الصرخة.. الأسس والمنطلقات
في يوم الخميس 17 يناير 2020 م وفي محاضرته في مدرسة الامام الهادي في منطقة مران مديرية حيدان بمحافظة صعدة اعلن السيد حسين بدر الدين الحوثي الصرخة في وجه المستكبرين ( الله أكبر ، الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل ، اللعنة على اليهود ، النصر للإسلام ) وهتف بهتاف الحرية والبراءة وفي اليوم الذي يليه آخر جمعة من شوال تم تعميم هذا الشعار ليبدأ الهتاف به في كل جمعة وكل اجتماع .
وانطلق موقف إعلان البراءة من المستكبرين وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل ، وتحرك هذا المشروع، من منطلقاتٍ مهمة، ومشروعة، وواقعية، وصحيحة، وسليمة:
أولاً: من خلال وعي بحقيقة الأهداف الأمريكية:-
أن تحرك أمريكا إلى منطقتنا ليس كما يقولون هم: [بهدف مكافحة الإرهاب] |لا|، هو: بهدف احتلال بلدان هذه المنطقة، و السيطرة المباشرة على هذه المنطقة، و ضرب هذه الشعوب ضربة قاضية، وكيانات هذه البلدان (من دول) ضربةً قاضية، وبهدف استهدافنا في كل شيء، الاستهداف لنا في: [قيمنا، وأخلاقنا، ومبادئنا، وحريتنا، وكرامتنا، واستقلالنا]، هذا هو الهدف الحقيقي للتحرك الأمريكي.
و مادام هذا هو الهدف، فهل من الصحيح لنا كشعوب، وحتى كدول، وحتى كسلطات وأنظمة، هل من الصحيح أن نسكت، وأن نتغاضى أو أن نتجاهل هذا التحرك الذي له هذه الأهداف، والذي له هذه المطامع؟ هل من الصحيح أن نتجاوب مع هذا العدو الآتي ليفعل بنا كل هذا، فنقول له: [تفضل، ما الذي تريده منا أن نعمله]؟! ثم هو يخطط لنا ما يساعده على تنفيذ أهدافه؛ فنعمل نحن بأنفسنا، ونتحرك نحن بأنفسنا كما يُريد لنا، في ما يوصلنا إلى النتيجة التي هي لصالحه وليست لصالحنا، بل مضرة بنا، بل تمثل كارثةٌ كبيرة علينا؛ لأن كل ما يمكن أن يوجهنا به الأمريكي في مناهجنا الدراسية، وسياستنا التربوية، وسياستنا الإعلامية، وسياستنا الاقتصادية، وواقعنا السياسي بكله، وفي كل ماله صلة بنا وبشأننا، كل أمورنا، كل ما يمكن أن يرسمه، أو أن يطلبه، أو أن يفرضه، أو أن يحدده، أو أن يلزمنا به، كلها مشاريع تآمريه، كلها أمور ليست في صالحنا نهائياً، مؤداها، نتيجتها، ثمرتها، له هو،
وتوصلنا إلى ما أراده لنا هو من: سقوط، وهوان، وذل، وعجز، وضعف، وتفكك، وبعثرة، وانعدام لكل عوامل القوة؛ فالأمريكي يريد في كل ما يطلبه منا: أن يسلب منا كل عوامل القوة (المعنوية، والمادية)، ما يطلبه منا في السياسة التعليمية: كل ما يمكن أن يساهم في التضليل، وفي أن يفقدنا الروح المعنوية.
ما يطلبه منا في سيطرته على الخطاب الديني: كل ما يمكن في أن يساهم في تضليلنا، وأن يقضي على روح الإرادة والعزة في أنفسنا، والكرامة. ما يمكن أن يطلبه منا في السياسة الاقتصادية: كل ما يساعد على التحكم بنا والسيطرة علينا اقتصادياً. ما يريده منا في بقية الأمور (عسكرياً، وأمنياً)، في كل المجالات: هو كل ما يمكن أن يعزز من سيطرته المباشرة والقوية، ويساعد على استحكام قبضته علينا. فإذاً سياسة خطيرة جدًّا، سياسة هدامة، سياسة تدميرية، والتجاوب معها حماقة بكل ما تعنية الكلمة، وجناية، جناية على النفس، جناية على الشعب، جناية على البلد، جناية على الأمة بكلها.
ثانياً: وعيٌ بطبيعة وأسلوب تحرك الأعداء ومستوى خطورة هذا التحرك، لأن الأمريكي يتحرك بأساليب معينة، منها: عناوين يجعل منها غطاءً لخداع الشعوب، يعني: أن الأمريكي حرص على أن يستخدم أسلوب الخداع مع الشعوب ومع الأنظمة؛ فيأتي بعناوين، وهو يريد أن يُقنع الآخرين بها [أنا أريد أن أدخل إلى بلدكم، وأتحكم في وضعكم الأمني، والسياسي، والاقتصادي، وأضع لي قواعد في بلدكم عسكرية، وأنتهك سيادة بلدكم، أن يبقى جوكم لطائراتي، وأرضكم لقواعدي العسكرية، وأن أكون نافذاً وحاضراً في كل سياساتكم، وكل برامجكم، وكل خططكم، وكل أنشطتكم، أن أكون أنا الموجه، وأن أكون أنا المعلم، وأن أكون أنا من يحدد، ومن يأمر، ومن يقرر؛ من أجل أن أحارب الإرهاب، وأكافح الإرهاب]، ثم يأتون، فيقولون له [تفضل…]؛ فيأتي، كان قد وصل به الحد أن يسعى للتدخل حتى في القضاء، وفي الأوقاف، وفي كل الأمور، يعني: يريد أن يتدخل في كل شيء.
فإذاً، هو يريد أن يخترق ساحتنا الداخلية، يحرص على أن يسلب منا كل عوامل القوة، وبمساعدتنا نحن: أن نتولى نحن، عملياً، تنفيذ كل تلك الخطوات، التي مؤداها أن نفقد عناصر القوة المعنوية والمادية [تفضلوا أنتم اعملوا كذا وكذا وكذا، نفذوا كذا، اشطبوا كل شيء مهم، كل ما يمكن أن يساعد على توعيتكم اشطبوه، كل ما يمكن أن يساعد على تنمية الإرادة الحرة والقوة المعنوية اشطبوه…]، ولكن بأساليب وعناوين ملتفّة ومخادعة.
عموماً هو يسعى إلى اختراق الساحة الداخلية، وإلى تطويعنا كأنظمة وكشعوب؛ لنكون مطيعين له، متقبلين له، ننظر إليه -حتى في اللحظات التي يدخل فيها محتلاً- كمنقذ وكمساعد، ونسلّم له بالتدخل في كل شؤوننا، ونعطيه في ذلك الحق، وحتى يعتبر بعضنا بعضاً فضولياً في شأنه ولا يعتبر الأمريكي فضولياً في شأنه!
ثالثاً: وعيٌ أيضاً بمتطلبات الموقف: وله نتائج مهمة، أول نتيجة لهذا الموقف: الشعار، النشاط التوعوي من منطلق الثقافة القرآنية، العمل لمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية…الخ. أول فائدة من الفوائد هي: كسر حالة الصمت، التي أُريد لها أن تفرض على الجميع. |لا|، لم نصمت، ولن نصمت، هذه نتيجة في غاية الأهمية، ماذا ستكون النتائج لو صمتنا، لو سكتنا، لو تقبلنا كل شيء؟ لتمكن الأمريكي من إنجاز الكثير والكثير من أهدافه بكل بساطة، حتى يجعل من الأنظمة ومن الشعوب هي وسيلة لضرب نفسها بنفسها، ولتنفيذ كل ما يريده منها بكل بساطة.
فهذا المشروع حقق هدفه في كسر محاولة فرض الصمت والاستسلام، ثم هو: عملية تحصين داخلية. الحالة التي نأتي فيها إلى واقعنا الداخلي؛ لنعمل فيها على لفت نظر شعوبنا تجاه الخطر الأمريكي والإسرائيلي، وللتوعية الدائمة والمستمرة تجاه كل مستجد من: مؤامراتهم، ومكائدهم، ومشاريعهم، وأجندتهم، وللعمل الدائم على رفع حالة العداء في أوساط الشعوب تجاه هذه المواقف، تجاه هذه التصرفات، تجاه هذه المؤامرات، تجاه هذه الحملة الأمريكية على بلداننا وشعوبنا، هذه مسألة مهمة تحصن شعوبنا من العمالة.
الذي يبقى في حالة صمت، الذي يتلقى دائما تعبئة مغايرة، تهيئة، وعملية تدجين مستمرة له؛ يكون لديه القابلية: إما لأن يتحول إلى عميل، أو مستسلم (واحدة من اثنتين)، عندما يبقى المواطن العربي هكذا: في حالة فراغ أمام تلك الهجمة الكبيرة والهائلة، هجمة فيها تحرك إعلامي كبير جدًّا، فيها تحرك عسكري كبير جدًّا، فيها تحرك استخباراتي كبير جدًّا، فيها تحرك ونشاط واسع يعمل على إفساد هذه الشعوب: [نشر الفساد الأخلاقي، نشر المخدرات]، عملية تضليل عن طريق المناهج، والعملية التثقيفية، والنشاط الإعلامي هائلة وكبيرة جدًّا، ويبقى المواطن العربي هكذا تائهاً أمام كل هذا، يتأثر، فهو إما أن يصل من حالة التدجين والتضليل والإفساد إلى حالة الاستسلام، وإما إلى حالة العمالة.
لكن حينما يحاط هذا المواطن بحالة توعية مستمرة، وتعبئة مستمرة، ولفت نظره إلى حقيقة هذه الأحداث، وتعبئة وتحفيز مستمر؛ حينها سيكون محصناً، محمياً أمام تلك الهجمة الهائلة جدًّا، التي لها -وللآسف- أدوات كبيرة عربية وإسلامية، ينشط في ظلها علماء دين، ينشط في ظلها ساسة، ينشط في ظلها ومعها أقلام، وكتاب، وإعلاميون، وأبواق كثيرة جدًّا… الأمريكي لم يتحرك لوحده في الساحة، هو حشد معه الكثير والكثير، حشر وحشد معه الكثير من كل فئات الناس، والكثير من العناوين، والكثير من الأساليب، نستطيع القول: أن هذه الهجمة في مستواها، وفي أساليبها، وفي وسائلها، وفي أدواتها -لربما والله أعلم، وفي حدود ومستوى ما نعلم- غير مسبوقة في تاريخ البشرية، فيما تمتلكه من: [وسائل، وإمكانات، وأساليب]، وفيما معها من: [أدوات، وفئات]، هجمة هائلة. فأن يبقى الإنسان أمام هجمة بهذا المستوى الهائل، غير محميٍ: تثقيفياً، توعوياً، استنهاضاً، وبتحريك، وبتفعيل، وبموقف؛ سينهار أمام هذه الحملة، يبقى في حالة استسلام، أو يتحول إلى حالة عمالة؛ وهذا ما يحصل للكثير.
الشعار.. تحصين. وعي. استنهاض
فمن فوائد هذا المشروع: أنه يمثل عملية تحصين داخلية، ونحن اليوم نرى أيها الأخوة نرى الكثير من المكونات، نرى في الساحة العربية الكثير والكثير عاماً بعد عام ويوماً إثر يوم يسقطون، البعض يسقطون في حالة الاستسلام والانهيار (الانهيار النفسي واليأس)، والبعض أيضاً يسقطون في وحل العمالة، يتحولون إلى عملاء، منذ ذلك اليوم وإلى اليوم كم تحول من علماء دين إلى عملاء وأبواق، كم تحول من إعلاميين إلى عملاء، كم تحول من وجاهات وشخصيات اجتماعية إلى عملاء… والخ. وفي الوقت نفسه هناك أيضاً في المقابل من أصغوا بأسماعهم، ولفتوا أنفسهم وأنظارهم إلى حقيقة الأحداث، أيضاً انفتحوا على ضرورة الموقف المسؤول؛ وتحركوا، الكثير أيضاً تحركوا، وانطلقوا، في شعوبنا وفي بلداننا، من بلد إلى بلد، وعلى مستوى متفاوت.
أيضاً وعيًا بمتطلبات الموقف وعملية استنهاض وتحريك: لأنه لا يكفي أن يكون هناك مجرد توعية، يعني: كلام كلام هكذا فاضي من دون أن يكون هناك مواقف، من دون أن يكون هناك تحرك عملي، وهو أيضاً توجيه لبوصلة العداء نحو العدو، الذي يراد له في سعيه، ومن خلال أدواته، أن يتحول هو إلى من يقود الأمة، أن يكون الأمريكي من يقود الأمة الإسلامية، أن يكون هو إمام المسلمين وقائد الأمة الإسلامية، الذي يوجه، الذي يأمر، الذي يجتمع حوله الجميع؛ ليحدد لهم واجباتهم ومسؤولياتهم، ويطلق لهم التوجيهات ويأمرهم بالأوامر. فإذاً هذه مسائل مهمة جدًّا، ومنطلقات أساسية لهذا المشروع القرآني الحر والمسؤول، والذي كانت تفرضه الوقائع والأحداث والظروف.
الشعار.. موقف فرضه الواقع
نحن منذ ذلك اليوم وإلى اليوم، كل ما حدث من أحداث في الساحة العربية والساحة الإسلامية، بكل ما فيه يمثل شواهد وأدلةً قاطعةً على حتمية الموقف، على مشروعية هذا التحرك، على أهمية هذا التحرك، على أنه ليس من الصحيح أبداً لشعوبنا وبلداننا أن تكون لا في حالة صمت واستسلام وانتظار للمجهول، ولا أن تتجه اتجاه العمالة وسياسة الاسترضاء لأمريكا، وتسلم زمامها للأمريكي، وتنفذ منه ما يريد، والذي يريده هو ما يحقق له أهدافه الخطيرة والمشؤومة.
كل الأحداث والوقائع، وهي كثيرة، وكلنا عايشها، وكلنا سمعها، ونحن نرى اليوم ما وصلت إليه الأمور، حتى على مستوى العنوان الذي تحرك الأمريكي من خلاله، وجعله غطاء له -عنوان الإرهاب- انتقلت المسألة وتطورت من عنوان إلى وسيلة مباشرة لضرب هذه الشعوب نفسها، فلم يعد عنوان الإرهاب على أساس أن هناك جماعة في العالم الإسلامي، أو جماعات في العالم الإسلامي، يمثلون خطورة على أمريكا -بحسب زعمهم- ويستهدفون أمريكا، أو يستهدفون مصالح أمريكا، كان هذا عنواناً في البداية، ولا أكثر من عنوان؛ لأنه ليس بحقيقته كذلك أبداً، تحول هذا العنوان إلى جماعات متحركة، نشطة، تحظى بدعم كبير من أمريكا وأدوات أمريكا، وتتحرك في بلداننا نحن لضربنا نحن، فإذا بالتكفيريين الذي كانوا هم العنوان الإرهابي لأمريكا والذريعة المصطنعة والمختلقة لأمريكا، إذا بهم يتحولون إلى وسيلة وإلى يد أمريكية، تضرب بها شعوب المنطقة، بالدرجة الأولى تضرب بها القوى الحرة في المنطقة التي لها موقف من الهيمنة الأمريكية، وتستهدف الشعوب بشكل عام، ويتحركون في العراق، يتحركون في سوريا، يتحركون في اليمن.
في اليمن، عندما كان هناك مواجهة قوية لهم، وكانوا قد أوشكوا على الانهيار التام في اليمن، دخلت تلك القوى التي تقف خلفهم، وبحماية أمريكية، وبإشراف أمريكي وإدارة أمريكية على نحو مباشر في العدوان علينا في هذا البلد؛ لأنه عندما كانت ما تسمى بالقاعدة قد أوشكت على الانهيار التام، وكان الشعب يطاردها من محافظة إلى أخرى وصولاً إلى عدن آنذاك، فلما رأى الأمريكي أنه لا مستقر لهم في هذا البلد، وأن الشعب يطردهم من محافظة إلى أخرى، أعطى المجال لأدواته الإقليمية بالتدخل المباشر عسكرياً في بلدنا لاحتلاله، ولتعيد من جديد تشكيل وتكوين وتكبير تلك الأيادي القذرة، تلك الجماعات التي هي مجاميع لهم هم، جماعات لهم هم، أيادي لهم هم؛ لتتحرك من جديد في هذا البلد، ومعها غيرهم.
اليوم المخاطر كبيرة جدًّا في العالم العربي والإسلامي، والأحداث منذ الـعام 2001م إلى اليوم تمخض عنها مخاض كبير في المنطقة، وأحدثت فرزاً كبيراً في الواقع العربي والإسلامي. اليوم تجلت الحقائق على نحو أكبر، وتشكل الواقع الذي نعيشه في المنطقة العربية والعالم الإسلامي إلى أن يصبح هناك في واقعنا: قوى إقليمية، دول واضحة، حكومات وأنظمة واضحة، لها موقف واضح في العمالة لأمريكا وإسرائيل، وفي التعاون مع أمريكا وإسرائيل، وفي التحرك لتنفيذ الأجندة والمؤامرات الأمريكية في المنطقة بكل ما تملكه عسكرياً واقتصادياً وإعلامياً، وبكل الوسائل والأساليب… وبات هناك في الساحة قوى حرة، قوى مناهضة للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، قوى لها موقف واضح ومسؤول، تصر على حرية بلدان المنطقة، حريتنا كعالم إسلامي، كأمة عربية وإسلامية، على الاستقلال، على رفض الاحتلال الأمريكي والهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، والأحداث اليوم على أشدها، والصراع على أشده.
اليوم المخاطر أيضاً في الساحة الفلسطينية واضحة، المخاطر على الأقصى مخاطر غير مسبوقة، ومن المهم لنا أن نكون دائماً على وعي بطبيعة هذه الأحداث؛ لأن من أكبر ما يركز عليه الأمريكي وكل أدواته الإقليمية والمحلية، من الأنظمة ومن داخل الشعوب، أن يذر الرماد على العيون، وأن يلبس على الكثير عن حقيقة هذه الأحداث، حقيقة العدوان علينا في اليمن، حقيقة الحرب في سوريا، حقيقة الحرب في العراق، حقيقة الأحداث في المنطقة، وكأنه لا ناقة للأمريكي فيها ولا جمل، وكأن الأمريكي معني فقط أن يحاول أن يصلح بين الجماعة [حتى لا يختلفوا ويدخلوا في مشاكل.. هؤلاء المساكين]. لا، كل هذه الأحداث، كل ما يحدث اليوم في ساحتنا العربية والإسلامية من حروب، وفتن، ومشاكل، وأزمات… لها علاقة بالأمريكي والإسرائيلي، وهي تخدم الأمريكي والإسرائيلي، من جانب الأدوات التي تعمل لصالح أمريكا بوضوح، وارتباطها بالأمريكي واضح، وعلاقتها بالأمريكي واضحة، وهي لا تبرئ نفسها من ذلك، هل يمكن أن يبرئ النظام السعودي نفسه من ذلك، وهو الذي بالمكشوف يسعى إلى أن يبرز نفسه وكيلًا لأمريكا في المنطقة، ويدًا لأمريكا في المنطقة؟ هل يمكن أن يخبئ الإماراتي وجهه خلف إصبع في عمالته لأمريكا وفي عمالته لإسرائيل، وفي ارتباطه الاقتصادي والسياسي والاستخباراتي والعسكري مع إسرائيل؟
باتت الأمور اليوم مكشوفة وواضحة، وهم اليوم، وإن حاولوا أن يسموا (لواء العمالة) بلواء العروبة، هم اليوم مفضوحون أكثر فأكثر أمام كل المستجدات في المنطقة.
تفضلوا… اليوم يا أيها العرب، يا من يزعمون أنهم يحملون لواء العروبة، أيها النظام السعودي، أيها النظام الإماراتي، تفضلوا اعملوا شيئاً للأقصى أمام المخاطر الكبيرة على المسجد الأقصى. ماذا تعملونه من أجل الأقصى؟ ماذا تعملونه من أجل فلسطين؟ ألستم اليوم وأكثر من أي وقت مضى، تكشفون عن أنفسكم أن لكم علاقة بإسرائيل، وأنكم وإسرائيل ضمن تحالفات على ما تسمونه -أعداء مشتركين، ومصالح مشتركة-؟ فما هو اليوم دوركم؟ وما الذي يمكن أن تقدموه لصالح المسجد الأقصى ولصالح فلسطين وشعب فلسطين؟
أنتم اليوم بكل ما قد قمتم به في المنطقة، وبمستوى هذا الانكشاف في علاقتكم بإسرائيل، وهذه الخطوات المتزايدة في تحالفكم معها، أنتم تشجعون الإسرائيلي أكثر فأكثر على الإقدام على خطوات غير مسبوقة في استهداف المسجد الأقصى، لدرجة منع الصلاة فيه، لدرجة منع صلاة الجمعة في يوم الجمعة الماضي فيه، أنتم اليوم تشجعون الأمريكي، وتشجعون الإسرائيلي على الإقدام على خطوات كبيرة في ضرب الأمة، وفي استهداف الأمة.