السيد عبد الملك الحوثي : ولاية الإمام علي ضمانة للأمة وولاية الطاغوت مصدر شر وفساد وظلم

أوضح السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن ولاية الطاغوت مصدر للظلم والفساد والشر وضرب القيم الإنسانية والفطرية واتباع لمصدر الضلال، فالطاغوت يظلم ويضيع من يرتبط به عن الطريق الصحيح .

وأكد السيد القائد في كلمته بمناسبة يوم الولاية 1442هـ أن اتباع الطاغوت ضلال وانحراف على المستوى الثقافي والفكري والعملي والسلوكي وعلى مستوى جهد الإنسان في الحياة ويصل به إلى نار جهنم ، موضحاً أن
الطاغوت هو كل الجهات التي تفصل الإنسان عن امتداد الولاية الإلهية في منهجها ومصادرها الحق .

* ولاية الله تحمي المؤمنين

وقال السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن ولاية الله للمؤمنين تظهر تقديم الهداية التي تحميهم من الذل، وأنها تريدهم أعزاء ليبنوا أمة كريمة وعزيزة ، كما أن التوجيهات القرآنية للذين آمنوا تأتي بطريقة فيها تكريم ورحمة وليست على شكل مراسيم ملكية وأوامر جافة .

ولفت إلى أن الموقع الذي يكون فيه الذين آمنوا في إطار الولاية الإلهية هو موقع مسؤولية ومهام كبرى وأدوار أساسية جدا فالله سبحانه وتعالى يريد للمؤمنين أن يكونوا أمة عزيزة تقوم بأدوارها ومسؤولياتها العظيمة والمقدسة .

كما أكد أن ولاية الرسول في مسؤوليته بالرسالة الإلهية هي التبليغ وتجسيد هذه الرسالة وقيادتنا في واقعنا العملي على أساس الرسالة الإلهية ، وأن القرآن الكريم أكد على دور النبي كقائد وأكد على أهمية طاعته وأن هذا الأمر جزء أساسي من علاقتنا به في إطار الولاية .

وأوضح السيد القائد أن بعض المسلمين كان لديهم مشكلة في فهم أهمية طاعة الرسول فكانوا يعصونه في مسائل كثيرة ، بل وصل بالبعض إلى أن كان لديهم ملاحظات على النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

وأشار إلى أن امتداد الولاية بعد الرسالة هو في إطار الكمال الإيماني الذي جسده الإمام علي عليه السلام ، موضحاً أن دور الإمام علي هو كونه حلقة الوصل برسول الله وامتداد ولايته في الأمة وهذا دور محوري

وأضاف : المطلوب من ولاية الإمام علي هو استمرار مسيرة الهداية الإلهية في واقع الأمة واستمرارية إقامة الدين بشكل سليم بعيدا عن التزييف ، مؤكداً أن امتداد الولاية أمر ضروري في سنة الله في عباده وإلا فالفراغ بعد النبوة له أثر سلبي كبير .

* الإمام علي أنموذج للكمال الإيماني

وأشار السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي إلى أن في القرآن الكريم الكثير من الآيات عملت على تقديم الإمام علي عليه السلام كأنموذج للكمال الإيماني ، وحياة الإمام علي كانت كلها لله سبحانه وتعالى، حيث كان دائما حاضرا للتضحية والتحرك ابتغاء مرضاة الله .

وأكد أن الإمام علي عليه السلام برز كجندي أول لنصرة النبي والإسلام في بدر وأحد والخندق ، كما نرى في عطف وحنان الإمام علي ما يجسد القيم الإيمانية في إخلاص العمل لله سبحانه وتعالى .

وأردف : تصدق الإمام علي بخاتمه وهو في حالة الصلاة نموذج على اهتمامه بالأمة وهذا الأمر أظهره القرآن كمؤهل للإمام ليقوم بدور العناية بالأمة بعد رسول الله .

* ولاية الإمام علي ضمانة للأمة

وأوضح السيد القائد أنه عندما يعلن رسول الله أن علي مع القرآن والقرآن مع علي هو ضمانة للأمة أن الرجل الذي سيواصل الحركة بالأمة هو عالم بالقرآن وعارف به ، وكذلك عندما يقول رسول الله أن علي مع الحق والحق مع علي فهو يؤكد أن الإمام علي سيتحرك بالأمة على أساس الحق .

وأكد السيد عبد الملك الحوثي أن الإمام علي عليه السلام في داخل الانتماء الإسلامي علامة فارقة بين الإيمان والنفاق ، مبيناً أن آية الولاية لتبين لنا أن هذا المبدأ ضمانة لحماية الأمة من الانحراف الداخلي لصالح اليهود والنصارى وحركة النفاق

كما أكد أن ولاية الإمام علي تشكل حماية لنا تجاه الخطر الكبير الذي يهددنا في الإيمان والاستقامة والثبات على دين الله ، موضحاً أن حالة الانحراف عبر عنها القرآن الكريم بالمرض، حيث تفقد الأمة سلامتها التربوية وتظهر أشياء سلبية تعارض المفهوم التربوي للإنسان .

وأضاف : مبدأ الولاية يصوننا في الولاء والمنهج والموقف فلا ننحرف ولا نعيش حالة الفوضى والانفلات فيما يتعلق بالولاء والجانب الثقافي والديني والفكري ، محذراً عن أن البديل عن الولاية هو الفراغ والفوضى التي تجعل الأمة ضحية لكل المفسدين والانتهازيين والمضلين .

* ما يهدد الأمة الأختراق الثقافي والفكري الداخلي

ولفت السيد القائد إلى أن الفئات المنحرفة من الأمة كالمنافقين تتحرك تحت عناوين إيمانية وتستغلها للانحراف بالأمة في ولائها ومنهجيتها العملية ، مشيراً إلى أن اليهود قادرون على لبس الحق بالباطل وماهرون في عملية التزييف على المستوى الديني وعلى مستوى الرموز والولاءات .

وأكد أن أكبر تهديد للأمة في هذا العصر هو سعي الأعداء للسيطرة علينا عن طريق الاختراق الثقافي والفكري والداخلي ، موضحاً أن الولاية مهمة جدا في حماية الأمة من الاختراق وإمكانية السيطرة على الأمة واستغلالها .

وأشار السيد القائد إلى أن ـصالة الإسلام تبقى متمثلة بالإمام علي في موقفه ومنهجه ومسيرته حيث يمثل حلقة الوصل السليمة برسول الله ولكي نحظى برعاية الله ونصره وتأييده لا بد لنا من أن يكون التولي لله مرتكزا أساسيا لتحظى الأمة من خلاله بنصرالله

وأكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي خلال كلمته بمناسبة يوم الولاية أن قوى الطاغوت على رأسها أمريكا وإسرائيل تسعى لفرض ولايتها علينا والثغرة التي ينفذون من خلالها هي حالة الفوضى والانفلات والاختراق الثقافي .