المطبّعون.. انحيازٌ للعدوّ وبخسٌ لانتصار المقاومة
موقع أنصار الله || مقالات || الشيخ عبد المنان السنبلي
في محاولةٍ منهم النيل أَو التقليل من شأن ذلك الصمود الأُسطوري الذي أبداه شعبُنا العربي الفلسطيني طوالَ أَيَّـام العدوان..
لا تستبعدوا أن يخرُجَ عليكم اليومَ بعضُ المطبّعين يخبرونكم أنه لولا (التطبيع) وانفتاحهم الواسع على (إسرائيل) لما أوقف الجيشُ الصهيوني من اقتحام غزة وسحق كُـلّ فصائل المقاومة هناك شيء!
لا تستبعدوا أن يخرجوا عليكم يقولون إنه لولا اتصالاتٍ سرية أجراها فلانٌ وفلانٌ (من كبار المطبِّعين طبعاً) مع رئيس حكومة هذا الكيان لَما وافق ذلك المجرم أَو انصاع لدعوات وقف إطلاق النار!
لا تستبعدوا يا أبطالَ فلسطين إن هم سعَوا حثيثاً إلى بخسِ انتصاركم هذا أَو حاولوا تجييرَه لصالحهم أَو نسبه إليهم!
كما لا تستبعدوا أَيْـضاً أن يأتوكم عشاءً يبكون ويحلفون الأَيمانَ أن ما أعلنوه من تعاطفٍ وانحياز لطرف العدوّ الصهيوني لم يكن سوى مُجَـرّد (تكتيك) وأن كُـلّ ما نُشر عنهم من تصريحات ومشاهدَ مستفزةٍ لكم وسائر العرب لم تكن في الأصل سوى مُجَـرّد (كاميرا خفية)!
لا تستبعدوا بصراحة ذلك كله ولا تستغربوه، فقد تعودنا منهم القيام بما هو أخزى وأفظع من ذلك في مواقف ومواطن شتى من قبل لدرجة أننا ومنذ زمنٍ بعيد لم نعد نعوّل عليهم أَو نركن إليهم في شيء!
لكن السؤال الأهم هو، ما الذي يحملهم – يا تُرى – على فعل وقول كُـلّ هذا؟!
تعرفون لماذا؟!
لأنهم ببساطة شديدة يعرفون جيِّدًا ماذا فعلتم أيها الصامدون والمرابطون الأبطال!
وهل ما قمتم به قليل؟!
لقد غيرتم المعادلة وقلبتم بصمودكم الطاولة على رؤوس الجميع بصورة أفقدت معها هؤلاء المنبطحين صوابهم وأربكت كُـلّ حساباتهم وكذلك أحرجتهم أمام شعوب الأُمَّــة العربية وأمام التاريخ أَيْـضاً!
وبالتالي فلا تستبعدوا إذَا ما أقدم هؤلاء على بعض عملياتٍ (تجميلية) أَو محاولات (تحسين صورة) لهم لعلهم -من يدري- يوارون بها شيئاً من سوءاتهم وعوراتهم التي تكشفت بصورة فاضحة وواضحة أمامكم وأمام الرأي العام العربي والإسلامي كله.
أو هكذا يظنون!
لكن ليست كُـلّ مرة تسلم الجرة أَو كما يقولون، فانتصار شعبنا الفلسطيني البطل هذه المرة قد جاء مختلفاً تماماً وبصورة يصعب معها على هؤلاء المنبطحين التخفي أَو التدليس أَو اختلاق الأدوار واصطناع البطولات الوهمية.
فهنيئاً لشعبنا الفلسطيني المقاوم الصامد ولكل شعوب أمتنا العربية والإسلامية الثابتة على العهد ولكل أحرار العالم أَيْـضاً هذا الانتصار العظيم والصمود الأُسطوري العجيب الذي لم يكن يوماً بحُسبان هؤلاء الصهاينة بشقيهم اليهودي والعربي.
عاشت فلسطين حرة عربية مستقلة وعاش أحرار وحرائر الأُمَّــة والمجد والخلود للشهداء..
ولا نامت أعينُ الجبناء.