أنصار الله من ثقافة مطارَدة إلى ثورة قيم كتبت التاريخ
موقع أنصار الله || مقالات || أحمد عبدالله الرازحي
سيبقى أنصارُ الله في اليمن التعويضَ العادلَ لمنطقة الشرق الأوسط بكلِّها، بثقافتهم وفكرِهم المناهض لمشروع أمركة العالم وتدجين الشعوب للقبول بالاستعمار الأمريكي الإسرائيلي، وعلى نقيض ما شهدتهُ الأنظمةُ والملوكُ من خنوع وعمالة وتدجين للشعوب المغلوبة على أمرها؛ لتمريرِ مشروع الفاشية الأمريكية بل وتقديمها كمنقذ ومخلص للشعوب، في حين أجدبت فكرياً الشعوب وحل بها جفافاً عقلياً صنعته الأمركة العالمية، فكانت اليمن غنيةً برجلٍ من عظماء التاريخ ومُلهميها ثريةً بالفكر الذي يحملُهُ حسين بدر الدين الحوثي، القائد الأول لجماعة أنصار الله، الذي لم ينصَع ويقبَلْ بمشروع الأمركة للعالم، القائد الذي لم يُعقم فكره ويتسمم عقلُه؛ لأَنَّهُ حليفُ القرآن وقائدٌ حُرٌّ في زمن طغت أمريكا ومشروعها وهيمنت على البشرية، وتقيدُ الملايين بسلاسل العبودية وتحتَ سلطوية وتجبُر الممالك والأنظمة المتأمركة..
منذ أطلق السيد حسين بدر الدين الحوثي أول صرخة في منطقة مران بمحافظة صعدة شمال اليمن بتاريخ 17 يناير 2002م، وبدأ التحَرّك الفردي ونشر الثقافة القرآنية بطريقة سلمية لا يملكُ أية إمْكَانيات عسكرية تُذكَر، فالوسط المجتمعي هو سر القوة هنا، فكان المجتمع يتقبل من السيد حسين الحوثي؛ لأَنَّه رجلٌ عُرف بالعلم وَمن أسرة عريقة مشهورة بالعلم والعلماء، فجمع حوله الكثير من أتباع الفكر ومحبيه وأسماهم بـ أنصار الله، فكانوا هؤلاء القلة على وعي وبصيرة تامة ومؤمنين بما هُم عليه من مشروع قرآني وموقف صائب..
أعلن الصرخةَ والشعارَ المعروفَ بمناهضة أمريكا وإسرائيل وأعلنهُ كموقفٍ واتخذ حينها من مقاطعة البضائع الأمريكية سلاحاً فعَّالاً ومؤثراً في إطار حركته الثقافية، واستطاع نشر هذه الثقافة القرآنية بل وجسدها على أرض الواقع في الحياة اليومية واستشعاره مسؤولية قضايا الأُمَّــة الإسلامية، فامتدت هذه الثقافة والفكر وَالشعار للمناطق المجاورة ووصل لقرى ومدن واسعة في اليمن..
ففي حين تُحارب هذه الثقافة وهذا الشعار من قبل السلطة اليمنية حينها وشنت الحروب الست بدءاً من الحرب الأولى عام 2004 وليس انتهاء بالحرب السادسة في العام 2009م والتي كُلها كانت حروباً دمّـرت وقتلت الآلاف من أبناء محافظة صعدة شمال اليمن ولم يكُن لهم ذنب يُذكر سوى ثقافة تناهض أمركة العالم، وبالتالي الحروب التي شُنت صحيح دمّـرت البناء وأبرياء ولكنها فشلت ولم تدمّـر هذه الثقافة والمشروع الذي يحمله السيد حسين بدر الدين الحوثي فحورب إلى أن ألقت السلطة اليمنية القبض عليه فقتلتهُ السلطة اليمنية بأوامرَ أمريكية في الحرب الأولى من عام 2004 م..
قُتل الشخص وبقي المشروع والثقافة وبقي أفراد من أتباعه بعدد الأصابع وقتلت السلطة الأمريكية اليمنية القائد ولم يُقتل الفكر والثقافة التي حملها ونشرها في أوساط مجتمعه فبقيت، واستشهد الثائر حسين بدر الدين الحوثي وبدأت نيران الثورة تمتد لتصل إلى أن تطرُد السلطة الفاسدة وشلة العمالة والارتهان واقتلعت الثورة كُـلّ سلاطين التجبُر والنهب والاستبداد، فـ هرب أعداء الثورة وعملاء أمريكا لمقرات العملاء لأمريكا في السعوديّة وتركيا والإمارات وأنتصر السيد حسين الحوثي بالفكر الذي حمله وحملهُ الأتباع من بعده، ولكن هذه الثورة لم تلبث أَيَّـام بعد انتصارها ليبدأ العدوان وشن حرب وحصار من تحالف يقودهُ الأمريكي ويُشرف عليه البريطاني ويُنفذهُ الدمى وأدوات أمركة العالم السعوديّة والإمارات، فصمد اليمن وهو لم يمتلك أية قوة عسكرية لا صواريخ ولا أية قوة تُذكر أَو تقارن بما تملكهُ السعوديّة الأدَاة الكبرى لأمريكا في المنطقة صمد اليمنيين سنوات والحرب والحصار تُثقل كاهل ملايين اليمنيين وتُبيدهم وتقتل مؤشرات الحياة في اليمن وتُجفف الدماء في أوردة اليمنيين، ورغم مقومات الاستسلام أبى الأحرار اليمنيين إلا طريق الكفاح والتحرّر والاستقلال فتجمع الأنصار والتحمت القبائل وتوحدت سواعد كُـلّ الأحرار اليمنيين فصنعوا من الحرب والعدوان والحصار عليهم قدرات عسكرية ودفاعية لا يُستهان بها فالصواريخ الباليستية التي تصل الرياض وأرامكو النفطية خلف الرياض والصواريخ المجنحة التي وصلت الإمارات لم تكن من مخزون أنصار الله اليمنيين في العام الأول من العدوان عليهم والطائرات المُسيرة لم يمتلكها أنصار الله اليمنيين إلا بعد خمسة أعوام من قتلهم وحصارهم من التحالف السعوديّ الأمريكي ففرض اليمنيين معادلة جديدة وقوة دفاعية في المنطقة وأصبحت الثقافة والفكر الذي حُورب في قرية من قرى محافظة صعدة شمال اليمن اليوم ينتشر ويصل للعالم بالقيم اليمنية والملاحم البطولية الذي يُحقّقها اليمنيون الحفاة واستطاعوا بفوهات البندقية والصواريخ الباليستية والطائرات المُسيرة وألحقوا هزيمة نكرى بالتحالف السعوديّ الأمريكي الذي يتكون من ١٧ دولة والذي لم يُحقّق أي هدف بل صنع التحالف السعوديّ الأمريكي أسوأ أزمة إنسانية في العالم وعلى النقيض هُزم شر الهزائم بأقدام الأحرار اليمنيين الحفاة..!!
السؤال الذي يبحث عن إجَابَة هو هل يواصل التحالف السعوديّ الأمريكي هزائمه على أقدام الحفاة اليمنيين؟؟
وهل يكتفي بسبعة أعوام من المجازر والحصار الخانق الذي يفرضهُ على ملايين اليمنيين؟؟..