الطريق إلى مأرب
موقع أنصار الله || مقالات || بلقيس علي السلطان
مأرب وما أدراك ما مأرب هي تلك القطعة الأثرية الثمينة من أرض الحضارة اليمنية العريقة التي احتضنت أعرق المملكات اليمنية قديماً ، أما حاضراً فهي الدرة المكنونة التي تحوي في باطنها كنوزاً نفطية وغازية وأشياء أخرى كثيرة علاوة على أنها منفذ برياً يصل اليمن بمملكة العدوان السعودية ، كل هذه المميزات وأكثر جعلتها محط أطماع المعتدين منذ عشرات السنيين حيث نسجوا فيها بيوت عناكبهم الإصلاحية والقاعدية وأوكار ذئابهم الداعشية لكي يضمنوا الاستيلاء عليها وعلى ثروات الشعب المودوعة فيها إذا ما جاءها الأحرار فاتحين لكنهم لم يعلموا أن نسيجهم هين أولم يقرأوا بأن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لكنهم لا يعلمون .
لقد جعل المجاهدون من الجيش واللجان الشعبية من مأرب قبلة للتحرير بعد أن عاث المعتدون من آل سعود وأربابهم الصهاينة والأمريكان ومرتزقتهم فيها الفساد ، فلم يعد للمرأة حرمتها وبات أسرها واختطافها أمر هين ، ولم يعد لشيخ القبيلة هيبته ومكانته الاجتماعية وبات الأعتداء على نسائه وبيته وقتله أمرا مشروعاً ومباح !
كما أن ثروات الشعب قد أصبحت سهلة وسائغة للطامعين والمعتدين فمدوا أنابيب النفط بكل تبجح إلى الأراضي السعودية وسخروا بقية الأبار النفطية لبقية المعتدين .
أما عن أخلاق الحرب فهم بعيدون عنها كل البعد فقد باتت سجونهم أماكن للموت البطيئ لمن وقع في أيديهم من الأسرى المجاهدين أو الأسرى الذين تم اختطافهم من الطريق !
رغم الصعاب وأهمية مأرب لدى تحالف العدوان ،شق أبطال الحيش واللجان الشعبية طريقهم إلى مأرب في ملحمة بطولية عنوانها النصر ولا شئ غير النصر فبدأوا بتحرير المديرية تلو المديرية في مواقف بطولية تعجز الكلمات عن وصفها ، حيث قدموا أنموذجاً راق للمجاهد الحر الشريف الذي نهل من منهج رسول الله وآل بيته في أخلاق الحروب والبطولات
فهو الذي يضمد جراح عدوه الذي كان يحمل البندقية في وجهه قبل جرحه، ويطمئن الأسير بأنه في وجهه وأنه قد بات في مأمن أكثر مما كان عليه مع المعتدين الذين يرمون عليهم بنيرانهم التي يطلقون عليها صديقة بينما هي نيران خبيثة ساقطة ، أما ممتلكات الناس واموالهم فهي أمانة يحميها حتى تصل لأصحابها ورعيتها وهم ينادونهم بمكبرات الصوت أن عودوا إلى دياركم فأنتم في أمان وسلام وهم بالفعل كذلك .
انتصارات تلو انتصارت تكللها عملية النصر المبين التي تشق طريقها بالحرية لتبدد ظلام العدوان حتى تلتقي بضوء معبد الشمس ليعلنوا من هناك بأننا قوم أولوا قوة وأولوا بأس شديد وبأن الملوك لن يجعلوا أهل اليمن أذلة مادام نبض قلوبهم ينبض بالإيمان والحكمة ففيها حق النصر والغلبة قديما وحديثا سيحق النصر المبين والعاقبة للمتقين .