تجسيد الولاية في الجانب الاقتصادي (5)
نعمة القيادة من أعلام الهدى:
إنَّ المُتأمل للواقع المزرى، والمُهين، الذي تعيشه هذه الأُمَّة، يجد أنه لم يكن هناك أي رهان على الأنظمة، والزعامات العربية، في النهوض بالأُمَّة، بل اتجهتْ تلك الأنظمة، والزعامات، صوب خيار العمالة، والمُشاركة في تنفيذ المشـاريع الاستعمارية على هذه الأُمَّة الذي يستهدفها في كل تفاصيل شؤونها المُختلفة.
وأمام هذا الواقع المزرى، والمُهين، وفي ظلِّ هيمنة قوى الاستكبار العالمي على الأُمَّة؛ فقد أصبحت هذه الأُمَّة مستُضعفة، وتائهة، في كافة مجالات حياتها، وأصبحت تابعةً، وخصوصاً في الجانب الاقتصادي، ومُجرَّد أسواقٍ استهلاكيةٍ لمنُتجَات شركات دول الغرب الرأسمالية.
وفي خضمِّ ذلك، فقد تجلى في واقع هذه الأُمَّة، قول رسول الله “صلوات الله عليه وآله”: (أهل بيتي أمانٌ لأهل الأرض)، حيث كان الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي “رضوان الله عليه”، ومن بعده السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي “يحفظه الله”، نعمة عظيمة، أنعم الله بها على هذه الأُمَّة، وأعطاهم المؤهلات اللازمة، للقيام بدورٍ عظيمٍ، وتحمل مسؤولية كبيرة، تجاه هذه الأُمَّة، التي تمر بمرحلةٍ خطيرةٍ جداً، تبحث فيها على عزتها المفقودة، وكرامتها المسلوبة.
ولأنَّه كان يحمل روحية القرآن الكريم، ويتحرك بحركته، فقد تحرك الشهيد القائد في أوساط هذه الأُمَّة بنظرةٍ قرآنيةٍ، وبروحِ المسؤولية، يُرشدها، ويستنهضها، ويُخلصها، من واقعها المرير، والمهُين، وتحرك إلى دعوة الأُمَّة العربية، والإســلامية، إلى الرجوع إلى القران الكريم، كمنهاج يستنيرون منه لمواجهة المشروع الاستعماري بقيادة أمريكا، ودول الغرب الرأسمالية، فكان يخاطب العقل البسيط للإنسان، ولم يأتٍ بمعانٍ غير مفهومة، ولا عبارات مُعقدة، بل كان يُخاطب عامة النَّاس، بكلماتٍ سلسة، تتماشى مع ثقافتهم البسيطة، ليس إلاَّ ليعّوا كل كلمة يقولها، أو يُحذر منها.
وتجسداً لمظاهر رحمة الله سبحانه وتعالى في هذا الرجل العظيم، فقد أطلق بتوفيق من الله، المشـروع القرآني، في أخطر مرحلة تعيشها الأُمَّة، واستطاع من خلال هذا المشروع أنَّ يُقدِّم التشخيص الدقيق لما تعانيه الأُمَّة، ويُقدِّم الحلول، والمعالجات الناجعة، والعملية، الكفيلة ببنائها، البناء القوي، في مُختلف المجالات، الثقافية، والاقتصادية، والعلمية، والسياسية، والعسكرية، والاعلامية.
كما يُقدِّم الشهيد القائد من خلال مشروعه القرآني، رؤى صحيحة، وحلولاً ناجعة، تجعل الأُمَّة قادرة على مواجهةِ أعدائها، حيث أن من أهم أساسيات المشروع القرآني، الخروج بالأُمَّة من الوضعية المؤلمة، من خلال روئ، وحلول قرانيه شامله، للقضايا الأساسية للأُمَّة، في صراعها الشامل مع أعداءها، “أمريكا وإسرائيل”، وتجعل كل من يسيرون عليها، قادرين بأنَّ يُشخِّصوا الواقع، ويكونوا بمستوى أنَّ يقدِّموا التقييم الدقيق لواقع الأُمَّة، ومشكلاتها، والمخرج لها من هذا الواقع.
ولأنَّه استنار بالقرآن الكريم، فقد كان الشهيد القائد عالمي الرؤية، ولم تنحصر نظرته في محيطه الجغرافي فقط، ولم يكن توجهه مُقتصراً على العلوم الدينية، والشرعية فقط، بل كان يصّب جُلّ اهتمامه بالجوانب الاقتصادية، التي ترتبط بها عزة الأُمَّة، وقوتها، حيث تكشف دروس من هدي القرآن الكريم، التشخيصات الشاملة، لما تعانيه الأُمَّة العربية، والإسـلامية، ففي الوقت الذي يُحدد فيه طبيعة الهيمنة الاقتصادية، وأسبابها، ومظاهرها، فإنَّه يقُدِّم الرؤى القرآنية، والحلوم الناجعة، التي يجب أنَّ تقوم بها الأُمَّة للخروج من واقعها الاقتصادي السيء.
وفي سياقِ ذلك، فإنَّ ما يتضمنه المشروع القرآني من أُسّسٍ قرآنية، ومنهجيةٍ عملية، تجعل الأُمَّةُ قادرةً على تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة، لاسيما في ظل الحرص الشديد للشهيد القائد “رضوان الله عليه”، ومن بعده قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي “يحفظه الله”، على بناء هذه الأُمَّة، البناء القوي، بحيث تكون قادرةً على مواجهة أعدائها المُتربصين بها بالشكل المطلوب، من جهةٍ، وتعكس، وتترجم عظمة القيادة التي اختارها الله عزَّ وجلّ، أعلاماً للهُدىَ لهذه الأُمَّة، وأوكل إليها تحمل المسؤولية الكبيرة في هذه المرحلة الحساسة، والمفصلية التي تمر بها الأُمَّة، من جهةٍ أخـرى.