خطورةُ الحرب السيبرانية على الأمن القومي
موقع أنصار الله || مقالات || أحمد المتوكل
تتطورُ الحروبُ وتتعدَّدُ أشكالُها وأنواعُها مع كُـلّ تقدم تمر به البشرية، منها العسكرية ومنها البيولوجية ومنها الناعمة، وأخيرًا ما تُعرف بالحرب السيبرانية، وكلما استطاعت أية دولة جمعَ أكبر قدر من المعلومات عن أية دولة أُخرى كلما أصبحت أقرب للانتصار عليها.
الحرب السيبرانية هي شكل من أشكال الحرب الإلكترونية والتي تكون عبر شبكة الإنترنت؛ بهَدفِ اختراق حسابات أية دولة أَو مؤسّسة حكومية أَو خَاصَّة؛ بهَدفِ سرقة البيانات أَو المعلومات، أَو التحكم والعبث بها وفق مصلحة الجهة القائمة بهذا الاختراق.
تتمثل خطورة الحرب السيبرانية على الأمن القومي للدول من خلال قدرة المخترقين للوصول للمعلومات السرية والحساسة لأية دولة، كذلك في التحكم بأي شيء حيوي يعتمد على الأوامر الصادرة من خلال شبكة الإنترنت، كما حدث مؤخّراً في الولايات المتحدة الأمريكية عندما تعرضت لحرب سيبرانية، استطاعت الجهة القائمة بهذه الحرب من إغلاق خطوط إمدَاد النفط، مما تسبب في أزمة خانقة أستمرت لعدة ساعات.
كما يمكن من خلال الحرب السيبرانية مهاجمة الإلكترونيات الخَاصَّة بالخصم أَو الوصول إلى الطيف الكهرومغناطيسي؛ بقصد تدميره، وتدمير قدرة العدوّ على استخدام البيانات عبر أنظمة الشبكة والبنى التحتية المرتبطة بها، أَو إعطائه معلومات خاطئة، كأن يتم اختراق بيانات أية طائرة حربية معادية، وجعلها تقصف هدفاً آخر غير الهدف المحدّد والمرسوم لها مسبقًا.
ويأتي التنافُسُ بين الدولِ في تأمين المعلومات وتحصينها بمجموعةٍ من الوسائل التي من شأنها الحَدُّ من خطر الهجوم على البرمجيات وأجهزة الحاسوب والأنظمة والشبكات، وهذا ما يُعرف بالأمن السيبراني والذي أصبح من الضروريات الملحة التي يجبُ أن تقومَ بها الدولُ للحفاظ على أمنها القومي.