مقاتلو طالبان يدخلون إلى العاصمة الافغانية كابل
موقع أنصار الله – 7 محرم ١٤٤٣هـ
توشك حركة طالبان اليوم، الأحد، على الاستيلاء الكامل على السلطة في أفغانستان بعد هجوم خاطف باشرته في أيار/مايو الماضي، ودخل مقاتلون من طالبان إلى العاصمة كابل المعزولة والمحاصرة وفقا لوكالة فرانس برس. وسيطرت طالبان، صباح اليوم، على مدينة جلال آباد في شرق أفغانستان، حسب ما أفاد سكان، لتصبح بذلك العاصمة كابول آخر مدينة كبيرة لا تزال تحت سيطرة الحكومة.
وقالت طالبان في بيان إنه “لا نريد دخول العاصمة كابل بالقوة أو بالحرب ونفضل الدخول بسلام”. واضاف البيان أن “المفاوضات جارية لضمان عملية تسليم العاصمة كابل والحكومة لم تعلق على الأمر حتى الآن”، وأنه “أمرنا قواتنا بالوقوف على تخوم العاصمة كابل وعدم محاولة دخولها”
ونقلت قناة الجزيرة عن مصدر أمني، قوله إن اشتباكات عنيفة بين القوات الأفغانية ومسلحي طالبان في محيط قاعدة باغرام شمالي كابل. وقال المتحدث باسم طالبان إنه “لم نتخذ بعد قرارا بشأن السيطرة على العاصمة كابل وسيتم اتخاذ قرار منفصل لاحقا”.
ونقلت وكالة رويترز عن قيادي في طالبان قوله إن “الحركة أمرت مقاتليها بالإحجام عن العنف في كابل” وأن “الحركة أمرت بالسماح بالعبور الآمن لمن يريد الخروج من كابل”. وأضاف ان “الحركة تطلب من النساء في كابل التوجه لأماكن آمنة”.
وقال مسؤول في حلف “النيتو” للوكالة نفسها إنه تم نقل العديد من الموظفين التابعين للاتحاد الأوروبي إلى مكان آمن في كابل.
وتحدث وسائل إعلام أميركية عن إخلاء السفارة في كابل خلال 72 ساعة، حيث ألقى الرئيس جو بايدن كلمة بشأن الحرب ومبررات الانسحاب من أفغانستان.
وقال بايدن “ذهبنا إلى أفغانستان لهزيمة من هاجمونا في 11 سبتمبر/ أيلول 2001، وأسفرت المهمة عن مقتل بن لادن وتراجع القاعدة”.
وأضاف إن بقاء القوات الأميركية لسنة أو 5 سنوات أخرى في أفغانستان لن يحدث فرقا إذا كان الجيش الأفغاني لا يسيطر على بلاده.
وتابع “أمرت قواتنا المسلحة واستخباراتنا باليقظة لمواجهة التهديدات الإرهابية المستقبلية في أفغانستان”.
إلى ذلك، أعلنت هولندا وفنلندا والسويد وإيطاليا وإسبانيا أمس خفض وجودها في أفغانستان إلى الحد الأدنى، لافتة إلى برامج لإجلاء موظفيها الأفغان، وقالت ألمانيا أيضا إنها ستقلص طاقمها الدبلوماسي.
وأحكمت طالبان قبضتها على مناطق شمال أفغانستان بعد أن سيطرت، السبت، على مدينة مزار شريف، وفق ما أعلن مسؤول محلي أفاد أيضا بأن قوات الأمن فرت نحو الحدود مع أوزبكستان.
وبحكم السيطرة على إقليم لغمان، تمكنت طالبان من قطع الطريق بين العاصمة كابول وبين مدينة جلال أباد، مركز ولاية ننجرهار، شرقي البلاد.
وبذلك، تسيطر على عواصم 22 ولاية من أصل 34 ولاية، ومن ضمن المدن التي سيطرت عليها، الجمعة، مدينة بول عالم، مركز ولاية لوجر المجاورة للعاصمة كابول، إذ استسلم حاكم الإقليم عبد القيوم رحيمي، وسلمهم الولاية من دون قتال كبير.
وقال أحمد والي، وهو من سكان جلال آباد، لوكالة فرانس برس “استيقظنا هذا الصباح ووجدنا أعلام طالبان البيضاء في كل أنحاء المدينة. إنهم في المدينة. دخلوا من دون قتال”. كما أعلنت حركة طالبان من جهتها على وسائل التواصل الاجتماعي أنها سيطرت على المدينة.
ونقلت رويترز عن مسؤولين أفغان أن طالبان سيطرت على مدينة جلال آباد دون قتال، وأمنت الطرق التي تربط البلاد بباكستان.
وقال مسؤول أفغاني مقيم في جلال أباد “لا توجد اشتباكات في الوقت الحالي في جلال أباد لأن الحاكم استسلم لطالبان. السماح بمرور طالبان كان السبيل الوحيد لإنقاذ أرواح المدنيين”.
كما أكد مسؤول أمني غربي سقوط المدينة، وهي واحدة من آخر المدن التي ظلت تحت سيطرة الحكومة إلى جانب العاصمة كابول.
المصدر: وكالات