الدورُ الوظيفي للجماعات التكفيرية
|| صحافة ||
قد يستغربُ الكثيرُ من حرص الجماعات التكفيرية التي تدّعي الجهادَ على تكثيف نشاطها في أماكنَ دون أُخرى، بل وقد تحرص على مناطق بعينها، ونحن نعلم أن لواءَ العمالقة يضم كُـلّ الجماعات الإرهابية تحت غطاء التحالف العربي الذي تديره الاستخبارات العالمية، وما لا نعلمه هو أن كُـلَّ أماكن انتشار وعمليات الإرهابيين من داعش والقاعدة يتم الاختيارُ لها ويتم تحديدُها مسبقًا، وهي مناطقُ وفق دراسات متعددة تُعرَفُ بمناطق طاقة إيجابية، وهي الطاقة التي يعتقدُ اليهودُ أنها تؤخِّرُ خروجَ مخلِّصهم، وهذه الطاقة تتركز في الأَسَاس في مناطق الرسالات السماوية وهي مناطق في إطار الشام والعراق واليمن.
معتقدات يهودية ومسيحية وراء كُـلّ الحروب في المنطقة:
ويمكن التطرق لخلفية المعتقدات اليهودية والمسيحية والتي تعتبر هي أَسَاس وسبب كُـلّ الحروب والدمار في المنطقة، وهي أَيْـضاً أسبابٌ سرية لا يتم الإعلان عنها ولكن أثبتت السنوات العشر الأخيرة أنها حقيقية وأن ما يجري هو تنفيذ مخطّطات وحسابات يهودية صهيونية.
1- ففي العقيدة اليهودية القديمة والحديثة هناك حساباتٌ لنبوءات مذكورة في التوراة لزمن آخر جيل يهودي وآخر دولة لإسرائيل وهي الدولة التي سيقيمها المخلص في القدس ويحكم بها العالم وبحسب معتقداتهم ووفقاً لما هو منشور عن تلك الحسابات والنبوءات فَـإنَّ هذه الفترة الزمنية المعاشة قد اكتمل ظهور العلامات وتطابقت الأرقام لزمن ظهور المخلص بحسب ما هو مذكور في التوراة والتلمود اليهودي.
2- وللتسريع في خروج مخلصهم “الدجال” فَـإنَّ عليهم تمهيد الأرض وتهيئة البلدان من خلال إحداث فوضى عارمة تمكّنهم من تحقيق عدة أهداف أبرزُها:
– الانتقامُ لمملكة إسرائيل الأولى والتي تم دَكُّها وخرابها من قبل “أولوا بأس شديد”، وهذه حقيقة يؤكّـدُها القرآن في قوله تعالى: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً) الآية (4) سورة الاسراء..، وبالتالي فَـإنَّ ما يصنعه داعش كأدَاة لإسرائيل هو انتقامٌ يهودي ممن دمّـر دولتهم وشرّد أهلهم بين الدول، وهو ما يحدث للسوريين والعراقيين، حَيثُ تم توزيعهم كلاجئين في مختلف دول العالم.
– العراق وسوريا هي ضمن أراضي دولة إسرائيل الكبرى التي يخطّط اليهود لا قامتها من النيل إلى الفرات وذكرتها التوراة كوعد لليهود في سفر التكوين (18:15-21)، وهذا يؤكّـد أن وراءَ الفوضى في المناطق العربية تمهيدا لإقامة إسرائيل الكبرى التي سيقيمها الدجال المخلص اليهودي.
وقد يتساءل البعضُ عن علاقة اليمن بخرافات اليهود ومعتقداتهم، ولماذا قد تكون هدفاً أَسَاسياً لداعش / إسرائيل وما علاقتها بنبوءات وحسابات اليهود وأهدافهم ومخطّطاتهم؟
أسبابُ مخطّطات الصهاينة حول اليمن:
من خلال دراسة ومتابعة لأبحاث ودراسات عن المخطّطات الإسرائيلية لليهود الصهاينة، وجدت أن لديهم خوفاً شديداً ومطامعَ كبيرة في اليمن ومن ذلك:
1- اليمنُ في الموروث الديني اليهودي هي أرضٌ مباركة، وأرضُ تواجد الأسباط فيها، وهي المكان المحتملُ الذي يزعُمُ اليهود أن تابوتَ العهد أَو تابوتَ السكينة مخبأٌ فيها، وبالتالي فَـإنَّ هناك توجّـهاً استخبارياً صهيونياً لنشر الفوضى في اليمن؛ لكي يتمكّنوا من البحث والسيطرة علي التابوت وضمان عدم حصول المسلمين عليه.
وفقاً للأحاديث الإسلامية المعززة بأساطير مذكورة في التلمود والتوراة فَـإنَّ اليمن هي أرض المهدي المنتظر الإمام الذي يملك الأرض ويسيطر علي فلسطين ويهزم مخلِّص اليهود الدجال الأعور أَو يعيق انتشاره وسيطرته علي أراضي المسلمين.
ومن هنا فَـإنَّ تحَرّكات داعش تتركز في المناطق المحتمل ظهور المهدي منها أَو ظهور خطر على إسرائيل كمناطق عدن أبين المذكور في الأحاديث النبوية تقول بخروج 12 ألفَ مقاتل منها لتحرير القدس، إلى جانب منطقة يكلا في رداع الوارد ذكرها في الأحاديث كمكان خروج القحطاني المهدي المنتظر أَو اليماني وخطورته أنه (بحسب الأحاديث عند أهل السنة وإشارات التوراة) سيستخرج التابوتُ اليهودي ويستخدم علومه لهزيمة الدجال واليهود وحلفائهم، ومن هنا جاء الخوفُ من قصة المهدي القحطاني اليماني (بغض النظر عن الاسم).
لذلك كان الإنزالُ الجوي في منطقة يكلا في السنوات التي خلت؛ بهَدفِ التخلص من الهدف (الخطر المحتمل)، وهو المهدي المنتظر، وبدليل أن القوات الأمريكية استهدفت كُـلَّ الأطفال الذكور على وجه الخصوص؛ خوفاً من أن يكون أحد الأطفال من المستهدفين هو المهدي المنتظر، وبالتالي فَـإنَّه سيحصلُ على التابوت ويقضي على آمالهم في السيطرة على العالم، حسب معتقداتهم.
وليس بخافٍ اعتقادُ اليهود بأن عمليات الذبح والسحل والحرق واستخدام أساليب بشعة للقتل هي من ستسرع في خروج مخلصهم، كما أنها ترضي الشيطان “إله الماسونيين” والذي يعتقد الكثيرُ من الباحثين أنه الأعور الدجال.
ولذلك تقول إحدى الدراسات: إن “الصراعَ الموجودَ حَـاليًّا في معظم أنحاء العالم الإسلامي عبارةٌ عن حرب للأفكار، وسوف تحدّد نتائج هذه الحروب التوجّـهات المستقبلية للعالم الإسلامي.
ومن هُنا لا بُـدَّ أن ندركَ أننا نمُرُّ بمرحلةٍ هي من أخطر المراحل في تاريخنا القديم والحديث، فالدولةُ مهدّدةٌ بالتشظي والانقسام، ويقظة الهُــوِيَّات المحلية والوطنية والقومية التاريخية ولا بُـدَّ من مقاومة مشاريع الاستهداف للأُمَّـة بشتى الوسائل والطرق حتى نتمكّنَ من التحكم بمقاليد المستقبل قبل أن يصبحَ أدَاةً طيَّعةً بيد أعداء الأُمَّــة العربية والإسلامية، فالجماعات السلفية تقومُ بدورِ تفتيت الأُمَّــة إلى ما قبل الدولة وما قبل الأُمَّــة وهي تخدُمُ أجندات الصهيونية العالمية من حَيثُ تعلم ومن حَيثُ لا تعْلم.
صحيفة المسيرة