية خلال أحداث ومستجدات وفي المناسبات إضافة إلى عدة حوارات صحفية كانت كلها تركز على مواجهة العدوان ورفد الجبهات والوعي بمتطلبات المرحلة وتعزيز التلاحم والصمود بين أبناء الشعب اليمني ومن أهم ما ركز عليه خلال خطاباته العامة:
في بداية العدوان وجه السيد القائد إلى إعلان التعبئة العامة وتحشيد القادرين على حمل السلاح للدفاع عن وطنهم وكرامتهم كما دعا باستمرار في معظم محاضراته إلى مواصلة رفد الجبهات بالمال والرجال وكان يوظف معظم خطابته في المناسبات لهذا الهدف.
ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالجماهير اليمنية وعزز من معنويات الشعب اليمني ورفع من عيه تجاه العدو ومخاطره وأهدافه وسعى، وعزز الشعور بالمسؤولية تجاه كل أبناء اليمن الأحرار فانعكست ذلك على صمودهم وثباتهم وتضحياتهم، وأصبح مواجهة العدوان هو الهم الأكبر لهم.
القى الكثير من الدروس الدينية المهمة خاصة خلال شهر رمضان ساهمت في الحفاظ على زكاء النفوس وأعادت شحن المعنويات ورفع الروحية الإيمانية والجهادية لدى أبناء الشعب اليمني من خلال الالتجاء إلى الله والتوكل عليه والخوف منه وتحمل المسؤولية ومعرفة عظمة الجهادة وعطاء الشهادة في سبيل الله لدرجة أن أصبحت الأم اليمنية تستقبل أبنها الشهيد بالزغاريد لأنها أدركت عظمة الشهادة وعطائها، حتى الأطفال أحسوا بالمسؤولية وانطلقوا متحركين، في المظاهرات والوقفات والإنفاق في سبيل الله والوعي تجاه العدو.
توحيد الجبهة الداخلية، والحفاظ على الصف الداخلي ومواجهة حالة الاستقطاب من قبل العدو وذلك من خلال سلسلة من المحاضرات التي ألقاها والتوجيهات التي وجه بها وقد كان لمحاضراته وتوجيهات اسهام كبير في الحفاظ على الجبهة الداخلية وعلى الصف الوطني وكان الإعلان عن المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ خير شاهد وعلى رغم مساعي العدو لتفجير الفتن الداخلية التي أشعلها من خلال أدواته كفتنة عفاش وفتنة حجور إلا أن ذلك لم يؤثر على وحدة الجبهة الداخلية بفضل حكمة وحنكة السيد القائد (حفظه الله) الذي عالج تبعات الفتنتين بحكمة عالية.
أعاد إحياء الهوية الإيمانية للشعب اليمني وربطهم بتاريخهم الإسلامي المشرف، واستلهام الدروس والعبر بما عزز الصمود والثبات في مواجهة العدوان.
إضافة إلى عنايته القصوى بالجبهات وبالمجاهدين الذين يتابع باستمرار احتياجاتهم بل واحيناً ويتفقد أحوالهم.
وبذلك استطاع هذا الرجل العظيم أن يعزز تماسك الشعب اليمني لا بل أخرج هذا الشعب من دوائر الحيرة والقلق والخوف إلى شعب عظيم أصبح الطفل فيه يقدم مواقف قوية في الثبات والصمود، كما فجَّر طاقات الشعب اليمني فأصبح شعباً منتجاً يتجه بخطوات ثابته نحو الاعتماد على النفس وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مختلف المجالات.
إن قيادة بهذا المستوى هي بحق نعمة كبيرة، يجب أن نقدرها حق قدرها وأن يكون أول تقديرنا لها هو السمع والطاعة والالتزام الحرفي بالتوجيهات والتوصيات التي تصدر عنها، فدورها كما رأيناه لم يتوقف على مستوى المواجهة العسكرية والسياسية والإعلامية والثقافية بل امتد دورها لجانب التربية والتزكية والربط بالله سبحانه وتعالى كان لهذا الدور انعكاس جوهر على صمودنا وتماسكنا وثباتنا وصولاً لما حققه سبحانه وتعالى من نصر وتأييد كبير وكبير جداً بمقارنة فوارق القوة بيننا وبين أعدائنا.