مبدأ الولاية وأهميته في الإسلام
يقول الله سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}(المائدة: من الآية55ـ56) ، وقال رسول الله صلوات الله عليه وآله وهو عائدٌ من حجة الوداع في السنة العاشرة للهجرة في غدير خم بعد أن نزل عليه قول الله سبحانه وتعالى:{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}(المائدة: الآية67) بعد أن صعد فوق أقتاب الإبل أمام جموع المسلمين ورفع يد الإمام علي (عليه السلام) وقال ((يا أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه؛ فهذا عليٌ مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله)).
من خلال الآية القرآنية السابقة، ومن خلال هذا النص النبوي الذي هو مصداقٌ لأهمية مبدأ الولاية الذي يتحقق للأمة به أن تكون حزب الله وتحظى برعاية الله وهدايته ونصره وتأييده، كما وعد هو سبحانه وتعالى {وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} وبهذا يمكن للأمة أيضاَ أن تحمي نفسها من الوقوع تحت هيمنة وولاية أعدائها.
وعندما نقرأ الآية المباركة ونتأمل النص النبوي نجد التناسق العجيب بين الآية وبين النص، التناسق كل التناسق، وندخل إلى الموضوع نفسه إلى مبدأ الولاية الذي يجب أن نفهمه، وأن نعيه، وأن نستوعبه، وأن نؤمن به، وأن يكون لنا مبدأ ومنهجاً ومساراً في الحياة {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ} فما هي ولاية الله لعباده المؤمنين؛ لأن الخطاب هنا لمن؟ هو للمؤمنين{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ} أنتم أيها المسلمون، أنتم أيها المؤمنون وليكم الله، فما هي ولاية الله لعباده المؤمنين؟.
إنها ولاية رعاية، ولاية هداية، ولاية رحمة، يهديهم، يؤيدهم، يرعاهم بلطفه ورعايته في كل أمورهم وشؤونهم، ينصرهم، يوفقهم، يدبر شؤونهم، يحدد لهم ويقرر لهم الأسس والمعايير والمؤهلات لولاية أمرهم؛ باعتبار ذلك من تدبيره لشؤونهم، يتولى تدبير شؤونهم في كل مجالات الحياة ومختلف نواحي الحياة، الله.. الله وليكم، الله العظيم الرحيم، الله أرحم الراحمين، الله ملك السماوات والأرض، إله السماوات والأرض، فاطر السماوات والأرض، قيوم السماوات والأرض، وليكم أيها المؤمنون فكيف نتولى الله؟ وكيف يتحقق لنا أننا في واقعنا نتولى الله؟ بإيماننا به، بثقتنا به، بتوكلنا عليه، بالتزامنا بتعاليمه وطاعته، بتسليمنا لمنهجه، بإذعاننا لأمره، بمحبتنا له، بتولينا لأوليائه، وعدائنا لأعدائه.
تتحقق لنا حينئذ هذه الصلة ولاية الله، حينما نتولاه وننضوي ونحتمي بهذه المظلة مظلة الولاية الإلهية فنحظى بكل تلك الرعاية التي يرعى الله بها أولياءه في مختلف شؤون حياتهم، وصلتنا بالله التي تحقق لنا الولاء له، والتولي له، هي كتابه ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولذلك لن يتحقق لنا التولي لله والولاء له سبحانه وتعالى دون التولي لرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، لا يتم لنا في واقعنا أن نتولى الله إلا بالتولي لرسوله (صلوات الله عليه وعلى آله)، فولاية الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) هي امتداد لولاية الله{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ}(الأحزاب: من الآية6) هو أيضاً قال (صلوات الله عليه وعلى آله):((إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم)) لذلك ندرك أهمية الولاية؛ لأننا نتحدث أساساً عن ولاية الله، ثم ما هو امتداد لولاية الله، نتحدث أساساً عن هذا المبدأ المهم الكبير.
البعض ممن يعميهم الحقد والتعصب الطائفي والمذهبي لا ينظر إلى المسألة من بداياتها، ينظر فقط إلى مسألة الإمام علي (عليه السلام) ثم له موقف سلبي تجاه مسألة الإمام علي (عليه السلام)، وبذلك لا يلتفت إلى المسألة من أساسها ولا من بداياتها.
مبدأ الولاية يحفظ لنا استمرار الاتصال بمصادر الهداية
مبدأ الولاية: الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- كان يتحدث في تلك الفترة الأخيرة من حياته عن قرب رحيله من هذه الحياة، والرسول كان هو بنفسه مصدرَ هذه الهداية التي نرتبط بالله من خلالها، التي يصلنا من خلالها وحي الله وهديه ونوره، وكان هو القائم على تطبيق هذا الدين، والقائد الذي يسير بالبشرية في هذا الاتجاه، يتحدث عن قرب رحيله من هذه الحياة، وأنه سيغادر هذه الحياة، ويقول:(إِنِّي أُوشِكُ أَن أُدعَى فَأجيب)، يقول لهم في حجة الوداع:(وَلَعَلِّي لَا أَلقَاكُم بَعدَ عَامِي هَذَا)، وفعلًا أقلّ من ثلاثة أشهر بقي رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- وتوفي ورحل عن هذه الحياة.
فإذًا، رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- عندما بلَّغ هذا البلاغ الذي يقول الله عنه [وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ]، أتى ليقول للجميع، ولما الأمة معنيةٌ به عبر الأجيال إلى قيام الساعة، ولما أكَّده تأكيدات متكررة من خلال قوله: (أَلَا هَل بَلَّغت، اللهم فَاشهَد)، من خلال قوله: (فَليُبَلِّغ الشَّاهدُ مِنكُم الغَائِبَ)، ليبقى هذا البلاغ للأمة جيلًا بعد جيل؛ لأنه يحفظ للأمة أهم مسألة تعتبر مصداقًا لقوله:[وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ]، أهم مسألة يعبِّر عنها هذا المضمون القرآني، الارتباط بمصادر الهداية.
الرسول قال في بلاغه:(ِنَّ اللهَ مَولَاي، وَأَنَا مَولَى المُؤمِنِين)، كيف كانت ولاية رسول الله في امتدادها لولاية الله، ولاية هداية وقيادة، يقود البشرية ويهديها على أساس ذلك الهدى -صلوات الله عليه وعلى آله- ثم يقول:(فَمَن كُنتُ مَولَاه)، هكذا بهذا التعبير الواضح، ويقصد تلك الولاية التي قال فيها عن نفسه:(وَأَنَا مَولَى المُؤمِنِين، أَولَى بِهِم مِن أَنفُسِهِم، فَمَن كُنتُ مَولَاه، فَهَذَا عَلِيٌّ)، وهو إلى جانبه، يمسك بيده، موجودٌ بشخصه واسمه، ويقدِّمه أمام الجميع (فَهَذَا عَلِيٌّ مَولَاه)..
مبدأ الولاية يحمي الأمة من الاختراق
يجب أن نفهم أن هذا المبدأ العظيم مبدأ الولاية بمفهوم حديث الغدير، وثقافة يوم الغدير، ومناسبة الغدير، هو يضمن لنا النظرة إلى الإسلام في امتداده الأصيل والسليم والنقي الذي يبني الأمة، ويحمي الأمة من الاختراق، ويحمي الأمة من كل أولئك الطامعين، من كل أولئك المضلين، من كل أولئك الذين قدموا لهم رؤى بديلة تبرر لهم السيطرة على هذه الأمة، إدارة شؤون هذه الأمة من موقع البغي، من موقع الضلال، من موقع الانتهازية، من الجبارين والطغاة والمفسدين والظالمين والجائرين والمستكبرين، الذين ليسوا أمناء على الأمة في أن يديروا شؤونها، في أن يكونوا امتداداً أصيلاً على أساس مبدأ الولاية، في السير بالأمة على أساس منهجها الإسلامي العظيم في كل مجالاته: التربوية، التثقيفية… التي تبني الإنسان أولاً هو حتى على المستوى التربوي، تهدي هذا الإنسان، تزكي هذا الإنسان، تربي هذا الإنسان، تصلح هذا الإنسان، تسمو بهذا الإنسان ليؤدي دوره العظيم في هذه الحياة، الإسلام هو دينٌ عظيم إذا تمسكت به الأمة كما هو في أصالته، في نقائه، في مبادئه الحقيقية، في مشروعه العظيم، في أهدافه الكبيرة؛ تصلح البشرية وتصلح الحياة، يصلح واقع الحياة، يحقق للناس الخير، ويحقق للناس العدل، ويسمو بالبشر في أخلاقهم، في تصرفاتهم، في سلوكياتهم، في أعمالهم، يسمو بالإنسان.
وهكذا نحن في هذه المرحلة بأمسِّ الحاجة إلى الإيمان بهذا المبدأ العظيم، الذي يضبط مسار الأمة، الذي يحميها من الاختراق، الذي يجعل من انتمائها للإسلام ارتباطاً، وليس فقط مجرد انتماء شكلي روتيني اعتيادي، يقتصر على التزامات محدودة، ضمن طقوس معينة، ضمن عبادات معينة، ضمن أخلاقيات معينة، ولكن يحوّل انتماءنا للإسلام إلى علاقة وارتباط منهجي للحياة بكلها؛ حتى نعرف أننا أمة مستقلة، نعيش حالة الاستقلال التام الذي يفصلنا عن التبعية بكل أشكالها لأعدائنا من اليهود وغير اليهود، لأعدائنا من المستكبرين في هذه الأرض، من الطاغوت المنحرف عن منهج الله -سبحانه وتعالى- من كل الظالمين والمضلين والمفسدين في الأرض، نرى في الإسلام مشروعاً للحياة نسير عليه، ننعم به بكل ما تضمنه من توجيهات إلهية، نحظى فيه بالرعاية الإلهية،
ولهذا أتت الآية المباركة التي قال الله فيها -سبحانه وتعالى-: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة: الآية 55]، وهنا يُقَدِّمُ لنا الإمامَ علياً -عليه السلام- بمعايير إيمانية ومواصفات إيمانية، بعناوين إيمانية: {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} [المائدة: 55-56]، هكذا تحظى الأمة من خلال هذا الارتباط الذي يصلها بمنهج الله كما هو، بتعليمات الله كما هي، بمنهج الإسلام بكل أثره في الإنسان: في نفسية هذا الإنسان، في أخلاق هذا الإنسان، في سلوك هذا الإنسان، في وعي هذا الإنسان، في دور هذا الإنسان، وبالتالي نحظى برعاية من الله -سبحانه وتعالى- نحظى بالنصر، بالمعونة، بالتأييد في مواجهة كل الآخرين الذين يسعون إلى الاستحواذ علينا، إلى التغلب علينا، إلى السيطرة علينا من كل كيانات الطاغوت المستكبرة في الأرض، التي لا ترضى لنا بالاستقلال، هذا الاستقلال الذي نبنيه على أساسٍ من هويتنا، من انتمائنا الحقيقي الواعي الصحيح للإسلام، فالولاية تحول الانتماء للإسلام، تجعله انتماءً واعياً، انتماءً إلى المشروع وليس فقط انتماءً إلى الطقوس، وليس فقط انتماءً شكلياً روتينياً، بل انتماءً بنّاءً، انتماءً صحيحاً، انتماءً عملياً، انتماءً وارتباطاً بمصادر الهداية التي تتحرك بنا في هذا المشروع العظيم في واقع الحياة ليؤتي أثره وثمرته في واقع الحياة.
مبدأ الولاية يفصلنا عن الطغاة والمستكبرين
نجد أن هذا المبدأ مبدأٌ عظيم ومهم، وأن الرؤية الناقصة كما الرؤية المحرفة أيضاً تفتح المجال لكل من هب ودب أن يأتي حتى باسم هذا الإسلام، أولا نجد الشواهد الماثلة أمامنا في التاريخ: سواءً في العصر الأموي، أو العصر العباسي… أو غيره، أولا نجد الشواهد المثالة أمامنا في واقع الحياة من زعماء، من حكام، من جائرين، من طغاة، من مضلين يقدمون أنفسهم باسم الإسلام، يتحركون في الساحة بعناوين إسلامية، ثم نجدهم على ارتباطٍ تام بأعداء الأمة من المستكبرين، ارتباط وثيق بأمريكا، ارتباط التبعية، ارتباط الولاء لأمريكا، ارتباط العلاقة بأمريكا التي يتحركون من خلالها في واقع الأمة كأدوات لأمريكا، ثم تأتي العناوين الدينية التي يسعون إلى توظيفها واستغلالها في خدمة أمريكا، نجد ما يمكن أن يحد من هذا بكله، أن يمنع هذا الاستغلال في التوظيف للعناوين الدينية، والاستغلال لها في داخل الأمة الإسلامية من خلال مبدأ الولاية الذي يفصلنا عن كل أولئك المستكبرين، وعن كل أولئك الطغاة والجائرين والمفسدين والمضلين، والذي يربطنا بالمسار الصحيح الذي تحكمه المعايير الإيمانية، والذي يصلنا بالإمام عليٍ -عليه السلام- بآل الرسول -صلوات عليه وعلى آله- برسول الله محمد -صلوات الله عليه وعلى آله- يصلنا بمصادر الهداية الموثوقة، المأمونة والمؤتمنة حتى لا نضل، مع القرآن الكريم منهجاً، مع أولئك كرموز وهداة وقادة وقدوة نعرف الحق، نرى طريق الحق، نرتبط بالهداية ضمن رموزها ومنهجها العظيم ومصادرها الصحيحة؛ فنتحرك في واقع هذه الحياة ونحن في المنهج الإلهي الذي يفصلنا عن كل المستكبرين والمضلين والمفسدين.
في هذه المرحلة أخطر ما تعاني منه الأمة، وأكبر التحديات التي تواجه هذه الأمة: هي سعي المستكبرين من أعداء الأمة، كيانات الطاغوت المتمثلة بأمريكا وإسرائيل، ومن يدور في فلك أمريكا وإسرائيل للسيطرة علينا كأمةٍ مسلمة، للتحكم بنا في كل شؤون حياتنا: السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، للتأثير علينا إعلامياً وثقافياً وتعليمياً، للتحكم بالمناهج، للتحكم بما يؤثر على الرأي العام بالتلقين الثقافي والفكري، حتى في الخطاب الديني، وهذا واضح من أوضح الواضحات.
ما يحمينا من كل ذلك، ما يفصلنا عنهم، ما يغلق كل النوافذ بوجوههم هو هذا المبدأ العظيم؛ لأننا نخرج من حالة الفوضى، الفوضى الثقافية، الانفلات في الولاءات، الارتباطات غير المنضبطة، البيئة المفتوحة لمن هب ودب أن يتحدث باسم الدين، أن يقدم أي رموز أي ثقافة، والمهم فقط هو العنوان؛ أما المضمون والحقيقة فلا تركيز على ذلك، هذه هي الحالة التي تمثل سلبية كبيرة وخطورة كبيرة في واقع الأمة، هذه الحالة التي فتحت المجال للدواعش، للتكفيريين، لكل الفئات المضلة أن تتحرك في واقع الأمة، هذه الحالة التي أتاحت لأمريكا وأتاحت الفرصة لإسرائيل أن تخترق الأمة إلى عمقها في الداخل، وأن تتبنّى لها من يتحرك في داخل هذه الأمة بهذا العنوان أو ذاك العنوان، بذلك الاسم أو بذلك الاسم، بتلك الطريقة أو بتلك الطريقة، ويحاول أن يلبِّس على الأمة.
ما يحمينا من كل ذلك هو هذا المبدأ العظيم الذي يضبط مسيرة حياتنا، ويربطنا بمصادر الهداية، ويربطنا بالامتداد الأصيل لحركة رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- بدوره في الأمة، حتى ندخل ضمن قول الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله-: (فَمَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ، فَهَذَا عَلِيٌّ مَوْلَاهُ)، لنؤمن بولاية الرسول، وبالتالي نؤمن بامتدادها في الأمة؛ لأن الذي لا يؤمن بامتداد ولاية الرسول في الأمة، وبترها بتراً، وجعلها ولايةً منحصرةً على عهد النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- بلا امتداد صحيح يعبر عنها بالفعل، يعبر عنها بالحقيقة، هو ينظر إلى هذا الإسلام- كما قلنا- برؤيةٍ قاصرة، وينظر إلى ولاية الرسول برؤيةٍ بترت هذه الولاية وقطعت أو انفصلت عن امتدادها الصحيح، بكل ما لهذا الانفصال عن امتدادها الصحيح من تبعات كبيرة، على مستوى الضلال الفكري، والضلال الثقافي، والانحراف العملي.