في الذكرى العاشرة لحرب تموز يتمنى الإسرائيليون مصافحة نصرالله

بقلم / ناصر اللحام / الميادين
ولّى ذلك الزمان الذي كان يقف فيه شارون أمام رئيس وزرائه غولدا مئير ويقول لها: سيدتي، أين تريدين الجيش أن يتوقف؟ في القاهرة أم دمشق أم عمان؟ فقد انتقلت إسرائيل من مبدأ (إنذار مبكر – حسم – ردع) إلى مبدأ (صد – رد – انتقام) بعدما جرّبت طريقة الحرب الجديدة في جنوب لبنان.
مدى الصواريخ، وكثافتها، ودقة إصاباتها، لم تكن هي النتيجة الأخيرة. فقد اعترفت إسرائيل حديثا بامتلاك حزب الله صواريخ نوعية جديدة مثل كورنيت المضادة للميركافا واعترفت بوجود طائرات من دون استطلاع.
ولكن الأخطر هو التوجس من حرب السايبر والمفاجئات البحرية وهما أمران يقلقان إسرائيل ويمنعانها من التفكير مرة أخرى بخوض حرب غير مضطرة إليها. وهكذا ببساطة انتقلت إسرائيل من الهجوم الى الدفاع، ومن الوعيد إلى الشكوى للأمم المتحدة.
في العام المنصرم كانت تل أبيب تعتقد أن منظمة حزب الله ذراع إيراني ميكانيكي، وانه سيكفّ عن مقاتلة إسرائيل بمجرد توقيع اتفاقية 5+ 1 بين إيران وأمريكا. ولكن النتيجة كانت مفزعة ومختلفة. ولم تتحقق الرؤيا وباتت الحسابات مختلفة.
كما اعتقدت تل أبيب أن الجيش السوري سينهار قبل سنوات، ولكن التدخل الروسي حسم الأمر بشكل مختلف، وعادت إسرائيل الى المربع الأول مرة أخرى، وهي تخشى الآن نقل مخازن كاملة من الجيش السوري إلى حزب الله، وهو الأمر ذاته بالنسبة للصواريخ المتقدمة التي لا تملكها الا الدول.
أما الترسانة الإيرانية، فهي أمر مختلف، لان الاهم هو المعرفة والتكنولوجيا القتالية وليس قطع السلاح فقط. والتكنولوجيا القتالية انتقلت فعلا من طهران الى بيروت.
على الجبهة العراقية تم إعادة شد الحبال الى السارية، وصارت المعارك تحسم بطريقة ذاتية دون تدخل غربي (إسرائيلي). أما على الجبهة التركية فقد تورطت أنقرة في خلافات تفوق طموحاتها الإقليمية، وها هي تعود لشد حبالها إلى نقطة مختلفة عما كان يخطط له لا سيما وان الجرح “الكردي” لا يزال نازفا من ظهر الإمبراطورية العثمانية.
إسرائيل لا تريد حربا جديدة، ولا يغريها في ذلك وصول طائرات ال F35 ولا غواصات النووي. فالأمر يحمل مخاطر وجودية جمة على تل ابيب، هي في غنى عنها. ومن دون تدهور ميداني جدي فان احتمال الحرب يبتعد ولا يقترب من الحصول.
بعد عشر سنوات ترى إسرائيل تستخدم “صواريخها” الجديدة ضد حزب الله. أهمها الإعلام والبروبوغندا، والاغتيالات، وزرع الشقاق السياسي العربي الداخلي، والنفخ في الفتنة الطائفية باعتباره حزب شيعي وليس عربي وشيطنة المقاومة، وتمييع العلاقة العدائية مع العرب، وتبريد جبهات عربية أخرى.
ولكن مخازن القلق مليئة بالكوابيس، واهم هذه الكوابيس فتح جبهة الجولان، ونقل المعرفة القتالية إلى التنظيمات الفلسطينية “السنية” وانتصار الجيش السوري، وحسم المعارك في العراق بشكل سريع.
وعلى قائمة التكتيكات الجديدة لإسرائيل سيكون، التلويح بحل أزمة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ونقلهم إلى أريحا أو غزة. ومواصلة الضغط على إيران للضغط على حزب الله الموافقة على حل إقليمي.
وأكثر ما شدّ انتباهي، برنامج سياسي على القناة العاشرة للصحفي اليساري المعروف يارون لندن، حين قال بتلقائية بسيطة: يا ليت يوافق حسن نصرالله على صفقة سلام مع إسرائيل، فان هذا سينهي كل المشاكل ويطمئن قلب إسرائيل. وأضاف (لماذا نصنع دوما اتفاقيات سلام مع قادة ضعفاء. دعونا نجرب الصلح مع قائد قوي مثله).
قد يعجبك ايضا