مفاوضات مسقط ومعركة مارب
موقع أنصار الله || مقالات ||عبدالفتاح علي البنوس
تحاول أمريكا جاهدة العمل على إسناد النظام السعودي في عدوانه على بلادنا من خلال تحركاته الدبلوماسية المكثفة التي يحاول من خلالها عبر شماعة ( السلام ) توقيف تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية صوب مدينة مارب ، حيث تجلى ذلك من خلال قيامها في وقت سابق بإرسال مبعوث خاص بها إلى اليمن ، يقيم في الرياض ليندر كينغ والذي جاء إلى المنطقة لتنفيذ ما تبقى من خيوط المؤامرة التي تستهدف اليمن أرضا وإنسانا وتاريخا وحضارة وثروة وسيادة ومقدرات .
ليندر كينغ لا يختلف كثيرا في طرحه عن وزير خارجية الكيان السعودي وناطق تحالف العدوان تركي المالكي ، فيما يتعلق بالسلام في اليمن ، فالقاتل السفاح السعودي الذي يعربد ويفجر ويغدر ويفتك بأبناء شعبنا اليمني يرى في الاستسلام سلاما ، ويذهب لفرض أجندته وإملاء شروطه بعد تكييفها على شكل مبادرة في حين أنها مؤامرة جديدة تضاف إلى سلسلة المؤامرات التي يحيكها مع سيده الأمريكي لفرض الهيمنة والوصاية على اليمن واليمنيين من جديد ، وعلى ذات المنوال يسير المبعوث الأمريكي الذي يعمل على الترويج للمؤامرة السعودية ويقدمها للمجتمع الدولي على أنها مبادرة ..
يضعون العقدة في المنشار ويعملون على وضع العقبات والعراقيل التي تحول دون تحقيق السلام العادل والمنشود من قبل اليمنيين الذين عرفوا على مر التاريخ بأنهم دعاة له ومن أنصاره ، ودائما ما تفرض عليهم الحروب فرضا من باب الدفاع عن النفس ، ودائما ما تصب تحركات السعودي والأمريكي في جانب تزييف الحقائق والتدليس والخداع والتضليل والترويج الإعلامي المغاير للحقيقة والواقع ، رغم كل التنازلات التي دائما ما يقدمها الوفد الوطني المفاوض .
وفي هذا السياق جاءت مفاوضات مسقط الأخيرة بمشاركة أمريكية سعودية وبرعاية أممية عمانية وبمشاركة الوفد الوطني ممثلا بالأستاذ محمد عبدالسلام ، والتي حاول الأمريكي إظهار جديته في التوصل إلى سلام في اليمن ، ولكن مجريات المفاوضات كانت عكس ذلك تماما وأظهر رغبته في إيقاف معركة تحرير مارب لتبقى مارب مرتعا خصبا للجماعات والعناصر التكفيرية والإجرامية ، وبؤرة لتصدير الفتن والأزمات إلى عموم أرجاء الوطن ،ولتظل مليشيات العمالة والارتزاق مهيمنة على النفط والغاز ، بغية إطالة أمد العدوان والحصار والتضييق على المواطنين في معيشتهم ..
مفاوضات مسقط تهدف بحسب الرغبة الأمريكية إلى إيقاف معركة تحرير مارب ، وهذا ما ذهب إليه الأستاذ محمد عبدالسلام في تغريده له، حيث أشار إلى ذلك بقوله( يتحدثون عن معركة جزئية ويتركون اليمن المحاصر، وهذا اختزال للصراع لا يعالج المشكلة بل يفاقمها، ولا يفيد في تحقيق سلام بل يطيل أمد الحرب، وأي نشاط مستجد لمجلس الأمن فلن يكون قابلا للتحقق إلا ما يلبي مصلحة اليمن أولا، وشعبنا اليمني ليس معنيا بمراعاة من لا يراعي حقه في الأمن والسلم والسيادة ،يريدون فقط من وراء دعوتهم وقف إطلاق النار ، إيقاف معركة تحرير مارب ، بغض النظر عن العدوان والحصار ومعاناة أبناء شعبنا اليمني ، والتي ما تزال غائبة عن جدول اهتماماتهم ، وفوق ذلك يحاولون تخويفنا بالبند السابع وإلغاء القرار الأممي 1622ويرون في ذلك ورقة ضغط قد تجبرنا على الاستسلام والتسليم بشروطهم وإملاءاتهم وهذا هو المستحيل بعينه ).
بالمختصر المفيد: كنا وما نزال وسنظل مع السلام الذي يحقق لوطننا وشعبنا الاستقلال والحرية والسيادة ويمنع أي تدخل في شؤونه ، أو أي اعتداء عليه وانتهاك لسيادته ، السلام الذي ينهي العدوان والحصار والاحتلال ويترك المجال لليمنيين للحوار من أجل التوصل إلى صيغة توافقية تحقق لهم السلام وتضعهم على الطريق الصحيح لبناء الدولة اليمنية الحديثة ، دولة كل اليمنيين ، وما دون ذلك لا يعنينا ، ولا يمكن التعاطي معه أو القبول به على الإطلاق ..
صوما مقبولا، وذنبا مغفورا، وعملا متقبلا، وإفطارا شهيا، وعاشق النبي يصلي عليه وآله.