الصرخة.. الخطوة الأولى في مواجهة أعداء الأُمَّــة
موقع أنصار الله || مقالات ||منير الشامي
شَتَّانَ بين الحق والباطل وبين الإيمان والنفاق وبين الهدى والضلال وبين الصدق في مواقف الحق والارجاف فيها، وبين القول باللسان وإثباته بالفعل الواقعي، فكل مسلم وكل عربي مسلم لا يمكن أن يقول إنه مع أعداء الإسلام أَو أنه يواليهم، قد يكون هذا هو ما يريده المسلمين جميعاً، لكنه ليس ما هم عليه، ولو كانت هذه هي الحقيقة فعلاً لانعكست بموقفٍ ثابت ظاهر وجلي يوحد الجميع صفاً واحداً ضد أعداء الأُمَّــة ويتحدث عن نفسه، خَاصَّة وهذا الأمر على وجه التحديد يمثل مبدأ من مبادئ الإيمان بالله سبحانه وتعالى وبرسوله وهو مبدأ الولاء والبراء والذي لا يمكن أن يكتمل إيمان أي إنسان مسلم إلا بتجسيده قولاً وفعلاً وموقفاً وثباتاً طوال حياته، وهو ما لا نشاهده في واقع حياتنا، بعكس أعداء الأُمَّــة تماماً، ولو رجعنا إلى تاريخ اليهود كفرقة من فرق أعداء الأُمَّــة لوجدنا أنهم باختلافهم وشتات نفوسهم لهم موقف ثابت ومبدئي تجاه العرب هو موقف العداء منذُ ما قبل الإسلام وأنهم ازدادوا تمسكاً بهذا الموقف وثباتاً عليه وتحَرّكا فيه منذ بعثة سيدنا محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- وحتى اليوم ولم يختلفوا فيه أبداً جيلاً بعد جيل باختلاف مشاربهم ومذاهبهم وجنسياتهم، وأكبر دليل على ذلك توافدهم من شتى بقاع الأرض إلى فلسطين وغايتهم الأولى والمنشودة هي القضاء على العرب وإقامة دولتهم الكبرى من النيل إلى الفرات.
لم يغير موقفهم العدائي هذا تجاه العرب لا الزمان ولا المكان، يردّدون بالموت للعرب ويتوعدونهم بالقتل والذبح كُـلّ يوم في طقوسهم الدينية، وفي أعيادهم ومناسباتهم، ويربون أولادهم على ذلك ويغرسونه كمبدأ ثابت ومعتقد راسخ في نفوسهم ويعلمونهم ذلك في مدارسهم وجامعاتهم حتى أنهم اليوم جعلوا قتل العرب وذبحهم واستعباد من تبقى منهم… إلخ، الركن الأَسَاسي في نشيدهم الوطني وباتوا يردّدون عباراتِه كُـلَّ يوم صباحاً ومساءً وعلى مسامع الوفود الرسمية من أنظمة الخيانة والتطبيع العربية زائرين ومزارين، وقد يكون العامة من الشعوب العربية والإسلامية لا يعلمون ذلك لكن الأنظمة العربية بكل تأكيد لا تجهله إطلاقا ومع ذلك هل سمعنا يوماً أياً منهم أَو أي شعب عربي يعترض على ذلك أَو ينادي بالموت لإسرائيل أَو بالموت لليهود ويبادلهم العداء بالعداء والموقف بالموقف؟
للأسف لم يحدث ذلك لا في الماضي ولا في الحاضر ويعتبر الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- هو أول عربي يصرخ في وجه أعداء الأُمَّــة بشعار الحق الذي صدع به لأول مرة قبل عقدَين من الزمان في مدرسة الإمام الهادي إلى الحق بخميس مران وكان الحاضرون معه هم أول من صرخوا بصرخة الحق التي جسدت مبدأ الولاء والبراء، ومثلت الموقف العملي والعلني الصادق لكل من يردّدها في مواجهة أعداء الله، فشعار الصرخة هو الخطوة الأولى لمواجهة أعداء الأُمَّــة وهو الموقف العملي الصادق الذي يدل على صدق موقف الصارخ في مواجهة أعداء الله وكل المستكبرين في الأرض والأدلة على ذلك كثيرة وواضحة شاهدها العالم ويشاهدها أكتفي بذكر أربعة منهما على سبيل الاستدلال وليس الحصر وهي:
الأول: أن هذا الشعار أرعب أعداء الله من أول وهلة وجعلهم يتحَرّكون بكل طاقتهم للقضاء على كُـلّ من يردّده من منتصف يناير 2002م وما زالوا حتى اليوم بداية من الحروب الست وانتهاء بالعدوان الإجرامي الذي شارف على منتصف عامه السابع.
الثاني: أن هذا الشعار كلما حورب من أعداء الله كلما زاد قوة، وكلما حاولوا أن يكتموه تضاعف صداه.
الثالث: أن هذا الشعار شعار حق تجسد اليوم كمعيار فرز قسم الأُمَّــة إلى فريقين لا ثالث لهما: إيمان صريح ونفاق صريح.
الرابع: أنه كلما حوصر توسع انتشاراً، حاصروه في مران فعم كُـلّ نواحي محافظة صعده وحاصروه في صعده فعم محافظات اليمن، وحاصروه في اليمن فصدع خارجها في العديد من أقطار العالم وهذه هي آية من آيات الحق فالحق يعلو ولا يعلى عليه كما يقال وصدق الله العظيم القائل: (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ، إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا) فهل سيفهم العرب ذلك؟، ومتى سيدركون أن أول خطوة لبلوغ صروح المجد والعزة والقوة هي ترديد الشعار؟!