فاعليةُ الحضور وصوابيةُ الموقف
موقع أنصار الله || مقالات ||سند الصيادي
من خلال محفل اجتذب إليه أنظار العالم وَنال اهتمامَ الأصدقاء والخصوم على السواء، برزت اليمنُ -الدولة وَالمشروع المقاوِم- على واجهة الحضور الذي ضمَّ ممثلين عن أكثر من ٧٣ دولةً شاركت في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي.
وَبالنظر إلى معطيات وَأبعاد هذا الحضور اليماني، يمكن القول إنه خطوةٌ في مسار العلاقات الدولية التي تعيد صنعاء صياغة مضامينها بالشكل الذي ينبغي لبلادنا أن تكون عليه، كما يمثل هذا الحضور الإقليمي الفاعل صفحة في قصة النصر، وَخطاً واضح المعالم في ملامح اليمن الجديد، اليمن الذي يعيد الاعتبار لذاته وَيستعيد احترامه لدى شعوب العالم، بعد ٧ أعوام من الصمود الأُسطوري لرجاله وَقيادته في مواجهة أوسع استهداف وَأعنف عدوان يمكن أن يتعرض له بلد في التاريخ المعاصر، وفيه نجح اليمني في اجتراح المعجزات وَالحفاظ على هُــوِيَّته وَوجوده بفضل عطاء الدم الذي ساح بذلا وعطاء على ميدان المعارك ومتارس الدفاع عن الموقف والنهج الذي ناضل لأجله وَفي سبيله.
وما لم تنقله الصورة ويمكن إدراكه من خلال التتبع لكل فصول القصة، أنه لم تعد اليمن اليوم ذلك الملف الملحق الذي ظلت تتأبَّطُه الأنظمةُ التابعة والمرتهنةُ في الجِوار كتابعٍ لها، بعد أن أفرغوه مِن كُـلّ مقوماته وَقدراته وَقوّضوا قرارَه لِيَصُبَّ في خدمة مشاريع مناقضة لقناعات شعبه، مجافية ومتنكرة لرصيده التاريخي الحافل بالحضور الإيجابي والفاعل في محيطه الإقليمي والعالمي.
اليمنُ اليومَ وبعد أن استعاد نفسَه وَسُمعتَه وَاعتبارَه، فَـإنَّه يعيدُ تصويبَ تحالفاته باتّجاه الانتصار لقضايا دينية وَإنسانية كبرى، مكسبان تحقّقا رغم العدوان والحصار، وَبالعودة إلى الماضي القريب كانت اليمن تغرق في وحل الاستضعاف الممنهج الذي لم يجعل منها رقماً حتى على طاولة التحالفات الخاطئة التي كانت تُجر إليها البلد كصفرٍ مضافٍ وَمجرورٍ بأنظمة الجوار إلى أمريكا وَأخواتها.
لقد حضرت صنعاء احتفال طهران وفق هذه المعطيات الجديدة وَالمستحقة، حضورٌ افتقده كُـلّ أدعياء اليمن المرتمين في بلاط أدعياء العروبة وَالإسلام، وَبقدر ما صرنا نفخر بالصورة المغايرة التي تظهر عليها اليمن الجديد في المحافل الدولية كبلدٍ حُرٍّ مستقلٍّ وَفاعل في ذاته، بقدر فخرنا بالتموضع وَالموقف والمحور الذي ننتمي إليه، بل نشكل أحد أعمدته الرئيسة وَأبرز فاعليه.