السيد القائد : شعبنا يحتفل بيوم الولاية كموروث إيماني تاريخي
قال السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن شعبنا اليمني يحتفل بمناسبة يوم الولاية كموروث إيماني تاريخي عبر الأجيال وليس عادة جديدة أو أمرا طارئا في واقعه بل موروث ايماني استمر عليه الشعب جيلا بعد جيل ضمن موروثه الايماني الذي ورثه من هويتيه الايمانية التي أشاد بها الرسول صلوت الله عليه وعلى آله حين قال الايمان يمان والحكمة يمانية.
ولفت السيد في كلمته بمناسبة يوم الولاية 1442هـ إلى أن مناسبة يوم الولاية جديرة بالاحتفال لأنها تعبير عن الشكر لله والاقرار بتمام بنعمته علينا، حيث يقول الله ” ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا.. ) .
وأوضح أن الاحتفال بمناسبة الولاية هي شهادة للنبي بأنه بلغ الأمر الذي وصل في أهميته أن يقول الله ” يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ”، وكذلك قول الرسول اللهم أني بلغت اللهم فاشهد” فاحتفالنا شهادة للرسول صلوات الله عليه وآله بأنه قد بلغ، كما أن الاحتفال هو مما يساهم في حفظ هذا البلاغ في أن يبقى للأجيال مترددا صداه في الأمة جيلا بعد جيل حتى لا يضيع”.
وأشار السيد القائد إلى أن بلاغ الرسول لم يكن موضوعا وقتيا لا علاقة بل هو موضوع متعلق بمستقبل الأمة الى قيام الساعة ، والنبي عندما ابتعث للحج سبق ذلك إرسال رسائل إلى بقية أبناء الأمة في مختلف المناطق التي دخلت في الإسلام يحثهم الى ان يحضروا ذلك الحج حضورا استثنائيا لان ذلك الحج سيرتبط به مواضيع في غاية الأهمية للأمة ومستقبلها فبلغ عدد الحجيج 120 الفا.
ومضى السيد في سرد أحداث حجة الوداع موضحا أن الرسول أقام شعائر الحج بالمسلمين واشرف على عملية الحج وفق الطريقة الإسلامية المتكاملة بحيث يكون للفريضة دورها المهم على كل المستويات التربوية والثقافية والفكرية وتعزيز الروابط بين أبناء الأمة حسب أهداف الحج التي كان الرسول يؤديها بالتمام والكمال وبذلك يتضح أن المسالة لم تنتهي باكتمال فريضة الحج فالرسول بعد اكتمال الحج تحرك ومعه الحجيج الى ان وصل الى وادي يدعى بخم ونزل قول الله يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ، مشيرا إلى أن هذه الآية تتميز بانها بهذه اللهجة الساخنة الذي يعبر عن موضوع في غاية الأهمية وفي غاية الحساسية .
ولفت السيد إلى أن قول الله( وإن لم تفعل فما بلغت رسالته) يعبر عن الاهمية القصوى للموضوع وقوله (والله يعصمك من الناس ) يعبر عن الحساسية .. مشيرا إلى أن موضوع الولاية له علاقة بحيوية واستمرارية وفاعلية الرسالة الإلهية في كل مضامينها ومواضيعها ومبادئها وأخلاقها لتبقى مستمرة بفاعلية في الحياة وتبقى بكاملها ونقائها وصفائها دون أن تتلوث بالتحريف ولتكتمل في ثرها في واقع الحياة والناس أنفسهم لذلك كان الموضع في غاية الأهمية.
وبيّن السيد أن آية البلاغ كانت من أجل ولاية الإمام علي ، حيث أوضح أن النبي كان قد بلغ العقائد بدا من التوحيد ونسف الشرك وبلغ الشرائع وتحرك فيها عمليا وجسدها في أرض الواقع وانطلق من أساسها في مسيرته العملية بشكل يكاد ان يكون مكتملا، وكذلك على مستوى المواقف والشرائع بما في ذلك الموقف من اليهود والنصارى ومؤامراتهم كان النبي قد بلغ واتخذت المواقف الى درجة ان المعركة قد حسمت مع اليهود فبعضهم قد قتلوا وطردوا وخضعوا لدولة الإسلام وأضبحوا يدفعون الجزية وكذلك النصارى والمشركين ولذلك ما من جديد يتعلق بهذه الفرايض ونزول مثل هذه الآية فيما يتعلق بالفرائض”.
وتطريق السيد إلى الترتيبات التي أعدها رسول الله لإعلان موضوع ولاية الإمام علي منذ أن نزلت الآية وبعد اجتماع المسلمين وبداية حديث النبي صلى الله عليه وآله ، وتذكيرهم بأنه عما قريب سيرحل عن هذه الدنيا ، وأن هذا الفراغ الذي سيتركه سيكون هناك من يسده ( إني تارك فيكم .. كتاب الله وعترتي أهل بيتي ) فكانت كل الترتيبات بالشكل اللائق وبالشكل الذي يبطل كل الحجج ويدل على أهمية الموضوع .
وما إن وصل النبي إلى الموضوع الرئيسي للبلاغ والكل قد اصحبوا في تمام الاصغاء ثم قال يا أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عااداه وانصر من نصره واخذل من خذله”.. فكان هذا هو المحتوى للبلاغ النبوي التي قصدته الآية ” {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك } وتشهد للنبي بأنه بلغ الرسالة .