الصرخةُ ميثاقٌ ومسؤولية
موقع أنصار الله || مقالات ||د. تقية فضائل
الصرخةُ ميثاقٌ وعهدٌ ومسؤوليةٌ.. نعم ميثاقٌ نلتزمُ به في تعامُلِنا مع خالقنا -جَلَّ في علاه- ونرسِّخُ في أنفسنا يقيناً ﻻ مجالَ فيه للشك أنه الأكبرُ على الإطلاق، وهو الأكبرُ من كُـلِّ كبير، وبيده النفعُ والضُّرُ، وبيده محيانا ومماتنا، وبيده ملكوتُ كُـلّ شيء، فلا نخشى إلا إياه ونقدِّسُه ونبجلُه ونعبِّدُ أنفسنا له دون سواه فيصغُرُ في أعيننا جبروتُ كُـلِّ جبار وقوةُ كُـلّ متكبر ﻻ يخافُ يومَ الحساب، فننطلق أحراراً في هذه الدنيا من كُـلّ قيد وكل إصرٍ يجُــرُّنا إلى الإخلاد في الأرض، واضعين نصبَ أعيننا هدفاً واحداً هو رضاه وعفوه ومغفرته إلى أن نلقاه وقد رضي عنا.
الصرخةُ ميثاقٌ يحدّدُ علاقتَنا بأعدائنا ومَن حَرِصَ على إضعافنا ونهبنا والاستيلاء على أرضنا وَإبعادنا عن ديننا وأخلاقنا، فليس له منَّا إلا الموتُ والهلاك ومواجهة رادعةٌ له ولمَن هم على شاكلته، والإغلاظُ لهم بالقول ولعنهم كما لعنهم اللهُ ولعنهم اللاعنون..
وميثاقُ الصرخة يحتمُّ علينا نُصرةَ دين الله دينَ الإسلام الصحيح إلى أن يعُمَّ هدى الله أرجاءَ الأرض قاطبةً، فتتفيَّأُ البشريةُ جمعاءُ ظِلالَه الوارفةَ، وتعودُ إلى جادة الطريق فتنعم بالدنيا والآخرة، ونكون نحن قد بلّغنا الأمانة وأديناها كما أمرنا ربُّنا وكلفنا مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولمَن يردّدونا الصرخة أقول: هي مسؤولية عظيمة، فلا تتهاونوا وﻻ تفرطوا، ومثّلوها أرقى تمثيل، وَإلا فما أديتم ميثاقها وَمسؤوليتها فيكون ذلك وبالاً عليكم.
ولمن يرَون أن الصرخةَ مِن فضولِ القولِ أَوْ مما ﻻ جدوى منه وضُرُّه أكثرُ من نفعِه أقولُ: اصدقوا مع الله واتقوه وستجدوا الصرخةَ كلمةَ حَقِّ ﻻ لبسَ فيه، وسارعوا لتحقيقِ ميثاقِها بدون تردُّدٍ، فهي سبيلُ النجاة.