العلاقة اليمنية بالقضية الفلسطينية
موقع أنصار الله || مقالات || زيد البعوة
لأن القضية واحدة والعدو واحد فإن مواقف اليمنيين تجاه القضية الفلسطينية مواقف قوية وثابتة ونابعة من منطلق المسؤولية الإيمانية والمبادئ الإسلامية والقيم الأخلاقية والفطرة الإنسانية، مواقف قائمة على الأخوة الإيمانية التي تفرض عليهم التوجه العملي لنصرة فلسطين والمسجد الأقصى بكل ما يستطيعون، هكذا ينظر شعب يمن الإيمان إلى قضية فلسطين وشعبها والقدس والمسجد الأقصى، وهكذا يتحرك للعمل على نصرتها ودعمها ومساندتها كمبدأ وعقيدة ومسؤولية بعيداً عن العناوين الطائفية والمناطقية والسياسية وغير ذلك من العناوين الهدامة، بل إنهم يعتبرون مثل هذه العناوين عوامل مساعدة في استمرار طغيان العدو الإسرائيلي وخذلان الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى، ولهذا تجد الشعب اليمني الصامد يتمسك بقضية فلسطين حتى في أحلك الظروف وأصعب المراحل ولا يتخلى عنها ويعطيها الأولوية..
القضية الفلسطينية متجذرة في نفوس أبناء الشعب اليمني الصامد، فهي قضيته المركزية الراسخة لديه دائما كعقيدة ومبدأ وفطرة إنسانية وقيم أخلاقية، ويشهد على صدق ذلك مواقفه القوية التي يتخذها خلال هذه المرحلة على الرغم من الظروف الاستثنائية التي يمر بها بسبب العدوان والحصار، وهذا الشعب لن يتنكر لفلسطين أو يغمض عينيه ويصم أذنيه عن نصرة المسجد الأقصى مهما كانت الظروف والتحديات ولن يكون كأولئك الذين يقفون في خندق الصهاينة بحياديتهم ونفاقهم وأموالهم ووسائل إعلامهم، وحاشاه أن يكون منهم بل هو عدو لهم وينظر إليهم نظرة قائمة على العداء والسخط من منظور قرآني استوحاه من مضامين الآيات القرآنية التي تقول (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ) ومن قول الله تعالى (الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا) وقد تجلت هذه الحقائق القرآنية وانكشفت في هذا الزمن بشكل لم يسبق له مثيل حين وجدنا أولياء اليهود والنصارى يهرولون إلى أحضانهم للتطبيع معهم رغم ما يفعلونه بهذه الأمة من طغيان وإجرام، لكنهم فضلوا خيانة الأمة ومقدساتها على دعمها ونصرة قضاياها..
ومعاذ الله أن يسمح شعب يمن الإيمان والحكمة والصمود لنفسه أن يكون في يوم من الأيام مثل أولئك الخانعين الجامدين الذين لا يحركون ساكناً ولا يتخذون موقفاً من أجل نصرة الأقصى وفلسطين، فعلى الرغم مما هو فيه من عدوان وحصار إلا أنه يتحرك بقدر ما يستطيع من موقع المسؤولية الدينية لنصرة فلسطين والأقصى بمسيرات جماهيرية حاشدة وحملات تبرعات مالية في كل المحافظات ويبذل في سبيل نصرة فلسطين وشعبها والقدس والمسجد الأقصى الغالي والنفيس إلى درجة أن السيد عبد الملك الحوثي – يحفظه الله – أعلن أكثر من مرة مبادرة للإفراج عن طيارين سعوديين مقابل إطلاق النظام السعودي سراح عدد من أعضاء حركة حماس المختطفين في السعودية، ليس هذا فحسب بل إنه في يوم القدس العالمي وفي الأيام الأخيرة من شهر رمضان المنصرم أعلن وأكد موقف الشعب اليمني الصامد الداعم للقضية الفلسطينية والتنسيق الدائم مع المقاومة الفلسطينية، وفي خطاب قديم له بمناسبة يوم القدس العالمي قال مخاطباً شعب فلسطين «بودنا ويعلم الله ويشهد الله أننا إلى جانبكم نقاتل معكم جنباً إلى جنب وكتفاً بكتف»..
ومن ابرز وأهم المواقف التي تثبت وتؤكد مدى علاقة الشعب اليمني الصامد بقضية فلسطين والمسجد الأقصى أن الكثير من أبناء اليمن يرفعون شعار الصرخة في وجه المستكبرين المعروف (الله أكبر ـ الموت لأمريكا ـ الموت لإسرائيل ـ اللعنة على اليهود ـ النصر للإسلام} منذ عشرات السنين ويقاطعون البضائع الأمريكية والصهيونية ويخرجون كل عام في مسيرات جماهيرية حاشدة في يوم القدس العالمي وفي غير يوم القدس مثلما حصل يوم الاثنين المنصرم حين خرجت المسيرات الجماهيرية اليمنية الحاشدة في صنعاء وفي مختلف المحافظات اليمنية نصرة لفلسطين والمسجد الأقصى والمقاومة الفلسطينية، أضف إلى ذلك أن ثقافة اليمنيين وعقيدتهم ومنهجيتهم القرآنية قائمة على التوعية الجهادية المستمرة لتنمية السخط في نفوس أبناء المجتمع ضد اليهود والنصارى ومن يتولاهم ويرفضون التطبيع مع الكيان الصهيوني رفضاَ قاطعاً ويعتبرون المطبعين عملاء أعداء خانوا الأمة الإسلامية والمقدسات، ويمكن القول إن أغلب المواقف اليمنية تصب في خدمة القضية الفلسطينية، فاليمنيون يعتبرون تحريرها ونصرتها مسؤولية إيمانية شرعية واجبة والتقصير في نصرة الأقصى وفلسطين ذنب ومعصية وتفريط وخذلان..
وستبقى فلسطين والمسجد الأقصى قضية الشعب اليمني المسلم المركزية مهما كانت الظروف والتحديات، وسيكون هذا الشعب شريكاً أساسيا في تحرير الأقصى وفلسطين من الاحتلال الصهيوني وهو يعمل على ذلك ويتطلع إليه ويحث الخطى للمشاركة في تحقيق وعد الآخرة الذي وعد الله به في سورة الإسراء، وهو قريب إن شاء الله.